حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأضحية بالجذعة من الضأن

عن عقبة بن عامر قال: ضحّينا مع رسول الله ﷺ بجذع من الضأن.

حسن: رواه النسائيّ (٤٣٨٢)، وابن حبَّان (٥٩٠٤)، وابن الجارود (٩٠٥) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، حدَّثه أن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني حدَّثه، عن عقبة بن عامر الجهنيّ، فذكره.

عن عقبة بن عامر قال: ضحّينا مع رسول الله ﷺ بجذع من الضأن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عقبة بن عامر قال: "ضحّينا مع رسول الله ﷺ بجذع من الضأن."
(رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما)


1. شرح المفردات:


● ضحّينا: أُقِيمَتْ ذَبِيحَةُ الأُضْحِيَّةِ.
● مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ: بِحَضْرَتِهِ وَاتِّبَاعًا لِسُنَّتِهِ.
● بِجَذَعٍ: الجَذَعُ هُوَ صِغَارُ الإِبِلِ أَوْ الضَّأْنِ، وَفِي هَذَا الحَدِيثِ المُرَادُ بِهِ الْخَرُوفُ الَّذِي بَلَغَ سِنَّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَكْثَرَ.
● مِنَ الضَّأْنِ: الضَّأْنُ هِيَ الْغَنَمُ، وَيُطْلَقُ عَلَى الْخِرَافِ خَاصَّةً.


2. شرح الحديث:


يُبَيِّنُ الحَدِيثُ أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ وَأَصْحَابَهُ قَدْ أَقَامُوا شَعِيرَةَ الأُضْحِيَّةِ، وَذَبَحُوا خَرُوفًا (جَذَعًا) مِنَ الضَّأْنِ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الأُضْحِيَّةِ بِالْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ، وَهُوَ مَا بَلَغَ سِنَّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَكْثَرَ، وَيَكُونُ سَلِيمًا مِنَ الْعُيُوبِ.
وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْجَذَعَ مِنَ الضَّأْنِ يُجْزِئُ فِي الأُضْحِيَّةِ، بِخِلَافِ غَيْرِهِ مِنَ الْبَهَائِمِ كَالإِبِلِ وَالْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَجِبُ أَنْ تَكُونَ ثَنِيَّةً (أَيْ بَلَغَتْ سِنًّا مُعَيَّنًا).


3. الدروس المستفادة:


● مَشْرُوعِيَّةُ الأُضْحِيَّةِ: الحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الأُضْحِيَّةَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَقَدْ فَعَلَهَا الرَّسُولُ ﷺ وَأَمَرَ بِهَا.
● التَّيْسِيرُ فِي الشَّرِيعَةِ: جَوَازُ الِاقْتِصَارِ عَلَى الْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ يُبَيِّنُ سُهُولَةَ الإِسْلَامِ وَرَحْمَتَهُ، فَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ ذَبْحُ بَدَنَةٍ أَوْ بَقَرَةٍ، بَلْ يَكْفِي الْخَرُوفُ الصَّغِيرُ إِذَا بَلَغَ السِّنَّ الشَّرْعِيَّ.
● اتِّبَاعُ السُّنَّةِ: الأُضْحِيَّةُ مِنَ العِبَادَاتِ الَّتِي تُقَرِّبُ إِلَى اللهِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَتَّبِعَ الْمُسْلِمُ هَدْيَ النَّبِيِّ ﷺ فِيهَا.
● التَّوَاضُعُ وَعَدَمُ التَّكَلُّفِ: لَمْ يَذْبَحِ الرَّسُولُ ﷺ إِبِلًا كَثِيرَةً، بَلْ أَقَامَ هَذِهِ الشَّعِيرَةَ بِالتَّقْدِيرِ الَّذِي يُنَاسِبُ حَالَهُ وَحَالَ أُمَّتِهِ.


4. معلومات إضافية:


● شُرُوطُ الأُضْحِيَّةِ: أَنْ تَكُونَ مِنَ الْبَهَائِمِ (الإِبِلِ، الْبَقَرِ، الْغَنَمِ)، وَأَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ الشَّرْعِيَّةَ، وَأَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ.
● وَقْتُ الذَّبْحِ: يَبْدَأُ بَعْدَ صَلَاةِ العِيدِ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
● الحِكْمَةُ مِنَ الأُضْحِيَّةِ: التَّقَرُّبُ إِلَى اللهِ، وَإِحْيَاءُ سُنَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمُوَاسَاةُ الفُقَرَاءِ وَالأَقَارِبِ.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤٣٨٢)، وابن حبَّان (٥٩٠٤)، وابن الجارود (٩٠٥) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، حدَّثه أن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني حدَّثه، عن عقبة بن عامر الجهنيّ، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل معاذ بن عبد الله فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقوّى سنده الحافظ في الفتح (١٠/ ١٥).
ورواه أحمد (١٧٣٨٠) عن وكيع، عن أسامة بن زيد، عن معاذ بن عبد الله بن خُبيب، عن ابن المسيب، عن عقبة بن عامر، قال: سألت رسول الله ﷺ عن الجذع؟ فقال: «ضحِّ به فلا بأس به».
فزاد في إسناده ابنَ المسيب، فيحتمل أن يكون معاذ بن عبد الله سمعه من سعيد بن المسيب أولًا ثمّ سمعه من عقبة بعد ذلك وإلَّا فرواية بكير الأشجّ أشبه بالصواب؛ فإنه أوثق وأحفظ من أسامة بن زيد الليثي بكثير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

  • 📜 حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب