حديث: استشرفوا العين والأذن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استشراف عين وأذن الأضحية عند الشراء

عن عليّ بن أبي طالب قال: أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نستشرف العينَ والأذن.

حسن: رواه الترمذيّ (١٥٠٣)، والنسائي (٤٣٧٦)، وابن ماجة (٣١٤٣)، وأحمد (٧٣٢، ٧٣٤، ٨٢٦، ١٠٢١) من طرق عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن عديّ، عن عليٍّ، فذكره.

عن عليّ بن أبي طالب قال: أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نستشرف العينَ والأذن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يقول فيه: "أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نستشرف العينَ والأذن" هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم، وهو من الأحاديث التي تتعلق بآداب الذبيحة وشروطها.

1. شرح المفردات:


* نستشرف: من الاستشراف، وهو في الأصل: أن ترفع رأسك وتنظر إلى الشيء لتراه بوضوح. والمقصود هنا: التأكد والفحص بدقة.
* العين: المقصود بها عين الحيوان المُراد ذبحه.
* الأذن: المقصود بها أذن الحيوان.
فمعنى "نستشرف العين والأذن" أي: نفحصهما ونتأملهما جيدًا لنرى هل هما سليمتان أم بهما عيب.

2. شرح الحديث:


يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بفحص عين الحيوان وأذنه عند شرائه أو اختياره للذبح، وذلك للتحقق من خلوهما من العيوب الظاهرة التي قد تُنقص قيمته أو تضر بمن يأكله.
والمقصود بالعيوب التي نبحث عنها في العين مثلاً: العور (العمى)، أو وجود بياض أو عكارة فيها تدل على مرض.
أما في الأذن فالمقصود: التأكد من أنها غير مقطوعة أو مشقوقة بشكل كبير، أو أن بها أذنة (علامة) تدل على أنه مسروق أو معيب.
والحكمة من هذا الأمر النبوي:
* الابتعاد عن الغش: ففحص العين والأذن يكشف كثيرًا من العيوب التي قد يخفيها البائع.
* اختيار الأفضل: فالمسلم مأمور بأن يختار الطيب من الطعام والمال، والحيوان السليم المعافى خير من المعيب.
* التقوى في المعاملة: الأمر بالنظر والفحص يحقق التقوى والورع في المعاملات المالية، ويبعد المسلم عن الشبهات والمنازعات.

3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب التثبت والفحص في البيع والشراء: على المسلم أن يكون يقظًا ويتثبت مما يشتريه، ولا يعتمد على الظن أو كلام البائع فقط.
2- النصح والأمانة: يجب على البائع أن يبين العيوب، وعلى المشتري أن يتحرى ويبحث عنها تحقيقًا لمبدأ النصيحة في الإسلام.
3- شمولية الإسلام: الإسلام دين شامل ينظم جميع جوانب الحياة، بما فيها التفاصيل الدقيقة في المعاملات اليومية مثل شراء الحيوانات.
4- النهي عن أكل مال الناس بالباطل: بيع الحيوان المعيب دون بيان عيبه هو نوع من أكل المال بالباطل، وهذا الحديث يأمر بما يمنع ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يدخل تحت القاعدة الفقهية الأوسع التي وردت في أحاديث أخرى، مثل النهي عن بيع "العِنّة" (الحيوان الذي لا يلقح) و"المصَرَّاة" (التي حُبس لبنها ليظن المشتري أنها مليئة) وغيرها من البيوع التي فيها غش.
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث وجوب فحص جميع أعضاء الحيوان الظاهرة التي تدل على سلامته أو عيبه، وليس فقط العين والأذن، كالأنف والأسنان والأرجل وغيرها، لأن المقصود هو التأكد من خلوه من العيوب.
* هذا الأمر النبوي فيه تطبيق عملي لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29]. فالفحص والاستشراف وسيلة للوصول إلى التراضي الحقيقي الخالي من الغش.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٥٠٣)، والنسائي (٤٣٧٦)، وابن ماجة (٣١٤٣)، وأحمد (٧٣٢، ٧٣٤، ٨٢٦، ١٠٢١) من طرق عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن عديّ، عن عليٍّ، فذكره.
وزاد الترمذيّ وأحمد - إِلَّا في الموضع الأوّل - أن عليًّا سئل عن البقرة فقال: «عن سبعة». قال: القرن؟ قال: لا يضرُّك. قال: العرجاء؟ قال: إذا بلغت المنسك. وقال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وصحّحه أيضًا من هذا الوجه ابن خزيمة (٢٩١٤، ٢٩١٥)، وابن حبَّان (٥٩٢٠). ورواه الحاكم (٤/ ٢٢٤ - ٢٢٥) من طريق أبي إسحاق، والثوريّ، وشعبة - فرّقهم - ثلاثتُهم عن سلمة بن كهيل به.
ثمّ قال: «هذه الأسانيد كلها صحيحة، ولم يحتجا بحجة بن عدي وهو من كبار أصحاب أمير المؤمنين عليّ. اهـ.
قلتُ: وحجية هذا مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، كما أنه لم ينفرد به فقد تابعه هُبَيْرة بن يريم وحديثه في زيادات عبد الله بن أحمد (١١٠٦) وهبيرة بن يريم قريب من حجية.
وتابعه أيضًا شريح بن النعمان وحديثه رواه أبو داود (٢٨٠٤)، والتِّرمذيّ (١٤٩٨)، والنسائي (٤٣٧٢)، وابن ماجة (٣١٤٢) وأحمد (٨٥١) والحاكم (٤/ ٢٢٤) وصحّح إسناده.
وشريح بن النعمان صدوق، والخلاصة أن الحديث حسن وإن كان خلاف بين أهل العلم في الوقف والرفع، والرفع زيادة.
وقوله: «نستشرف العين والأذن» أي نتأمل سلامتها من العيوب كالعور والجدع، والاستشراف
أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشّمس حتَّى يستبين الشيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 15 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استشرفوا العين والأذن

  • 📜 حديث: استشرفوا العين والأذن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استشرفوا العين والأذن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استشرفوا العين والأذن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استشرفوا العين والأذن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب