حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل تجزيء الجذعة من المعْز؟

عن زيد بن خالد الجهني قال: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتودًا جذعًا، قال: فرجعتُ به إليه، فقلت له: إنه جذع، قال: «ضحِّ به» فضحيتُ به.

حسن: رواه أبو داود (٢٧٩٨)، والإمام أحمد (٢١٦٩٠) وصحّحه ابن حبَّان (٥٨٩٩) من طرق عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي عُمارة بن عبد الله بن طُعمة، عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فذكره.

عن زيد بن خالد الجهني قال: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتودًا جذعًا، قال: فرجعتُ به إليه، فقلت له: إنه جذع، قال: «ضحِّ به» فضحيتُ به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتودًا جذعًا، قال: فرجعتُ به إليه، فقلت له: إنه جذع، قال: «ضحِّ به» فضحيتُ به.
رواه الإمام البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا: وزع النبي ﷺ أضاحي (حيوانات للذبح في العيد) على أصحابه.
● عَتودًا: العتود هو الجدي الصغير من المعز (أي صغير الماعز).
● جذعًا: الجذع هو الصغير من الغنم الذي بلغ ستة أشهر ودخل في السابع (أي لم يبلغ السنة الكاملة).


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يوزع الأضاحي على أصحابه ليتولوا ذبحها في عيد الأضحى، فأعطى زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه جديًا صغيرًا (عتودًا) بلغ سن الجذع (ستة أشهر فأكثر).
فرأى زيد أن هذا السن أقل من السن المشترط للأضحية (وهو الثني من المعز، أي ما أتم سنة ودخل في الثانية)، فعاد إلى النبي ﷺ وأخبره بأنه "جذع" وليس ثنيًا، فأمره النبي ﷺ قائلًا: «ضحِّ به» أي اذبحه أضحية. ففعل زيد ذلك امتثالًا لأمر النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز الأضحية بالجذع من المعز: هذا الحديث دليل على أن الجذع من المعز (ما بلغ ستة أشهر) يجوز أن يضحى به، وهو قول عند العلماء خلافًا لمن اشترط الثني (السنة الكاملة).
- وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على الأمة، إذ يوسع دائرة الحيوانات التي تجزئ في الأضحية.
2- طاعة النبي ﷺ وامتثال أوامره: فعل الصحابي زيد بن خالد رضي الله عنه يدل على أدب الصحابة مع النبي ﷺ، حيث سأله عن الحكم ولم يعترض، ثم امتثل أمره مباشرة.
3- التيسير في العبادات: النبي ﷺ لم يشترط الأعلى والأكمل، بل أجاز ما يحقق المقصود من التقرب إلى الله، مما يدل على يسر الشريعة ومراعاتها لحال الناس.
4- السؤال عن أمور الدين: ينبغي للمسلم إذا أشكل عليه حكم أن يسأل أهل العلم، كما فعل زيد رضي الله عنه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● السن المجزئ في الأضحية:
- الإبل: ما تم 5 سنوات.
- البقر: ما تم سنتين.
- المعز: ما تم سنة (ثني) وهو الأصل، لكن الجذع (6 أشهر) يجزئ أيضًا كما في هذا الحديث.
- الضأن: ما تم 6 أشهر (جذع) ويجزئ، بل ذهب بعض العلماء إلى جواز الضأن إذا بلغ 5 أشهر إذا كان سمينًا.
● هذا الحديث خاص بالمعز: فلا يقاس عليه غيرها من الحيوانات إلا بدليل.
● الخلاف العلمي: جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة) يشترطون الثني في المعز، لكن الحديث صحيح وصريح في الجواز، فمن العلماء من خصه بالضرورة أو الحاجة، ومنهم من جعله عامًا.

اللهم ارزقنا الفقه في الدين والاتباع لسنة نبيك محمد ﷺ، واجعلنا من الذابحين القانتين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٩٨)، والإمام أحمد (٢١٦٩٠) وصحّحه ابن حبَّان (٥٨٩٩) من طرق عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي عُمارة بن عبد الله بن طُعمة، عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وشيخه ابن عُمارة ذكره ابن حبَّان في الثّقات وهو مدنيّ، وقد روى عنه جمعٌ من الثّقات منهم الإمام مالك، ومعروف أن مالكا كان ينتقي الرجال ولا يحدث إِلَّا عن ثقة عنده ولا سيما أهل المدينة كما قال ابن حبَّان في كتابه الثّقات (٧/ ٤٥٩): «وكان مالك ﵀ أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إِلَّا ما صحَّ ولا يحدث إِلَّا عن ثقة».
وقال الإمام أحمد: «لا تبال أن تسأل عن رجل روى عنه مالك بن أنس ولا سيما مدني» كما في تقدمة الجرح والتعديل ص (١٧).
وقال النوويّ في شرح مسلم (١٣/ ١٦٩): رواه أبو داود بإسناد جيد حسن وليس في رواية أبي داود «من المعز» ولكنه من قوله «عتود» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: قسم رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب