حديث: لا عقر في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عقر في الإسلام

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عقر في الإسلام».

صحيح: رواه أبو داود (٣٢٢٢)، وأحمد (١٣٠٣٢)، وصحَّحه ابن حبان (٣١٤٦) كلهم من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٦٦٩٠) - ثا معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره، وهو قطعة من حديث مطول، اختصره أبو داود، وهو بتمامه عند الآخرين.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عقر في الإسلام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ».

أولاً. شرح المفردات:


* عَقْر: العَقْر في اللغة الأصل هو القطع والجرح، ويأتي بمعنى الجناية والإتلاف. وكان المقصود به في الجاهلية بشكل خاص: الدية التي كانت تؤخذ من الحيوان إذا أتلف إنسانٌ حيوان إنسان آخر. فمثلاً إذا قَتَل شخص ناقةَ شخص آخر، كانوا لا يقتصون منه بقتل ناقة له، بل كانوا يعقرون (أي يذبحون) ناقة أخرى من أفضل نوق القاتل ويعطونها للمجني عليه بالإضافة إلى الناقة التي قُتلت. فكان هذا تشريعاً جاهلياً فيه ظلم وزيادة في التعويض.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف واضح وجلي، حيث أَبْطَل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العادة الجاهلية الظالمة، وأعلن أن الإسلام قد وضع لها حداً.
فقال: «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ»، أي: لا شرعية لهذا الفعل (العقر) في دين الإسلام، ولا يجوز العمل به. وقد جاء الإسلام ليكمل مكارم الأخلاق ويقيم العدل، ومن العدل أن يكون القصاص أو الدية بالمثل، دون زيادة أو نقصان.
فالشرع الإسلامي الحكيم قد وضع بديلاً عادلاً عن هذه العادة، وهو:
* القصاص بالمثل: أي إذا قَتَل ناقةً، فله أن يقتل ناقةً مثلها (إذا طلب صاحبها ذلك).
* أو أخذ قيمتها (الثمن) كتعويض عادل، بعد التقييم والتحكيم بين الطرفين، دون زيادة أو إجحاف.
فالحديث ينسخ حكماً من أحكام الجاهلية ويستبدله بحكم الإسلام العادل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إبطال عادات الجاهلية: الإسلام جاء ليُهَدِّمَ أركان الظلم والجهالة، ويبني مكانها قواعد العدل والعلم. فكل عادة أو تقليد يخالف شرع الله تعالى، فهو مردود على صاحبه.
2- إقامة العدل ورفع الظلم: من مقاصد الشريعة الإسلامية العظيمة إقامة العدل في كل شيء، ومنع الظلم بأي شكل من الأشكال، حتى في التعامل مع الحيوانات والتعويض عنها.
3- سماحة الإسلام وعدالته: تشريعات الإسلام في التعويضات (الديات والقصاص) قائمة على العدل والإنصاف، لا على التشفي أو الإثراء على حساب الآخرين.
4- أن الإسلام دين كامل: لم يترك الإسلام صغيرة ولا كبيرة إلا بين حكمها، بما فيه صلاح البشر في دنياهم وأخراهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث من الأحاديث التي تُعَدُّ من نواسخ السنة، أي أن السنة النبوية جاءت ناسخةً لبعض أفعال الجاهلية.
* يستدل الفقهاء بهذا الحديث على بطلان أي تعويض زائد عن الحق الواجب شرعاً، وأن الواجب هو القصاص أو قيمة المثل فقط.
* الحديث يدل على أن الأصل في المعاملات المالية والعقود هو البِر والعدل، وليس الغبن والظلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٢٢)، وأحمد (١٣٠٣٢)، وصحَّحه ابن حبان (٣١٤٦) كلهم من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٦٦٩٠) - ثا معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره، وهو قطعة من حديث مطول، اختصره أبو داود، وهو بتمامه عند الآخرين. وإسناده صحيح.
وقوله: «لا عقر في الإسلام«فسّره عبد الرزاق عند أبي داود بقوله: «كانوا يعقرون عند القبر ببقرةٍ أو شاةٍ - وفي لفظ: أو بشيء - اهـ.
وقال الخطابي في معالم السنن (٤/ ٣٣٩): «كان أهل الجاهلية يعقرون الإبل على قبر الرجل الجواد، يقولون: نجازيه على فعله؛ لأنه كان يعقرها في حياته، فيطعمها الأضياف، فنحن نعقرها عند قبره لتأكلها السباع والطير، فيكون مُطعما بعد مماته، كما كان مُطعما في حياته».
قال: «ومنهم من كان يذهب في ذلك إلى أنه إذا عُقرت راحلتُه عند قبره، حُشر في القيامة راكبًا، ومن لم يُعقر عنه حُشر راجلًا، وكان هذا على مذهب من يرى البعث منهم بعد الموت».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: لا عقر في الإسلام

  • 📜 حديث: لا عقر في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عقر في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عقر في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عقر في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب