حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بداية وقت ذبح الأضحية

عن البراء بن عازب قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «إنَّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثمّ نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من النسك في شيء». فقام أبو بُردة بن نيار وقد ذبح فقال: إن عندي جذعة فقال: «اذبحها ولن تجْزئ عن أحدٍ بعدك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٤٥)، ومسلم في الأضاحي (٧: ١٩٦١) كلاهما من طريق محمد بن بشار - وزاد مسلم -: ومحمد بن المثنى - حَدَّثَنَا محمد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شعبة، عن زُبيد الإياميّ، عن الشعبيّ، عن البراء فذكره.

عن البراء بن عازب قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «إنَّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثمّ نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من النسك في شيء». فقام أبو بُردة بن نيار وقد ذبح فقال: إن عندي جذعة فقال: «اذبحها ولن تجْزئ عن أحدٍ بعدك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو يتعلق بمناسك الحج، وتحديدًا بمسألة هامة من مسائل الأضحية وذبح الهدي.
### أولاً. نص الحديث وروايته
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثمّ نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من النسك في شيء». فقام أبو بُردة بن نيار وقد ذبح فقال: إن عندي جذعة فقال: «اذبحها ولن تجْزئ عن أحدٍ بعدك».
### ثانيًا. شرح المفردات
● يومنا هذا: يقصد به يوم عيد الأضحى، يوم النحر.
● نصلي: أي صلاة العيد.
● ننحر: نذبح الهدي أو الأضاحي.
● أصاب سنتنا: وافق طريقنا وهدينا.
● النسك: العبادة والتقرب إلى الله، وهنا يقصد به الأضحية أو الهدي.
● جذعة: أنثى الضأن التي بلغت سنًا معينًا (عادة ستة أشهر إلى سنة)، ولكنها لا تكفي في الأضحية عن الغنم الذي يشترط أن يكون ثنيًا (أتم سنة).
● لن تجزئ عن أحد بعدك: لن تقبل كأضحية شرعية عن أي شخص غيرك.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحدثنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه عن موقف مهم في يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى). فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أمته الترتيب الصحيح لأعمال هذا اليوم العظيم.
فبيّن صلى الله عليه وسلم أن البداية تكون بأداء صلاة العيد أولاً، ثم بعد الانتهاء منها والعودة إلى مكان الذبح، يبدأ المسلمون في نحر ذبائحهم (أضاحيهم أو هديهم).
ثم وضع صلى الله عليه وسلم قاعدةً عامةً فقال: «مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا» أي من التزم بهذا الترتيب (الصلاة ثم الذبح) فقد وافق هدينا وطريقتنا التي شرعها الله لنا.
أما من ذبح قبل الصلاة، فذبيحته هذه ليست أضحية مقبولة شرعًا، بل هي مجرّد لحم قدمه لأهله وأقاربه، لا أجر فيه ولا ثواب، لأنه خالف الترتيب الشرعي الذي جعله الله جزء من تمام هذه العبادة.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- التزام الترتيب الشرعي في العبادات: الشرع قد رتب لأعمال العيد ترتيبًا محددًا، والتزام هذا الترتيب جزء من كمال العبادة وقبولها. فلا يُقدّم الذبح على الصلاة.
2- الوقت الشرعي للأضحية: يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد انتهاء صلاة العيد، ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة). وذبحها قبل الصلاة لا يجوز ولا يصح.
3- الحكمة من التأخير: من حكم تأخير الذبح حتى بعد الصلاة أن تكون الذبيحة قربة إلى الله بعد أداء الصلاة، التي هي شكر لله على نعمه، فيكون الذبح بعدها زيادة في القربة والطاعة.
4- التنبيه على مخالفة السنة: الحديث يظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيه أمته وتصحيح أخطائهم فور وقوعها، كما حدث مع أبي بردة.
5- الاجتهاد مقابل النص: فعل أبي بردة رضي الله عنه (حيث ذبح قبل الصلاة) كان اجتهادًا منه، لكنه خالف النص الصريح، مما يدل على أن اجتهاد العالم لا يقبل إذا خالف النص الواضح.
### خامسًا. القصة الواردة في الحديث (موقف أبي بردة بن نيار)
بعد أن سمع أبو بردة بن نيار رضي الله عنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قام وهو في حيرة لأنه كان قد ذبح أضحيته قبل الصلاة ظنًا منه أن ذلك جائز.
اعترف بفعله وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عندي جذعة (وهي صغيرة من الضأن لا تكفي شرط الأضحية الكامل الذي هو الثني من الضأن). فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبحها ليحلّ له أكلها، لكنه بين له أن هذه الذبيحة «لن تجزئ عن أحد بعدك»، أي أنها ستكون حلالاً ولحماً طيباً له خاصة، لكنها لا تعتبر أضحية شرعية يكتب له أجرها، ولا تجزئ أن تكون أضحية عن غيره، لأنها لا تستوفي الشروط (ذبحت في غير وقتها، وهي جذعة لا توفي بشروط الأضحية الكاملة).
فهذا الموقف يعلمنا:
- الاعتراف بالخطأ والمسارعة إلى تصحيحه.
- أن الذبيحة التي تذبح قبل الوقت لا تعتدّ أضحية، وإنما هي لحم عادي.
- أهمية الاستفسار والسؤال عن أمور الدين.
### سادسًا. الخلاصة
هذا الحديث من الأحاديث الأساسية في باب الأضاحي، وهو يضع قاعدة ذهبية: وقت الأضحية يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى. ومن ذبح قبل ذلك فذبيحته لا تعتبر أضحية، بل هي كلحم عادي قدمه لأهله.
نسأل الله أن يتقبل منا الطاعات، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٤٥)، ومسلم في الأضاحي (٧: ١٩٦١) كلاهما من طريق محمد بن بشار - وزاد مسلم -: ومحمد بن المثنى - حَدَّثَنَا محمد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شعبة، عن زُبيد الإياميّ، عن الشعبيّ، عن البراء فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

  • 📜 حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب