من لعن من مثّل بالبهائم

حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

عن ابن عمر أنه مرّ على قوم وقد نصبوا دجاجةً حيّةً يرمونها، فقال: إن رسول الله ﷺ لعن من مثّل بالبهائم.

صحيح: رواه أحمد (٤٦٢٢) عن أبي معاوية (هو محمد بن خازم)، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر أنه مرّ على قوم وقد نصبوا دجاجةً حيّةً يرمونها، فقال: إن رسول الله ﷺ لعن من مثّل بالبهائم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تحمل في طياتها معاني رفيعة في الرحمة والرفق بالحيوان.

أولاً. شرح المفردات:

● مرّ على قوم: أي سار واجتاز على مجموعة من الناس.
● نصبوا دجاجة حية: أي ثبتوها وربطوها وجعلوها هدفاً يقفون أمامه.
● يرمونها: أي يلقون عليها الحجارة أو السهام أو ما شابه ذلك.
● لعن: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، وهو وعيد شديد يدل على كبر الذنب.
● مثّل بالبهائم: أي تعذيبها وتشويهها وإيذاؤها بغير حق، سواء بقطع أطرافها أو حرقها أو جعلها هدفاً للرمي.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى قوماً قد ربطوا دجاجة حية وجعلوها هدفاً يرمونها بالسهام أو الحجارة، فأنكر عليهم هذا الفعل مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي لعن من يمثل بالحيوانات، أي من يعذبها أو يشوهها أو يؤذيها بغير حق.
وهذا الحديث يندرج تحت القاعدة الشرعية العظيمة التي أرساها الإسلام في الرحمة بالحيوان والرفق به، فالإسلام لم يقتصر على حقوق الإنسان بل تعداها إلى حقوق الحيوان، وجعل إيذاءه من الكبائر التي توجب لعن فاعلها.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- تحريم التعذيب والتشويه للحيوانات: فإن هذا الفعل من الكبائر التي توجب الطرد من رحمة الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من مثّل بالبهائم".
2- الرحمة بالحيوان من صفات المؤمن: فقد جاء في الحديث الآخر: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
3- النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في الرحمة: فقد كان يوصي بالرفق بالحيوان، ويحذر من تحميله ما لا يطيق، أو إيذائه بغير حق.
4- النهي عن جعل الحيوانات أهدافاً للرمي: سواء كان ذلك للتدريب أو للهو، فإن فيه تعذيباً لها وإيذاءً لا مبرر له.
5- المسلم مطالب بالإنكار على من يرتكب هذه الأفعال: كما فعل ابن عمر رضي الله عنه عندما أنكر على هؤلاء القوم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "الرفق بالحيوان" الذي أولاه الإسلام عناية فائقة.
- هناك أحاديث أخرى تؤكد على هذا المعنى، مثل حديث: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على تحريم الصيد بالتعذيب، أو بغير الطريقة الشرعية التي تقتضي إزهاق الروح بسرعة دون إيذاء زائد.
- ينبغي للمسلم أن يلتزم بهذه الآداب حتى في ذبح الحيوان للاكل، بأن يحد السكين ولا يذبح حيواناً أمام آخر، وأن يراعي الرفق فيه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الرحماء بالخلق، المتخلقين بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعيذنا من الأعمال التي تجلب اللعن والبعد عن رحمة الله.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٤٦٢٢) عن أبي معاوية (هو محمد بن خازم)، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده صحيح، والمنهال هو ابن عمرو الأسدي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

📜 حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من لعن من مثّل بالبهائم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية