حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأضحية بالبقر

عن عائشة أن النَّبِيّ ﷺ دخل عليها وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي فقال: «ما لكِ أنَفستِ؟» قالت: نعم قال: «إنَّ هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت» فلمّا كنا بمنى أُتيتُ بلحم بقر فقلتُ: ما هذا؟ قالوا: ضحّى رسول الله ﷺ عن أزواجه بالبقر.
وفي رواية: أهدى رسول الله ﷺ على نسائه البقر.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٤٨)، ومسلم في الحجّ (١١٩: ١٢١١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن النَّبِيّ ﷺ دخل عليها وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي فقال: «ما لكِ أنَفستِ؟» قالت: نعم قال: «إنَّ هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت» فلمّا كنا بمنى أُتيتُ بلحم بقر فقلتُ: ما هذا؟ قالوا: ضحّى رسول الله ﷺ عن أزواجه بالبقر.
وفي رواية: أهدى رسول الله ﷺ على نسائه البقر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي روتْه أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يروي لنا موقفاً مهماً حدث لها في حجة الوداع، ويحتوي على عِبرٍ وفوائدَ عظيمة.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● حاضت بسَرِف: سَرِف هي ميقات أهل المدينة، وهي قرية قريبة من مكة. والمعنى: جاءها الحيض في ذلك المكان.
● أنَفستِ: من النفاس، وهو الدم الذي يخرج من المرأة بعد الولادة، ولكنه هنا يُقصد به الحيض، حيث كانت العرب تطلق النفاس على الحيض أحياناً.
● اقضي ما يقضي الحاج: أي افعلي كل ما يفعله الحاج من مناسك، مثل الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي الجمار وغيرها.
● غير أن لا تطوفي بالبيت: استثناء من المناسك التي يمكنها فعلها، وهو الطواف بالكعبة.
● أُتيتُ بلحم بقر: قُدِّم لها لحم بقرة.
● ضحّى رسول الله ﷺ عن أزواجه بالبقر: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر البقر كأضحية نيابة عن زوجاته.
ثانياً: شرح الحديث:
1- الموقف وبكاء عائشة: خرجت أم المؤمنين عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم لأداء فريضة الحج، وفي الطريق عند ميقات (سَرِف) جاءها الحيض، فحزنت وبكت بشدة. سبب حزنها وبكائها هو خوفها من فوات فضل الحج والعمرة، وحرصها على نيل الأجر والثواب، وشعورها بأنها قد تحرم من أداء بعض المناسك.
2- تسلية النبي ﷺ وتوجيهه: لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بكاءها، سألها عن سبب حزنها بلطف وحنان ما لكِ أنَفستِ؟»). فلما أخبرته، طمأنها عليه الصلاة والسلام بأن هذا الأمر ليس بعيب أو نقص، بل هو قدرٌ مقدورٌ وكتبٌ إلهي لا دخل لها فيه، فقال: «إنَّ هذا أمر كتبه الله على بنات آدم». وهذا من رحمة النبي ﷺ وشفقته بأمته، وتعليمه أن ما يصيب الإنسان من أقدار الله التي لا يستطيع دفعها، فإنه لا يؤاخذ عليها، بل يُحتسب أجرها عند الصبر.
3- الحكم الشرعي المستفاد: بيّن النبي ﷺ لها ما يجب عليها فعله، وهو:
- أن تؤدي جميع مناسك الحج كغيرها من الحجاج (الوقوف بعرفة، المبيت بمزدلفة ومنى، رمي الجمار، الحلق أو التقصير، وغير ذلك).
● الاستثناء الوحيد هو الطواف بالبيت (طواف الإفاضة أو الزيارة)، لأنه يشترط للطواف الطهارة من الحدث الأكبر. فأمرها أن تؤجله حتى تطهر، ثم تطوف. وهذا أصلٌ عظيم في أن الحائض تؤدي جميع مناسك الحج إلا الطواف بالكعبة.
4- ذبح النبي ﷺ عن أزواجه: ثم بينت عائشة رضي الله عنها في تتمة الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عند منى، ضحى عن نسائه (أزواجه) بالبقر. وهذا فيه بيانٌ لهديه صلى الله عليه وسلم في الأضحية، حيث كان يضحي عن أهل بيته، وجواز الاشتراك في البقرة (الجزء السابع منها) كأضحية، إذ تُجزئ البقرة أو البدنة عن سبعة أشخاص.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- الرحمة والشفقة بالناس: يتجلى في موقف النبي ﷺ مع عائشة، حيث لم يعنفها على بكائها، بل طمأنها وعلّمها برفق.
2- أن الحيض أمرٌ فطري مقدور: ليس فيه عيب للمرأة، بل هو من حكمة الله تعالى في خلقه.
3- بيان أحكام الحائض في الحج: وهو من أهم الأحكام العملية المستفادة، حيث أن الحائض تفعل كل شيء إلا الطواف بالكعبة.
4- حرص الصحابة على الطاعة: يظهر حرص السيدة عائشة على أداء النسك كاملاً وعدم فوت أي فضل.
5- مشروعية الأضحية عن الغير: وجواز أن يضحي الإنسان عن أهل بيته، وأن البقرة تجزئ عن سبعة.
6- التيسير ورفع الحرج: الشرائع الإسلامية مليئة بالتيسير ورفع المشقة، فلم يوجب عليها ما لا تستطيع فعله.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله.
- الموقف يدل على كمال نبوة محمد ﷺ، حيث علّم أمته الأحكام في واقع حياتهم ومواقفهم.
- الحديث دليل على أن الدماء الطبيعية التي تخرج من المرأة (كحيضها) لا تمنعها من ذكر الله والدعاء والذكر، وإنما تمنعها فقط من الصلاة والطواف ومس المصحف.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٤٨)، ومسلم في الحجّ (١١٩: ١٢١١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. والرّواية الأخرى لمسلم (١٢٠: ١٢١١) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الرحمن بن القاسم به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

  • 📜 حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النَّبِيّ ﷺ يقول للحائض: اقضي ما يقضي الحاج غير الطواف بالبيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب