حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل تجزيء الجذعة من المعْز؟

عن البراء عن خاله أبي بُردة أنه قال: يا رسول الله، إنا عجّلنا شاة لحم لنا، قال رسول الله ﷺ: «أَقبل الصّلاة؟» قلتُ: نعم. قال: «تلك شاة لحم». قال: يا رسول الله، إن عندنا عناقًا جذعة هي أحب إليّ من مسنة. قال: «تجزئ عنه ولا تجزئ عن أحد بعده».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٤٨٥)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٩٤) من طريق إسرائيل (هو ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق (هو السبيعي) عن البراء، به، فذكره.

عن البراء عن خاله أبي بُردة أنه قال: يا رسول الله، إنا عجّلنا شاة لحم لنا، قال رسول الله ﷺ: «أَقبل الصّلاة؟» قلتُ: نعم. قال: «تلك شاة لحم». قال: يا رسول الله، إن عندنا عناقًا جذعة هي أحب إليّ من مسنة. قال: «تجزئ عنه ولا تجزئ عن أحد بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن البراء عن خاله أبي بُردة أنه قال: يا رسول الله، إنا عجّلنا شاة لحم لنا، قال رسول الله ﷺ: «أَقبل الصّلاة؟» قلتُ: نعم. قال: «تلك شاة لحم». قال: يا رسول الله، إن عندنا عناقًا جذعة هي أحب إليّ من مسنة. قال: «تجزئ عنه ولا تجزئ عن أحد بعده».


1. شرح المفردات:


● عجّلنا: بَذَلنا وذبحناها قبل وقتها المعتاد (أي قبل وقت ذبح الأضحية).
● شاة لحم: شاة ذُبحت لأجل اللحم وليس بقصد الأضحية.
● أقبل الصلاة؟: أي هل دخل وقت صلاة العيد وشرع الإمام في الخطبة أو الصلاة؟ والمقصود: هل ذبحتموها بعد بدء وقت ذبح الأضحية أم قبله؟
● عناقًا جذعة: العناق: الأنثى من المعز التي بلغت ستة أشهر، والجذعة: التي أسنت قليلاً وأتمت سنة (وهي دون المسنة).
● مسنة: التي أتمت سنة ودخلت في الثانية (وهي أفضل للذبح من الجذعة في الأضاحي عادة).
● تجزئ عنه: تكفيه وتصح منه أضحية.
● ولا تجزئ عن أحد بعده: لا يصح أن يقتدي بها غيره فيذبح مثلها، بل يجب أن يذبح المسنة أو ما يعادلها.


2. شرح الحديث:


كان أبو بردة -رضي الله عنه- قد ذبح أضحيته قبل صلاة العيد، فجاء إلى النبي ﷺ مستفسرًا عن حكم ما فعل، لأنه علم أن الوقت الشرعي لذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد.
فسأله النبي ﷺ: «أَقبل الصّلاة؟» أي: هل ذبحتها بعد أن شرعنا في صلاة العيد؟ فأجاب أبو بردة: نعم. لكن النبي ﷺ بين له أن تلك الشاة التي ذبحها قبل الصلاة لا تعتبر أضحية، بل هي شاة لحم عادية، لأن وقت الأضحية لم يدخل بعد.
ثم قال أبو بردة: إن عنده عناقًا جذعة (وهي دون السن الشرعي للأضحية في المعز، حيث يشترط فيها أن تكون ثنية أي دخلت في السنة الثانية)، وهي أحب إليه من المسنة (أي الثنية) لأن لحمها أطيب. فاستأذن النبي ﷺ في أن يضحي بها بدلاً من المسنة.
فأذن له النبي ﷺ في ذلك قائلاً: «تجزئ عنك»، أي تصح أضحية منك خاصة في هذه المرة، «ولا تجزئ عن أحد بعدك»، أي لا يجوز لأحد آخر أن يقلدك فيذبح الجذعة في الأضحية بعد اليوم، بل يجب عليه أن يذبح الثنية أو ما يعادلها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب ذبح الأضحية بعد صلاة العيد: لا يصح ذبح الأضحية قبل صلاة العيد، فإن ذبحت قبل الصلاة فهي شاة لحم عادية ولا تعتبر أضحية.
2- التيسير على المسلمين ورفع الحرج: النبي ﷺ أجاز لأبي بردة أن يضحي بالجذعة مع أنها دون السن المعتبرة، وذلك للتيسير عليه لأنه كان قد ذبح قبل الوقت جهلاً بالحكم، فرخص له في ذلك مرة واحدة.
3- أن الرخصة الخاصة لا تكون عامة: قوله ﷺ: «ولا تجزئ عن أحد بعدك» يدل على أن الرخصة التي أعطاها لأبي بردة كانت خاصة به في تلك الواقعة، ولا يجوز لغير أن يفعل مثل فعله، بل يجب الالتزام بالشروط العامة للأضحية.
4- الأصل في الأضحية أن تكون من الإبل أو البقر أو المعز أو الضأن، وأن تبلغ السن المعتبرة شرعًا، فالثني من الإبل (ما تم خمس سنين)، والثني من البقر (ما تم سنتين)، والثني من المعز (ما تم سنة)، والجذع من الضأن (ما تم ستة أشهر).
5- استحباب اختيار الأفضل في الأضحية: حيث كان أبو بردة يريد أن يذبح الجذعة لأن لحمها أطيب، لكن النبي بين أن المسنة أفضل، ومع ذلك رخص له مرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحكام الأضحية.
- يستفاد منه أن ذبح الأضحية قبل الصلاة لا يجوز، وأن من ذبح قبل الصلاة فعليه أن يعيد الذبح بعد الصلاة إذا أراد الأضحية.
- الرخصة لأبي بردة كانت بسبب ظرفه الخاص، ولا تعمم على جميع المسلمين، بل يجب على الناس الالتزام بالشروط العامة.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على أن الجذعة من المعز لا تجزئ في الأضحية إلا في هذه الواقعة الخاصة، وأما الأصل فهو اشتراط الثنية.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٤٨٥)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٩٤) من طريق إسرائيل (هو ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق (هو السبيعي) عن البراء، به، فذكره. وإسناد صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

  • 📜 حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عندنا عناق جذعة هي أحب إلي من مسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب