حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأضحية بالخروف الخصي

رُوي عن عائشة، أو عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد ﷺ.

صحيح: رواه ابن ماجة (٣١٢٢) صحيح لغيره، وإسناده عنده ضعيف لاضطراب عبد الله بن محمد بن عقيل فيه، ورواه الإمام أحمد (٢٥٠٤٦، ٢٥٨٤٣) من طريق سفيان الثوريّ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة، عن عائشة أو عن أبي هريرة فذكره.

رُوي عن عائشة، أو عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر ضعيف الإسناد، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة. وقد ذكر بعض العلماء أن في سنده مقال. لذلك، لا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الجزم، وإنما يُذكر للاستئناس والتعرف على أحوال الضعفاء.
ومع ذلك، يمكننا بيان معانيه وما يتعلق به من أحكام لأجل الفائدة العلمية:

1. شرح المفردات:


● عظيمين سمينين: كبيرين في الحجم، طيبين ممتازين في اللحم.
● أقرنين: لهما قرنان كاملان وحسنا الشكل.
● أملحين: لونهما أبيض يخالطه سواد (وهو من أجود ألوان الكباش).
● موجوءين: مخصيين، والخصي يكون لحمه أطيب وألين.

2. شرح معنى الحديث (على سبيل الفهم لا الثبوت):


يشير متن الحديث – لو افترضنا صحته – إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار أفضل ما يجد من الأضاحي، ويذبح كبشين:
- أحدهما: يذبحه عن أمته كلها، أي عن كل من شهد بوحدانية الله وآمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
- والثاني: يذبحه عن نفسه وعن أهل بيته صلى الله عليه وسلم.

3. الدروس المستفادة (من حيث المبدأ والفقه):


● استحباب إطعام الأضحية وإشراك الأمة في أجرها: وهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته.
● الأضحية عن الغير جائزة: كأن يضحي الشخص عن نفسه وعن أهل بيته، أو عن الأموات، أو عن الأحياء.
● اختيار الأفضل في النوع والصفة: يستحب في الأضحية أن تكون سمينة، كبيرة، سليمة من العيوب، مما يليق بالتقرّب إلى الله تعالى.

4. التنبيه المهم:


الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجزئ فيها شاة واحدة عن الرجل وأهل بيته، كما جاء في الأحاديث الصحيحة. ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بكبشين بهذه الكيفية المذكورة في هذا الحديث الضعيف.

الخلاصة:
هذا الحديث ضعيف، ولا يُعتد به في إثبات حكم شرعي، لكن يمكن أن يُستأنس به في فضل الأضحية والحرص على مشاركة الأمة في الخير. والأصل في الأضحية ما ثبت في الصحيح من أنه صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين (أحدهما عنه وعن آله، والآخر عمن لم يضح من أمته)، ولكن بغير هذه الصفة التفصيلية الواردة في هذا الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٣١٢٢) صحيح لغيره، وإسناده عنده ضعيف لاضطراب عبد الله بن محمد بن عقيل فيه، ورواه الإمام أحمد (٢٥٠٤٦، ٢٥٨٤٣) من طريق سفيان الثوريّ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة، عن عائشة أو عن أبي هريرة فذكره.
وفي الموضع الثاني عند أحمد «عن أبي هريرة أن عائشة قالت».
ورجاله ثقات غير ابن عقيل فهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يخالف، أو يختلف عليه الثّقات. وهو هنا قد اختلف عليه، فرواه عنه الثوري بهذا الإسناد.
ورواه حمّاد بن سلمة عنه عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه: «أن النَّبِيّ ﷺ أتي بكبشين ...» الحديث.
رواه أبو يعلى (١٧٩٢)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٧)، والبيهقي (٩/ ٢٦٨).
ورواه شريك القاضي عند الإمام أحمد (٢٣٨٦٠)، وزهير بن محمد عنده أيضًا (٢٧١٩٠)، والحاكم (٢/ ٣٩١) والبيهقي (٩/ ٢٦٨) كلاهما (شريك وزهير) عن ابن عقيل، عن عليّ بن حسين، عن أبي رافع، نحوه وزاد زهير: «فيُطعمهما جميعًا المساكين، ويأكل هو وأهله منهما، فمكثنا سنين ليس رجل من بني هاشم يضحي، قد كفاه الله المؤونة برسول الله ﷺ والغُرم».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» فتعقبه الذّهبيّ بقوله: «سهيل (كذا والصواب زهير) ذو مناكير، وابن عقيل ليس بقوي» اهـ.
قال الأعظمي: زهير قد تابعه شريك، لكن ثمة علة أخرى وهي الانقطاع فإن علي بن الحسين وهو المعروف زين العابدين لم يدرك رافعا مولى رسول الله ﷺ لأنه مات في أول خلافة عليّ رضي الله عنه على الصَّحيح كما في التقريب وقد نص أبو زرعة أن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب لم يدرك جده عليًّا.
ورواه معمر (هو ابن راشد) عن ابن عقيل مرسلًا عن النَّبِيّ ﷺ فيما ذكره الدَّارقطنيّ في العلل (١٥/ ١٤٢).
وهناك ألوان أخرى من الاختلاف على عبد الله بن محمد بن عقيل أشار إليها الدَّارقطنيّ في العلل سؤال رقم (١١٨١) وبرقم (٣٩٠١) وحمل الاضطراب فيه من جهة ابن عقيل، كما أشار إلى هذا الاختلاف على ابن عقيل ابنُ أبي حاتم في العلل (٢/ ٣٩ - ٤٠) ثمّ قال: قلت لأبي زرعة: فما الصَّحيح؟ قال: «ما أدري، ما عندي في ذا شيء» قلت لأبي: ما الصَّحيح؟ قال أبي: «ابن عقيل لا يضبط حديثه» قلت: أيهما (كذا بالتثنية ولعل الصواب فأيها) أشبه عندك. قال: «الله أعلم».
قال أبو زرعة: «هذا من ابن عقيل، الذين رووا عن ابن عقيل كلّهم ثقات».
وفي معناه ما رُوي عن جابر بن عبد الله قال: ذبح النَّبِيّ ﷺ يوم الذبح كبشين أقرنين مرجوءين فلمّا وجههما قال: «إنِّي وجّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرت وأنا من المسلمين، اللَّهُمَّ منك ولك، وعن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر» ثمّ ذبح.
رواه أبو داود (٢٧٩٥)، وابن ماجة (٣١٢١) من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عَيَّاش، عن جابر بن عبد الله، فذكره. والسياق لأبي داود، وعند ابن ماجة: «وأنا أول المسلمين» كما في الآية.
ورواه أحمد (١٥٠٢٢) من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي يزيد بن أبي حبيب المصريّ، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عَيَّاش به.
فزاد في إسناده خالد بن أبي عمران وهو صدوق كما في التقريب.
وصحّحه من هذا الوجه ابن خزيمة (٢٨٩٩)، والحاكم (١/ ٤٦٧) فقال: «صحيح على شرط مسلم».
وليس كما قال؛ فإن أبا عَيَّاش وهو ابن النعمان المعافري المصري ليس من رجال مسلم، ثمّ هو فيه جهالة فلم يؤثر توثيقه عن أحد من الأئمة ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» يعني حيث يتابع وإلَّا فلين الحديث، ولم أجد من تابعه عليه.
ويشهد له حديث أبي الدّرداء، رواه الإمام أحمد (٢١٧١٣، ٢١٧١٤) من طريقين عن الحجاج بن أرطاة، عن يعلى بن نعمان، عن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبيه أبي الدّرداء، قال: ضحّى رسول الله ﷺ بكبشين جذعين مَوْجِيَّيْن، وفي لفظ: بكبشين جذعين خصيين. والحجاج بن أرطاة مدلِّس وقد عنعن، ويعلى بن نعمان وثَّقه ابن معين.
وقوله: «موجوءين» أي منزوع الخصيتين، والوجاء ليس بعيب في البهيمة، وإنما هو إصلاح قصد به تطييب لحمه، فيجوز أن يذبح الخصي في الأضحية، وهو قول جمهور أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 39 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

  • 📜 حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب