حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استشراف عين وأذن الأضحية عند الشراء

عن عليّ أن النَّبِيّ ﷺ نهى أن يُضَحَّى بعضباء الأذن والقرن.

حسن: رواه أبو داود (٢٨٠٥)، والتِّرمذيّ (١٥٠٤)، والنسائي (٤٣٧٧)، وابن ماجة (٣١٤٥)، وأحمد (٦٣٣، ١٠٤٨)، من طرق عن قتادة، عن جُريّ بن كُليب، عن عليّ، فذكره.

عن عليّ أن النَّبِيّ ﷺ نهى أن يُضَحَّى بعضباء الأذن والقرن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي تطلب شرحه هو:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ نهى أن يُضَحَّى بَعْضَباءِ الأُذُنِ والقَرْنِ.
(رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني)


أولاً. شرح المفردات:


● يُضَحَّى: أي يُتخذ أضحية في عيد الأضحى.
● بَعْضَباء: البعضباء هي التي ذهب بعض أذنها أو قرنها، أي مقطوعة الطرف أو الأطراف.
● الأُذُنِ: عضو السمع.
● القَرْنِ: القرن هو العظم الصلب النابت في رأس بعض الحيوانات كالغنم والبقر والإبل.


ثانياً. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ أن يُتخذ كأضحية في عيد الأضحى الحيوان الذي فيه عيب في أذنه أو قرنه، بأن يكون مقطوع بعضه أو مشقوقاً أو مكسوراً. وهذا النهي يشمل أي عيب ظاهر في الأذن أو القرن يخل بكمال الحيوان أو صحته.
والعلة في هذا النهي أن الأضحية قربة إلى الله تعالى، وينبغي أن تكون من أفضل المال وأكمله، كما قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]. فالتقرب إلى الله ينبغي أن يكون بما هو صالح وكامل، لا بالمعيوب أو المنقوص.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب اختيار الأضحية السليمة من العيوب: فلا يجوز للمسلم أن يضحي بحيوان به عيب ظاهر يقلل من قيمته أو لحمه أو صحته.
2- إكرام القربات إلى الله: فالتقرب إلى الله تعالى يجب أن يكون بأفضل ما عند المسلم، فلا يقدم المعيب أو الرديء في العبادة.
3- الاهتمام بالشروط والآداب في العبادات: فالأضحية لها شروط معينة يجب مراعاتها، ومنها سلامة الحيوان من العيوب المنهي عنها.
4- التأسي بالنبي ﷺ: في أمره ونهيه، واتباع سنته في جميع الأمور، ومنها اختيار الأضحية.


رابعاً. معلومات إضافية:


● من العيوب التي تُمنع فيها الأضحية (إضافة إلى مقطوعة الأذن والقرن):
- العوراء البين عورها.
- المريضة البين مرضها.
- العرجاء البين ضلعها.
- الهزيلة التي لا تنقي (أي لا مخ فيها).
- إذا وقع العيب في الأضحية بعد شرائها، فإن كان بفعل المالك أو بتفريط منه، وجب عليه استبدالها. وإن كان بغير فعله ولا تفريط منه (كأن هربت وانكسر قرنها)، فإنها تجزئه على الراجح من أقوال العلماء.
- هذا النهي يدل على أن الأضحية يجب أن تكون مستوفية للشروط التي تؤهلها لأن تكون قرباناً مقبولاً عند الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ في كل كبيرة وصغيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٠٥)، والتِّرمذيّ (١٥٠٤)، والنسائي (٤٣٧٧)، وابن ماجة (٣١٤٥)، وأحمد (٦٣٣، ١٠٤٨)، من طرق عن قتادة، عن جُريّ بن كُليب، عن عليّ، فذكره. واللّفظ لأبي داود.
ولفظه عند الآخرين سوى أحمد في الموضع الأوّل: نهى أن يُضحي بأعضب القرن والأذن.
وزادوا إِلَّا ابن ماجة وأحمد في الموضع الأوّل: قال قتادة فذكرتُ ذلك لسعيد بن المسيب فقال: «العضْبُ ما بلغ النصف فما فوق ذلك».
وقول قتادة هذا رواه أبو داود (٢٨٠٦) عقب الحديث من طريق يحيى القطان، عن هشام الدستوائيّ، عن قتادة.
وقال الترمذيّ: «حديث حسن صحيح».
ورواه الحاكم (٤/ ٢٢٤) من هذا الوجه وصحح إسناده.
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل جري بن كليب قال أبو داود عقب الحديث: «جُريٌّ سدوسي بصريٌّ لم يحدث عنه إِلَّا قتادة».
وقتادة إمام هذا الفن، وروايته عنه قوى أمره، وقول أبي داود يُشير إلى أنه كان معروفًا في بلده، ولو علم فيه جرحا لبيّنه، وقول عليّ بن المديني: «مجهول لا أعلم روى عنه غير قتادة». يعني قليل الرواية.
ووثَّقه العجليّ، وابن حبَّان، وحسّنه وصحّحه الترمذيّ والحاكم.
وأمّا ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ قال: ابتعنا كَبْشًا نضحّي به، فأصاب الذئبُ من إليتيه أو أذنه، فسألنا النَّبِيَّ ﷺ فأمرنا أن نضحّى به. فهو ضعيف جدًّا. رواه ابن ماجة (٣١٤٦)، والإمام أحمد (١١٢٧٤) من طريق سفيان الثوريّ، عن جابر بن يزيد (هو الجعفي)، عن محمد بن قرظة الأنصاريّ، عن أبي سعيد، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه الجعفي وهو متروك، ومحمد بن قرظة تفرّد عنه الجعفي فهو مجهول كما في التقريب.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٥٤): «هذا إسناد ضعيف فيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف وقد اتهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

  • 📜 حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُضحَّى بعضباء الأذن والقرن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب