حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اشتراك السبعة في الأضحية من الإبل والبقر

عن جابر بن عبد الله قال: كنا نتمتع مع رسول الله ﷺ بالعمرة فنذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها.

صحيح: رواه مسلم (٣٥٥: ١٣١٨) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا هُشيم، عن عبد الملك (هو ابن أبي سليمان)، عن عطاء (هو ابن أبي رباح) عن جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كنا نتمتع مع رسول الله ﷺ بالعمرة فنذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه بيانٌ لهدي النبي ﷺ وأصحابه في الاشتراك في الهدي أثناء أداء العمرة، وسأشرحه لكم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● نتمتع: أي نأتي بعمرة التمتع، وهي أن يحرم المعتمر بالعمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ثم يتحلل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
● البقرة: هي أنثى البقر، وتُجزئ في الهدي والأضحية.
● عن سبعة: أي أن البقرة الواحدة تُجزئ عن سبعة أشخاص، فيجوز أن يشارك سبعة في ذبح بقرة واحدة للهدي.
● نشترك فيها: أي نكون شركاء في ثمنها وفي الأجر من ذبحها.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم كانوا يؤدون عمرة التمتع مع رسول الله ﷺ، وكانوا يذبحون الهدي (وهو ما يُذبح تقربًا إلى الله في الحج أو العمرة)، وكانوا يشاركون في البقرة الواحدة سبعة أشخاص، فيذبحونها ويقسمون لحمها بينهم، وتكفيهم هذه البقرة عن الهدي الواجب في التمتع.
وهذا يدل على جواز الاشتراك في الهدي إذا كان من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، حيث أن البقرة أو البدنة (الناقة) تجزئ عن سبعة أشخاص، بينما الشاة (الخروف) تجزئ عن شخص واحد فقط.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير على الأمة: في شرع الله تعالى يسر ورفق، فجعل الاشتراك في الهدي جائزًا لتخفيف التكاليف على الناس، خاصةً على الفقراء ومن ليس لديه قدرة مالية.
● التعاون على البر والتقوى: الاشتراك في الهدي يدل على روح التعاون بين المسلمين في أداء العبادات، فيتقربون إلى الله معًا ويتعاونون على الخير.
● إجزاء البقرة عن سبعة: هذا حكم شرعي ثابت في الهدي والأضحية، فالبقرة أو البدنة تجزئ عن سبعة أشخاص، سواء كانوا من أهل بيت واحد أو أفرادًا متفرقين.
● اتباع هدي النبي ﷺ: الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقتدون بالنبي ﷺ في كل أمر، وهذا يدعونا إلى التأسي بهم والسير على منهجهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الاشتراك في الهدي جائز بالإجماع، وهو من رحمة الله تعالى بعباده.
- يشترط في الهدي والأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، وأن تبلغ السن المعتبر شرعًا، وأن تكون خالية من العيوب.
- يجوز أن يذبح الشخص عن نفسه وعن أهل بيته بدنة أو بقرة واحدة، وتكفيهم جميعًا؛ لأن النبي ﷺ كان يذبح عن نفسه وعن أهل بيته.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم (٣٥٥: ١٣١٨) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا هُشيم، عن عبد الملك (هو ابن أبي سليمان)، عن عطاء (هو ابن أبي رباح) عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرة سبعة، وفي الجزور عشرة. فهو شاذ.
رواه الترمذيّ (٩٠٥)، والنسائي (٤٩٣٢)، وابن ماجة (٣١٣١)، والإمام أحمد (٢٤٨٤)، وابن خزيمة (٢٩٠٨)، وابن حبَّان (٤٠٠٧) كلّهم من طريق الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وقال الترمذيّ: «حديث حسن غريب، وهو حديث حسين بن واقد».
ورواه الحاكم (٤/ ٢٣٠) من طريق عليّ بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد عن عكرمة به. وقال: «صحيح على شرط البخاريّ».
قال الأعظمي: وفيه نظر، لأن بين الحسين بن واقد وعكرمة رجلًا وهو علباء بن أحمر كما في الإسناد السابق. وقد قال أبو يعلى الخليلي: «الحسين بن واقد يدلّس عن عكرمة مولى ابن عباس ولم يلقه».
ثمّ على مقتضى منهج الحاكم ينبغي أن يكون على شرط الشّيخين؛ لأن مسلما ممن روى عنه، وأمّا البخاريّ فإنما روي له على سبيل الاستشهاد لا الاحتجاج.
والحسين بن واقد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يخالف أو يقع في حديثه نكارة وقوله في الحديث: «وفي الجزور عشرة» مخالف لحديث جابر السابق: «البدنة عن سبعة»، ولذا قال البيهقيّ عقب حديث ابن عباس: «حديث أبي الزُّبير أصح من ذلك، وقد شهد الحديبية وشهد الحجّ والعمرة، وأخبرنا بأن النَّبِيّ ﷺ أمرهم باشتراك سبعة في بدنة، فهو أولى بالقبول. اهـ.»السنن الكبرى (٥/ ٢٣٦).
وقال الترمذيّ: «والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ ﷺ وغيرهم يرون الجَزور عن سبعة، والبقرة عن سبعة. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد. ورُوي عن ابن عباس عن النَّبِيّ ﷺ: «أن البقرة عن سبعة والجزور عن عشرة وهو قول إسحاق واحتج بهذا الحديث» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

  • 📜 حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب