لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تذبحوا إِلَّا مسنّة، إِلَّا أن يَعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن».

صحيح: رواه مسلم في الأضاحي (١٩٦٣) عن أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر، فذكره.

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تذبحوا إِلَّا مسنّة، إِلَّا أن يَعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تذبحوا إِلَّا مسنّة، إِلَّا أن يَعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن».

1. شرح المفردات:

● "لا تذبحوا": النهي هنا عن الذبح في الأضحية والهدي والعقيقة، وهو يشمل كل ذبح قربة إلى الله تعالى.
● "مسنّة": هي الحيوان الذي بلغ السن المعتبر شرعًا، وقد اكتملت نضجًا وقوة. والمسنة تختلف باختلاف نوع الحيوان:
- الإبل: ما تم له خمس سنين.
- البقر: ما تم له سنتان.
- المعز: ما تم له سنة.
- الضأن: ما تم له سنة (وهذا هو القول الراجح، وقيل: ستة أشهر).
● "إِلَّا أن يَعسر عليكم": أي إلا إذا وجدتم مشقة في إيجاد المسنة أو ثمنها.
● "جذعة": في اللغة: الصغيرة. وفي الشرع: هي من الضأن ما تم له ستة أشهر، فهي دون المسنة في السن.
● "من الضأن": أي من الغنم، وهو نوعان: الضأن (الغنم ذات الصوف) والمعز (ذات الشعر). فالاستثناء هنا خاص بالضأن فقط.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف يبين لنا الشرط الثالث من شروط الأضحية والهدي، وهو السن المعتبر.
● الأصل والأفضل: أن يذبح الإنسان الحيوان الذي بلغ السن المعتبر شرعًا (المسنة)، لأنها أعظم نفعًا وأكثر لحمًا، وفي ذبحها إظهار للجود والكرم والاقتداء بهدي النبي ﷺ، حيث كان لا يذبح إلا المسنة.
● الرخصة والاستثناء: رخص النبي ﷺ في الاستثناء من هذا الأصل عند وجود المشقة والعسر، بأن يذبح الإنسان جذعة من الضأن (ما بلغ ستة أشهر) إذا لم يقدر على المسنة. وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث لم يوجب عليهم المشقة.
ملاحظة مهمة: هذا الاستثناء مقيد بالضأن فقط، فلا يجوز أن يذبح جذعة من المعز أو البقر أو الإبل. فلو عسر عليه找到 مسنة من المعز، فلا يذبح جذعتها، بل يبحث عن المسنة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التيسير ورفع الحرج: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، وهذا الحديث نموذج واضح لذلك، حيث رخص النبي ﷺ في ترك الأصل عند وجود المشقة.
2- مراعاة حال الناس: الشرع الحكيم يراعي الغني والفقير، والقادر والمعسر، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
3- الأفضلية والاستحباب: أن يسعى المسلم للأفضل والأكمل في عباداته ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وهو ذبح المسنة.
4- دقة التشريع: تحديد السن بأنواعها يدل على دقة الشريعة وشمولها، وليس فيها شيء عشوائي.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بمناسك الحج والأضاحي.
- اتفق الفقهاء على أن السن المعتبر شرط في صحة الأضحية والهدي، فلو ذبح دون السن المعتبر لم تجزئه.
- الضأن نوع من الغنم، وهو الذي يُسمى في بعض البلدان (الخروف أو الكبش).
- الحديث يدل على أن الجذعة من الضأن تجزئ عن المسنة عند العسر، وهي ما لها ستة أشهر، بشرط أن تكون سمينة وجيدة، بحيث لو اختلطت بالمسنات لاشتبه على الناظر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأضاحي (١٩٦٣) عن أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر، فذكره.
قال النوويّ: «وهذا تصريحٌ بأنه لا يجوز الجذع من غير الضأن في حال من الأحوال، وهذا مجمع عليه على ما نقله القاضي عياض، ونقل العبدري وغيره من أصحابنا عن الأوزاعي أنه قال: يجزئ الجذع من الإبل والبقر والمعز والضأن وحكي هذا عن عطاء». شرح صحيح مسلم (١٣/ ١١٧).
قوله: «إِلَّا مسنة» المسنة: هي الثنية من كل شيء من الإبل والبقر والغنم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

📜 حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية