حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل تجزيء الجذعة من المعْز؟

عن بُشير بن يسار أن أبا بُردة بن نيار ذبح ضحيّتَه قبل أن يذبح رسول الله ﷺ يوم الأضحى، فزعم أن رسول الله ﷺ أمره أن يعود بضحيةٍ أخرى. قال أبو بردة: لا أجد إِلَّا جذعا يا رسول الله. قال: «وإن لم تجد إِلَّا جذعا فأذبَحْ».

صحيح: رواه مالك في الضحايا (٤) عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) عن بُشير بن يسار، به، فذكره.

عن بُشير بن يسار أن أبا بُردة بن نيار ذبح ضحيّتَه قبل أن يذبح رسول الله ﷺ يوم الأضحى، فزعم أن رسول الله ﷺ أمره أن يعود بضحيةٍ أخرى. قال أبو بردة: لا أجد إِلَّا جذعا يا رسول الله. قال: «وإن لم تجد إِلَّا جذعا فأذبَحْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن بُشير بن يسار أن أبا بردة بن نيار ذبح ضحيته قبل أن يذبح رسول الله ﷺ يوم الأضحى، فزعم أن رسول الله ﷺ أمره أن يعود بضحية أخرى. قال أبو بردة: لا أجد إلا جذعا يا رسول الله. قال: «وإن لم تجد إلا جذعا فأذبَحْ».

1. شرح المفردات:


● بُشير بن يسار: راوي الحديث، وهو من التابعين الثقات.
● أبو بردة بن نيار: صحابي جليل، وهو ابن الصحابي الجليل نيار بن عمرو.
● ذبح ضحيته: أي قام بذبح الأضحية التي نواها تقربًا إلى الله تعالى في يوم عيد الأضحى.
● قبل أن يذبح رسول الله ﷺ: أي ذبح قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته.
● جذع: هو الصغير من الغنم الذي بلغ ستة أشهر فأكثر، ولكنه دون السنة (أي لم يكمل سنة كاملة).

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف وقع للصحابي الجليل أبي بردة بن نيار رضي الله عنه، حيث بادر وذبح أضحيته في يوم عيد الأضحى قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته. فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أمره أن يعيد الذبح بضحية أخرى تعويضًا عن تلك التي ذبحها قبل الوقت المشروع.
ولكن أبو بردة اعتذر بأنه لا يجد إلا جذعًا (أي صغيرًا من الغنم)، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذبحه مكان الضحية التي ذبحها قبل الوقت، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «وإن لم تجد إلا جذعا فأذبَحْ».
وهذا يدل على أن الذبح قبل ذبح الإمام (أو قبل الصلاة في بعض الروايات) لا يجوز، وأن من ذبح قبل الوقت فإن أضحيته لا تصح، وعليه أن يعوضها بأخرى إذا تمكن من ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب مراعاة توقيت ذبح الأضحية: لا يجوز ذبح الأضحية قبل وقتها المشروع، وهو بعد صلاة العيد في يوم النحر، كما هو مذهب جمهور العلماء.
● التيسير على المخطئ: النبي صلى الله عليه وسلم لم يشدد على أبي بردة، بل أمره أن يعيد الذبح بما تيسر له، حتى لو كان جذعًا من الضأن، مع أن الأفضل في الأضحية أن تكون ثنية (أتم من الجذع).
● جواز الأضحية بالجذع من الضأن: وهذا خاص بالضأن فقط، حيث أجاز النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة أن يضحي بالجذع إذا لم يجد ما هو أفضل. أما الإبل والبقر والمعز فلا تجزئ إلا إذا كانت ثنية (أتم من الجذع).
● اتباع الإمام والسنة في الذبح: يستحب للمسلمين أن يذبحوا أضاحيهم بعد ذبح الإمام أو بعد صلاته، تأسيًا به صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) ويمتد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة).
- الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من شعائر الإسلام العظيمة.
- شروط الأضحية: أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، وأن تبلغ السن المعتبرة شرعًا، وأن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الضحايا (٤) عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) عن بُشير بن يسار، به، فذكره. وصحّحه ابن حبَّان (٥٩٠٥) من هذا الوجه.
وإسناده صحيح وإن كان أول الإسناد يوهم الإرسال غير أن قوله بعد ذلك، فزعم أن رسول الله ﷺ أمره» يدفع ذلك الإيهام، والمراد بالزعم هنا القول المحقَّق لا الظن والشك.
ورواه يحيى القطان فجوَّده.
فرواه النسائيّ (٤٣٩٧)، والإمام أحمد (١٥٨٣٠) من طريق يحيى بن سعيد، عن بُشير بن يسار، عن أبي بردة بن نبار أنه ذبح قبل النَّبِيّ ﷺ، فأمره النَّبِيّ ﷺ أن يُعِيد، قال: عندي عناق جذعة هي أحبُّ إلي من مسنتين قال: «اذبحها» والسياق للنسائيّ، وهو عند أحمد مختصر.
وأمّا رُوي من طريق محمد بن إسحاق قال: حَدَّثَنِي بُشير بن يسار مولى بني حارثة، عن أبي بُردة بن نبار قال: شهدتُ العيدَ مع رسول الله ﷺ قال: خالفت امرأتي حيث غدوتُ إلى الصّلاة إلى أضحيتي فذبحتْها، وصنعت منها طعاما قال: فلمّا صلى بنا رسول الله ﷺ وانصرفت إليها، جاءتني بطعام قد فُرغ منه، فقلت: أني هذا؟ قالت أضحيتك ذبحناها، وصنعنا لك منها طعاما لتغدى إذا جئت. قال: فقلت لها: والله لقد خشيت أن يكون هذا لا ينبغي. قال: فجئت إلى رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له فقال: «ليست بشيء، مَنْ ذبح قبل أن نفرغ من نسكنا فليس بشيء، فضحّ».
قال: فالتمست مسنة فلم أجدها، قال: فجئتُه فقلتْ: والله يا رسول الله، لقد التمست مسنةً فما وجدتُها. قال: «فالتمسْ جذعا من الضأن، فضحِّ به» قال: فرخص له رسول الله ﷺ في الجذع من الضأن، فضحي به حين لم يجد المسنة.
رواه أحمد (١٦٤٩٠) عن يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق به.
ومحمد بن إسحاق وإن كان حسن الحديث إذا صرَّح بالتحديث ولم يخالف، لكنه هنا خالف الثقة في هذا الحديث، وخالف الثّقات الأثبات في الأحاديث الصحيحة الأخرى، والمخالفة في قوله: فرخَّص له رسول الله ﷺ في الجذع من الضأن. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن بُشير بن يسار «عندي عناق جذعة» والعناق - كما سبق - من ولد المعز. وعليه فرواية ابن إسحاق هذه تكون شاذة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 25 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

  • 📜 حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذبح أضحيته قبل النبي وأمره أن يعيد بضحية أخرى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب