حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما لا يجوز من الأضاحي

عن عُبيد بن فيروز قال: سألت البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسول الله ﷺ وأصابعي أقصر من أصابعه، وأناملي أقصر من أنامله فقال: «أربع لا تجوز في الأضاحي: العَوْراء بيِّنٌ عورُها، والمريضة بيِّنٌ مرضُها، والعرجاء بيِّنٌ ظلعها، والكسير التي لا تنقى». قال: قلت: فإني أكره أن يكون في السِّنّ نقصٌ، قال: «ما كرهتَ فدعه، ولا تحرمه على أحد».

صحيح: رواه أبو داود (٢٨٠٢)، والنسائي (٤٣٦٩)، وابن ماجة (٣١٤٤)، وأحمد (١٨٥١٠)، وابن خزيمة (٢٩١٢)، وابن حبَّان (٥٩٢٢)، والحاكم (١ - ٤٦٧ - ٤٦٨) كلّهم من طريق شعبة، قال: سمعت سليمان بن عبد الرحمن، قال: سمعت عُبيد بن فيروز، به، فذكره.

عن عُبيد بن فيروز قال: سألت البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسول الله ﷺ وأصابعي أقصر من أصابعه، وأناملي أقصر من أنامله فقال: «أربع لا تجوز في الأضاحي: العَوْراء بيِّنٌ عورُها، والمريضة بيِّنٌ مرضُها، والعرجاء بيِّنٌ ظلعها، والكسير التي لا تنقى». قال: قلت: فإني أكره أن يكون في السِّنّ نقصٌ، قال: «ما كرهتَ فدعه، ولا تحرمه على أحد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عُبيد بن فيروز قال: سألت البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسول الله ﷺ وأصابعي أقصر من أصابعه، وأناملي أقصر من أنامله فقال: «أربع لا تجوز في الأضاحي: العَوْراء بيِّنٌ عورُها، والمريضة بيِّنٌ مرضُها، والعرجاء بيِّنٌ ظلعها، والكسير التي لا تنقى». قال: قلت: فإني أكره أن يكون في السِّنّ نقصٌ، قال: «ما كرهتَ فدعه، ولا تحرمه على أحد».


1. شرح المفردات:


● العوراء: التي فقدت إحدى عينيها أو ضعف بصرها بشكل واضح.
● بين عورها: واضح وعورها ظاهر للعيان.
● المريضة: التي بها مرض ظاهر يؤثر على لحمها أو صحتها.
● العرجاء: التي تعرج في مشيتها بسبب عيب في رجلها.
● بين ظلعها: واضح عرجها ومشيتها المضطربة.
● الكسير: الهزيلة أو المنكسرة التي لا مخ فيها (أي لا نخاع في عظامها).
● لا تنقى: لا تصلح ولا تسمن ولا تعود إلى حالة جيدة.
● في السن نقص: أن تكون السن غير مكتملة أو بها عيب.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يروي لنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي ﷺ بين أنواعًا من العيوب التي إذا وجدت في الحيوان المختار للأضحية فإنها لا تجوز ولا يصح التضحية بها، وهذه العيوب هي:
1- العوراء البيّن عورها: وهي التي فقدت عينها أو أصيبت بعمى واضح، لأن هذا العيب ينقص من كمالها ويؤثر على صحتها.
2- المريضة البيّن مرضها: التي بها مرض ظاهر مثل الحمى أو الجرب أو غير ذلك، لأن المرض قد يفسد اللحم أو يقلل بركة الأضحية.
3- العرجاء البيّن ظلعها: التي لا تستطيع المشي بشكل طبيعي due to عيب في رجلها، مما ينقص من قيمتها وكمالها.
4- الكسير التي لا تنقى: الهزيلة أو الضعيفة التي لا مخ فيها، أي لا نخاع في عظامها، مما يدل على ضعفها الشديد وعدم صلاحيتها للأضحية.
ثم إن السائل عبيد بن فيروز سأل عن نقصان السن (كأن تكون السن مكسورة أو ناقصة)، فأجابه النبي ﷺ بأن ما كرهه الإنسان فليتركه، ولكن لا يحرمه على غيره إذا كان جائزًا شرعًا. وهذا من رحمة الشريعة ومراعاتها للتفاوت بين الناس في شروط القبول والاختيار.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب اختيار الأضحية السليمة: يجب على المسلم أن يختار للأضحية حيوانًا سليمًا من العيوب المنافية للكمال.
● النهي عن التضحية بالمعيبة: النهي عن هذه العيوب الأربع يدل على أن الأضحية قربة إلى الله، فينبغي أن تكون من أفضل ما يملكه الإنسان.
● المرونة في الأمور الاجتهادية: في المسائل التي لم يرد فيها نص صريح بالتحريم، للإنسان أن يتجنب ما يشاء لكن دون أن يحرم على الآخرين ما أحله الله.
● العناية بنية القربة: الأضحية شعيرة عظيمة، فيجب أن تكون خالصة لله ومتوافقة مع شروط الشرع.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.
- العيوب المذكورة في الحديث هي من العيوب التي تمنع الإجزاء في الأضحية، وهناك عيوب أخرى ذكرها الفقهاء كالعضباء (مقطوعة الأذن) والجرباء وغيرها.
- من لم يجد إلا معيبة من هذه العيوب فإنه يضحي بها ولا إثم عليه، لأن المشروع التقييد بالاستطاعة.
- يستحب للمسلم أن يختار الأضحية السمينة الجميلة، لأنها أعظم أجرًا وأقرب إلى القبول.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٠٢)، والنسائي (٤٣٦٩)، وابن ماجة (٣١٤٤)، وأحمد (١٨٥١٠)، وابن خزيمة (٢٩١٢)، وابن حبَّان (٥٩٢٢)، والحاكم (١ - ٤٦٧ - ٤٦٨) كلّهم من طريق شعبة، قال: سمعت سليمان بن عبد الرحمن، قال: سمعت عُبيد بن فيروز، به، فذكره.
وإسناده صحيح، سليمان بن عبد الرحمن هو الدّمشقيّ.
وقال الحاكم: «حديث صحيح ولم يخرجاه، لقلة روايات سليمان بن عبد الرحمن، وقد أظهر عليّ بن المديني فضائله وإتقانه».
ورواه الترمذيّ (١٤٩٧) من طريق يزيد بن أبي حبيب - وابن حبَّان (٥٩١٩) من طريق ليث بن سعد - كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ به، مثله، إِلَّا أنهما قالا: «والعجفاء التي لا تنقي» وزاد ابن حبَّان فقالوا للبراء: فإنما نكرَهُ النَّقصَ في السِّن والأُذن والذَّنَب قال: فاكرهوا ما شئتم، ولا تحرّموا على الناس.
وإسناده صحيح، قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إِلَّا من حديث عُبيد بن فيروز عن البراء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم».
ورواه النسائيّ (٤٣٧١)، وابن حبَّان (٥٩٢١) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عيد بن فيروز، به. وإسناده صحيح.
تنبيه: رواه مالك في الضحايا (١) عن عمرو بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، به، فأسقط من إسناده «سليمان بن عبد الرحمن». نبَّهَ على ذلك ابن حبَّان. وكذا قال أبو حاتم الرازي «العلل» (٢/ ٤١).
وفي الباب ما رُوِيَ عن يزيد ذي مِصْر قال: أتيتُ عتبة بن عَبْدٍ السُّلميّ فقلتُ: يا أبا الوليد، إني خرجتُ ألتمسُ الضحايا فلم أجد شيئًا يعجبني غير ثَرْماء، فكرهتُها فما تقول؟ قال: أفلا جئتني
بها، قلت: سبحان الله! تجوز عنك ولا تجوز عني؟ قال: نعم إنك تشكُّ ولا أشكُّ. إنّما نهى رسول الله ﷺ عن المصفَّرة، والمستأصلة، والبَخْقاء، والمُشَيَّعة، والكَسْراء.
والمصفرة: التي تُستأصل أذنُها حتَّى يبدو سماخُها، والمستأصلة: التي استؤصل قرنُها من أصله، والبخْقاء: التي تبخق عينها، والمشبعة: التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا، والكسراء: الكسيرة.
رواه أبو داود (٢٨٠٣)، وأحمد (١٧٦٥٢) من طريق ثور بن يزيد، حَدَّثَنِي أبو حميد الرُّعينيّ، أخبرني يزيد ذو مصر به، فذكره.
ورواه الحاكم (٤/ ٢٢٥) من هذا الوجه وصحَّح إسناده، وفيه أبوحميد الرُّعينيّ، تفرّد عنه ثور بن يزيد، وقال الذّهبيّ في الميزان: «لا يُعْرَف» وقال الحافظ في التقريب: «مجهول».
وشيخه يزيد ذو مصر الشّاميّ لم يوثقه إِلَّا ابن حبَّان بذكره إياه في «الثّقات» لذا قال الحافظ: «مقبول» يعني حيث يُتابع وإلَّا فليّن الحديث.
وقوله: «ثَرْماء» بمثلثة ومدّ، والثرم: سقوط الثنية من الأسنان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

  • 📜 حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أربع لا تجوز في الأضاحي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب