من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

عن جابر قال: صلى بنا النَّبِيّ ﷺ يوم النحر بالمدينة، فتقدم رجال فنحروا وظنوا أن النَّبِيّ ﷺ قد نحر، فأمر النَّبِيّ ﷺ من كان نحر قبله أن يُعِيد بنحر آخر، ولا ينحروا حتَّى ينحر النَّبِيّ ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الأضاحي (٤: ١٩٦٤) عن محمد بن حاتم، حَدَّثَنَا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو يتعلق بسنن وآداب عيد الأضحى المبارك.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● يوم النحر: هو أول أيام عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● نحروا: ذبحوا أضاحيهم.
● يُعِيد بنحر آخر: يذبح ذبيحة أخرى بدلاً عن التي ذبحها قبل الوقت المشروع.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة عيد الأضحى في المدينة المنورة. بعد انتهاء الصلاة، بادر بعض الرجال وذبحوا أضاحيهم، ظانين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد انتهى من ذبح أضحيته. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد شرع في الذبح بعد، فأمر أولئك الذين ذبحوا قبل وقت الذبح الشرعي أن يعيدوا الذبح بذبائح جديدة، وأكد على أن لا يذبح أحد حتى يذبح هو أولاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يدل على وجوب أو استحباب التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء، خاصة في الشعائر التعبدية مثل الأضحية.
2- الترتيب الزمني للذبح: وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد، فلا يجوز الذبح قبل الصلاة. وهذا من تمام الشرع وحكمته.
3- الاعتماد على اليقين لا على الظن: الرجال تصرفوا بناء على ظنهم، والشرع يحثنا على التثبت وعدم التعجل في الأمور التعبدية.
4- إبطال العبادة غير المشروطة بزمانها: الذبح قبل وقته باطل، لأنه خرج عن الوقت المحدد شرعاً.
5- الحكمة من تقديم ذبح الإمام: فيه تأكيد على وحدة الأمة واتباع قائدها في الشعائر، وإظهار للشعيرة بشكل جماعي موحد.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- ذبح النبي صلى الله عليه وسلم أولاً فيه إرشاد إلى أن الإمام قدوة للناس، فينبغي له المبادرة إلى فعل الخير.
- هذا الحديث أصل في أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد، ويستمر إلى آخر أيام التشريق (ثلاثة أيام بعد العيد).
- من نذر أضحية ثم ذبحها قبل الصلاة، لم تجزئه، وعليه أن يذبح بدلاً منها.
نسأل الله أن يتقبل منا الطاعات، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأضاحي (٤: ١٩٦٤) عن محمد بن حاتم، حَدَّثَنَا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
استمسك به مالك أنه لا يجزيء الذبح إِلَّا بعد ذبح الإمام، والجمهور على أنه يجزئ الذبح بعد الصّلاة كما ثبت في الأحاديث الأخرى.
وأمّا ما رُوي عن جابر بن عبد الله أن رجلًا ذبح قبل أن يُصَلِّي النَّبِيّ ﷺ عتودًا جذعًا، فقال رسول الله ﷺ: «لا تجزئ عن أحد بعدك» ونهى أن يذبحوا حتَّى يصلوا. ففيه نكارة.
رواه أحمد (١٤٩٢٧) وأبو يعلى (١٧٧٩) وابن حبَّان (٥٩٠٩) كلّهم من حديث حمّاد بن سلمة، أخبرنا أبو الزُّبير، عن جابر، فذكره.
وأبو الزُّبير مدلِّس وقد عنعن، فلعلَّه دلّسه عن بعض الضعفاء لنكارة متنه فإن النَّبِيّ ﷺ لم يقر الرّجل الذي ذبح قبل الصّلاة أنه جاز له ذلك من دونه، بل نهى جميعًا من أن يذبحوا قبل الصّلاة، ومن ذبح قبل الصّلاة فليعد بعد الصّلاة.
وعن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال في يوم أضحى: «من كان ذبح أحسبه قال - قبل الصّلاة فليُعِدْ ذبحته».
حسن: رواه البزّار - كشف الأستار - (١٢٠٥) عن محمد بن مرداس الأنصاريّ، ثنا بكر بن سليمان، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن، من أجل محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقَّاص الليثي فإنه حسن الحديث.
وكذا الراوي عنه بكر بن سليمان هو أبو يحيى الأسواري البصري فقد روى عنه جمعٌ من الثّقات وذكره ابن حبَّان في ثقاته (٨/ ١٤٨) ولذا قال الذّهبيّ في الميزان: «لا بأس به» وأقره الحافظ في اللسان.
وأمّا قول أبي حاتم الرازي فيه: «مجهول» فيُحمل على أنه قليل الرواية.
والحديث أورده الهيثميّ في «المجمع» (٤/ ٢٤) وقال: «رواه البزّار وفيه بكر بن سليمان البصري وثَّقه الذّهبيّ وروى عنه جماعة، وبقية رجاله موثقون» اهـ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

📜 حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان نحر قبل النبي أن يعيد بنحر آخر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية