من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

عن جندب بن سفيان البجلي قال: شهدتُ النَّبِيّ ﷺ يوم النحر فقال: «من ذبح قبل أن يُصَلِّي فليُعِدْ مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبحْ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٦٢)، ومسلم في الأضاحي (٣: ١٩٦٠) كلاهما من طريق شعبة، حَدَّثَنَا الأسود بن قيس، سمعت جندب بن سفيان البجلي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه:
الحديث:
عن جندب بن سفيان البجلي قال: شهدتُ النَّبِيّ ﷺ يوم النحر فقال: «من ذبح قبل أن يُصَلِّي فليُعِدْ مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبحْ».

1. شرح المفردات:

● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● يُصَلِّي: أي يصلي صلاة عيد الأضحى.
● فليُعِدْ: فليُعِدْ ذبح أضحية أخرى بدلها.
● مكانها أخرى: أي بدلها وأخرى مثلها.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يتعلق بمسألة مهمة من مسائل الأضحية، وهي توقيت ذبحها. يبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن ذبح الأضحية لا يجوز أن يكون قبل أداء صلاة عيد الأضحى. فمن ذبح أضحيته قبل الصلاة، فإن ذبيحته لا تعتبر أضحية شرعية، بل هي مجرد لحم عادي، ويجب عليه أن يعوض عنها بأضحية أخرى تذبح بعد الصلاة.
أما من لم يذبح بعد، فيأمره النبي ﷺ بأن يذبح بعد الصلاة، لأن هذا هو الوقت المشروع لبدء ذبح الأضاحي.
ويدل هذا الحديث على أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد، ويستمر إلى آخر أيام التشريق (أي حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة).

3. الدروس المستفادة منه:

1- التوقيت الشرعي لذبح الأضحية: يجب أن يكون ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى، ولا يصح قبلها. وهذا من محاسن الشريعة التي راعت الترتيب والتنظيم، حيث تبدأ بالصلاة التي هي شكر لله، ثم يتبعها الذبح تقرباً إلى الله.
2- الإتيان بالعبادات على الوجه المشروع: لا يكفي في العبادة مجرد الفعل، بل لابد من موافقة الشريعة في كيفيتها ووقتها وشروطها. فمن ذبح قبل الوقت المحدد لم تقبل منه أضحيته.
3- وجوب إعادة العبادة إذا أداها في غير وقتها: من أخل بشرط من شروط العبادة كالوقت، فإنه يلزمه الإعادة إذا كان ذلك ممكناً. وهنا أمر النبي ﷺ من ذبح قبل الصلاة أن يعيد الأضحية.
4- التيسير على الأمة: الحديث يشمل توجيهاً للمذنب بالإعادة، وللمتخلف بالأمر بالذبح، مما يدل على مراعاة حال الناس وتفاوتهم.
5- أهمية الترتيب الزمني في الشعائر: تقديم الصلاة على الذبح يدل على أهمية الصلاة وأنها مقدمة على غيرها من العبادات، كما أن فيها إظهاراً للشكر قبل التقرب بالذبح.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
- من ذبح بعد صلاة العيد في يوم النحر أو في أيام التشريق فقد أدى الأضحية على الوجه الصحيح.
- الأفضل في ذبح الأضحية أن يكون في يوم النحر بعد الصلاة، ثم في الأيام التي تليه (أيام التشريق).
- إذا ذبح شخص أضحيته قبل الصلاة جهلاً بالحكم أو نسياناً، فإنه يعيدها كما في الحديث، لأن العبرة بالوقت لا بالنيّة.
- هذا الحكم خاص بمن أراد الأضحية، أما من ذبح لغير ذلك (كذبح للطعام العادي) فلا بأس أن يذبح قبل الصلاة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٦٢)، ومسلم في الأضاحي (٣: ١٩٦٠) كلاهما من طريق شعبة، حَدَّثَنَا الأسود بن قيس، سمعت جندب بن سفيان البجلي فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

📜 حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية