حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفات الأضحية المرغوب فيها

عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني امرأة من بني سُليم ولّدت عامةَ أهل دارنا: أرسل رسول الله ﷺ ﷺ إلى عثمان بن طلحة، وقال مرةً: إنها سألت عثمان بن طلحة: لمَ دعاك النَّبِيّ ﷺ؟ قال: «إنِّي كنت رأيت قرْني الكبش حين دخلتُ البيت، فنسيتُ أن آمرك أن تخمِّرهما، فخمِّرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي». قال سفيان: «لم تزل قرنا الكبش في البيت حتَّى احترق البيتُ فاحترقا».

صحيح: رواه أبو داود (٢٠٣٠)، وأحمد (١٦٦٣٧) - والسياق له - من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، حَدَّثَنِي منصور، عن خاله مسافع، عن صفية بنت شيبة فذكرته.

عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني امرأة من بني سُليم ولّدت عامةَ أهل دارنا: أرسل رسول الله ﷺ ﷺ إلى عثمان بن طلحة، وقال مرةً: إنها سألت عثمان بن طلحة: لمَ دعاك النَّبِيّ ﷺ؟ قال: «إنِّي كنت رأيت قرْني الكبش حين دخلتُ البيت، فنسيتُ أن آمرك أن تخمِّرهما، فخمِّرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي». قال سفيان: «لم تزل قرنا الكبش في البيت حتَّى احترق البيتُ فاحترقا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح.
أولاً: شرح المفردات:
● عثمان بن طلحة: هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، كان حاجباً للكعبة قبل إسلامه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأعيد إليه مفتاح الكعبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● قرني الكبش: هما القرنان اللذان كانا لالكبش الذي فدى الله به سيدنا إسماعيل عليه السلام عند ذبحه.
● تخمِّرهما: أي تغطيهما وتسترهما بثوب أو غيره. والخمار هو الغطاء.
● يشغل المصلي: أي يلفت نظره ويصرف قلبه عن الخشوع في الصلاة.
ثانياً: شرح الحديث:
تخبرنا الرواية أن امرأة من بني سليم – وهي القابلة التي ولدت معظم نساء أهل الدار – سألت عثمان بن طلحة رضي الله عنه: لماذا دعاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأجابها بقصة فيها عظة وعبرة.
فقد قال عثمان: إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليه وقال له: "إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت، فنسيت أن آمرك أن تخمِّرهما، فخمِّرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي".
والمقصود بالبيت هنا: الكعبة المشرفة.
وخلاصة القصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة مرة، فرأى فيها قرني الكبش المعلقين (وهو كبش إبراهيم عليه السلام)، فخشي صلى الله عليه وسلم أن يكون في مشاهدتهما تعلق قلوب بعض الناس بهما، أو أن ينظر إليهما المصلي داخل الكعبة فيشغله ذلك عن الخشوع في صلاته ومناجاة ربه. فنسي أن يأمر عثمان بن طلحة – الذي كان متولياً شؤون الكعبة – بتغطيتها. فلما تذكر، أرسل إليه وأمره بتغطيتها واستراها.
ثم يختم الراوي سفيان الثوري – وهو أحد رواة الحديث – بقوله: "فلم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا". أي أنهما بقيا معلقين في الكعبة إلى أن حدث حريق في الكعبة فاحترقا معها. وكان هذا الحريق في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- الحفاظ على الخشوع في الصلاة: يظهر من هذا الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توفير أجواء الخشوع للمصلي، وإبعاد كل ما قد يشغله أو يلفت انتباهه في مكان صلاته، ولو كان شيئاً مباركاً له تاريخ عظيم مثل قرني الكبش.
2- سمو التوحيد ونقاؤه: النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يوجه القلوب إلى الله تعالى وحده في بيته الحرام، لا إلى أي أثر أو ذكرى، حتى لا تتحول هذه الآثار إلى نوع من التقديس الذي لم يأذن به الله.
3- القدوة العملية: النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أمته بهذا الفعل العملي، وليس مجرد القول النظري، أهمية تجنب الملهيات في أماكن العبادة.
4- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على الأمة: لم يستخف بهذا الأمر، بل أرسل إلى المسؤول خصيصاً لأجله، مما يدل على عظمه عنده صلى الله عليه وسلم.
5- جواز اتخاذ الآثار للعبرة: بقاء قرني الكبش في الكعبة إلى أن احترقا يدل على جواز إبقاء مثل هذه الآثار للعظة والعبرة، ولكن مع الحرص على ألا تكون مشغلة للقلوب عن الله تعالى.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع" في الشريعة الإسلامية، وهو منع ما يُخشى منه الوقوع في المحظور ولو كان جائزاً في أصله.
- الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين، وهي أحب البقاع إلى الله تعالى، وفيها يتجه قلب المؤمن إلى ربه دون وسيط أو شاغل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٠٣٠)، وأحمد (١٦٦٣٧) - والسياق له - من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، حَدَّثَنِي منصور، عن خاله مسافع، عن صفية بنت شيبة فذكرته.
وإسناده صحيح، منصور هو ابن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث العبدري الحجبي المكيّ، وهو ابن صفية بنت شيبة، ومسافع هو ابن عبد الله بن شيبة بن عثمان الحجبي المكي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

  • 📜 حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قرنا الكبش في البيت لا ينبغي أن يشغلا المصلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب