حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الأضحية الواحدة تجزئ عن أهل البيت

عن عطاء بن يسار قال: سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله ﷺ؟ فقال: كان الرّجل يضحّي بالشاة عنه، وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتَّى تباهى الناس فصارت كما ترى.

صحيح: رواه الترمذيّ (١٥٠٥)، وابن ماجة (٣١٤٧) من طريق الضَّحَّاك بن عثمان، حَدَّثَنِي عمارة بن عبد الله بن صياد، عن عطاء بن يسار، قال: فذكره.

عن عطاء بن يسار قال: سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله ﷺ؟ فقال: كان الرّجل يضحّي بالشاة عنه، وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتَّى تباهى الناس فصارت كما ترى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديثٌ شريفٌ رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام الترمذي في "جامعه"، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، راويًا حال الناس في زمن النبوة.

أولاً. شرح المفردات:


● الضحايا: جمع ضحية، وهي ما يُذبح من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) تقربًا إلى الله تعالى في أيام عيد الأضحى.
● يضحّي بالشاة: الشاة هي النعمة (الخروف أو المعز)، أي كان يذبح خروفًا واحدًا.
● عنه وعن أهل بيته: نيابة عنه وعن جميع من يعولهم في بيته.
● حتى تباهى الناس: حتى تفاخر الناس وتنافسوا في الكثرة والعدد.
● فصارت كما ترى: أي فصار الحال الذي تراه الآن من ذبح أكثر من شاة، أو ذبح البدنة (الإبل أو البقر) بدلاً عن الشاة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه السنة الأصلية في الأضحية كما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي:
أن يكون الذبح بشاة واحدة (خروف أو معز) تَكفي الرجل وأهل بيته جميعًا، فيأكلون منها، ويتصدقون، ويدخرون. لم يكن الأمر عبئًا ماليًا ثقيلاً، بل كان سهلاً ميسرًا، يحقق المقصود من التقرب إلى الله وإظهار شعائر الدين وإطعام الفقراء.
ثم حدث بعد ذلك أن تباهى الناس وتفاخروا، أي دخل عليهم حب الظهور والمنافسة الدنيوية، فصار الرجل يذبح أكثر من شاة، أو يذبح بدنة (بعيرًا أو بقرة) كاملةً له وحده، لا لأهل بيته، طلبًا للتفاخر والسمعة، وخرج الأمر عن هديه صلى الله عليه وسلم البسيط المتواضع.
وقوله: (فصارت كما ترى) هو إشارة من أبي أيوب - وهو يروي هذا في زمن متأخر - إلى الحالة التي أصبح عليها الناس من الإسراف والمباهاة في أمر كان في أصله قربةً وبساطة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- السنة في الأضحية: الأصل أن الأضحية سنة كفاية، فالشاة الواحدة تكفي الرجل وعائلته كلها، وهذا هو الهدي النبوي. وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بشاتين عنه وعن أهل بيته، ولكن فعل أبي أيوب يدل على أن الشاة الواحدة كانت الغالب والعادة.
2- تحذير من الرياء والسمعة: الحديث تحذير صريح من أن تتحول العبادة إلى وسيلة للتباهي والتفاخر على الآخرين، وهو من أمراض القلوب التي تهلك العمل.
3- التيسير وعدم التشديد: الإسلام دين يسر، وليس عسر. فالمشروع التيسير على الناس وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والأفضل التقيد بالهدي النبوي دون مغالاة.
4- إحياء السنة: يستفاد منه الحث على التمسك بالسنة والبعد عن البدع والمحدثات، خاصة في العبادات.
5- الحكمة من الأضحية: تذكير بالهدف الحقيقي من الأضحية، وهو التقرب إلى الله، وشكر نعمته، وإطعام الفقراء والمحتاجين، وليس المفاخرة والمباهاة.

رابعًا. فتوى معاصرة مستفادة من الحديث:


بناء على هذا الحديث وغيره، يرى many العلماء أن الأمر فيه سعة، فمن ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته فقد أصاب السنة وحاز الأجر. ومن ضحى بأكثر (كبدنة كاملة) جاز ذلك إذا كان قصده التقرب إلى الله دون رياء أو تباه، ولكن الأولى والأكمل هو اتباع الهدي النبوي الأول الذي كان عليه الصحابة.
نسأل الله أن يتقبل منا الطاعات، ويبعد عنا الرياء والسمعة، ويجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٥٠٥)، وابن ماجة (٣١٤٧) من طريق الضَّحَّاك بن عثمان، حَدَّثَنِي عمارة بن عبد الله بن صياد، عن عطاء بن يسار، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم لا تجزئ الشاة إِلَّا عن نفس واحدة، وهو قول عبد الله بن المبارك وغيره من أهل العلم».
ورواه مالك في الضحايا (١٣٧٧ - رواية أبي مصعب) عن عُمارة بن صيّاد به مختصرًا ليس فيه سؤال عطاء لأبي أيوب.
وجاء في رواية يحيى الليثي (١٠) عن عمارة بن يسار وهو خطأ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

  • 📜 حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب