من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط».

صحيح: رواه أبو داود (٢١٣٣) والترمذي (١١٤١) والنسائي (٣٩٤٢) وابن ماجه (١٩٦٩) وابن الجارود (٧٢٢) وصحّحه ابن حبان (٤٢٠٧) والحاكم (٢/ ١٨٦) كلهم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نَهيك، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، وصححه عدد من أهل العلم.
وفيما يلي شرحه وبيانه:

1. شرح المفردات:

* امرأتان: أي زوجتان.
* يميل مع إحداهما على الأخرى: أي يظلم ويجور في العشرة والمعاملة، فيفضل إحدى زوجتيه على الأخرى في المحبة والإنفاق والقسمة (المبيت) ونحو ذلك دون حق.
* أحد شقيه ساقط: أي جاء يوم القيامة وشقه مائلٌ منحنيٌ أو مشلول، كناية عن شدة عذابه وخزيه، أو أن هذا الشق قد سقط وهلك من شدة العذاب.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عاقبة وخيمة لمن كان عنده أكثر من زوجة ولم يعدل بينهن في الواجبات التي يقدر عليها.
* العدل الواجب: العدل المطلوب شرعاً بين الزوجات هو العدل في الأمور المادية التي يقدر عليها الرجل، مثل:
* القسمة في المبيت: أن يقسم الليالي بينهن بالعدل.
* النفقة: أن ينفق على كل واحدة منهن بالسوية (المسكن، المأكل، المشرب، الملابس).
* المعاملة بالمعروف: أن يعاملهن بالحسنى والخلق الكريم.
* ما لا يجب فيه العدل: أما ما لا يقدر عليه الرجل، كالمحبة القلبية والميل العاطفي، فليس مكلفاً به، قال تعالى: {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: 129]. أي في الحب والميل القلبي. فلا إثم على من كانت نفسه تميل إلى إحدى زوجتيه أكثر من الأخرى، ولكن الإثم هو أن يترتب على هذا الميل ظلم في الحقوق الواجبة.
* الوعيد الشديد: جاء الوعيد في الحديث لمن لم يعدل في الحقوق الواجبة، حيث جاء يوم القيامة وهو مشوه الخلقة، مُعَذَّب، نصفه ساقط أو مائل، وهذا من صور العقاب الذي يُجازى به المرء من جنس عمله، فهو مال في الدنيا بغير حق، فيجيء يوم القيامة مائلاً وساقطاً.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على العدل والتحذير من الظلم: الحديث تحذير صريح من ظلم الزوجات، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
2- عظمة حق الزوجة: للزوجة حقوق عظيمة على زوجها، ومن أعظمها أن يعدل بينها وبين ضرتها إذا كانتا عند رجل واحد.
3- العدل بين الزوجات سبب للسعادة والاستقرار: العدل يزرع الطمأنينة في بيت الزوجية، ويقضي على بذور الحقد والغيرة التي قد تؤدي إلى خراب البيوت.
4- بيان عدالة الإسلام ورحمته: شرع الإسلام تعدد الزوجات بشروط، وأهمها القدرة على العدل، فلم يترك الأمر للهوى والشهوة.
5- الترهيب من المعاصي: هذا الحديث من أحاديث الوعيد التي ترهب المسلم من اقتراف الذنوب، وتذكره بعاقبة الظلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* يجب على من يريد التعدد أن يتحرى العدل ويتقي الله، فإن خاف أن لا يعدل فواجب عليه أن يقتصر على واحدة، قال تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3].
* إذا ظلم الرجل إحدى زوجاته، وجب عليه التوبة إلى الله تعالى والاستغفار، والرجوع إلى العدل، وال compensating لها عن حقها إذا أمكن.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الحقوق، وأن يجنبنا الظلم والعدوان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٣٣) والترمذي (١١٤١) والنسائي (٣٩٤٢) وابن ماجه (١٩٦٩) وابن الجارود (٧٢٢) وصحّحه ابن حبان (٤٢٠٧) والحاكم (٢/ ١٨٦) كلهم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نَهيك، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: إنما أسند هذا الحديث همام بن يحيى، عن قتادة. ورواه هشام الدستوائي عن قتادة قال: «كان يقال: لا نعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من حديث همام، وهمام ثقة حافظ». أي أن زيادته مقبولة.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: تفرد همام بن يحيى لا يضر فإنه ثقة حافظ كما قال الترمذي. وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة، ولذا صحّحه جمعٌ من الأئمة منهم من ذُكروا، ومنهم: ابن دقيق العيد، وعبد الحق الأشبيلي، وغيرهم.
وفي الباب رُوي أيضًا عن أنس بن مالك إلا أنه لا يصح.
قوله: «يميل مع إحداهما على الأخرى«يعني في الحقوق في العشرة، من الأكل والشرب والملبس دون ميل القلب، فإن القلوب لا تملك، لأن النبي ﷺ كان يُسوي في القسم بين نسائه ويقول: «اللَّهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك إلا أن الصحيح أنه مرسل كما في الآتي:

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 200 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

📜 حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية