أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

عن رافع بن خديج قلتُ: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدًا، وليستْ معنا مدًى؟ قال ﷺ: «أعجلْ أو أرني ما أنهر الدمَ، وذُكِر اسمُ الله فكُلْ، ليس السنَّ والظفرَ، وسأحدِّثُك أما السنَّ فعظْمٌ، وأما الظفرُ فمدى الحبشة» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٩٨)، ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٠) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج فذكره، والسياق لمسلم.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث بلفظ أوضح:

عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدًا، وليست معنا مدًى (أي سكاكين للذبح)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعجلْ أو أرني ما أنهر الدمَ، وذُكِر اسمُ الله فكُلْ، ليس السنَّ والظفرَ، وسأحدِّثُك: أما السنَّ فعظْمٌ، وأما الظفرَ فمدى الحبشة».

1. شرح المفردات:

● لاقو العدو: سنلتقي العدو ونواجههم في القتال.
● مدًى: جمع "مُدْيَة"، وهي السكين أو الآلة الحادة التي يُذبح بها.
● أعجلْ: اسرع وأبادر في الذبح بأي وسيلة متاحة.
● ما أنهر الدمَ: ما أسال الدم وأخرجه بشدة. "أنهر" من النَّهْر، وهو شق الجرح وإسالة الدم.
● ليس السنَّ والظفرَ: لا تذبحوا بالسن (كالأنياب) ولا بالظفر (كالمخالب).
● مدى الحبشة: سكاكين الحبشة، وكانوا يصنعونها من الظفور (أي الأظافر أو العظام).

2. شرح الحديث:

يحدث الصحابي الجليل رافع بن خديج رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر أو غزوة، وتوقعوا لقاء العدو في اليوم التالي، واحتاجوا إلى الطعام لتقوية أنفسهم، لكن لم تكن معهم سكاكين خاصة للذبح (المدى). فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم: كيف نذبح ما نصطاده أو نرغب في أكله؟
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن المهم هو إسالة الدم بقطع الودجين (العروق الرئيسية في الرقبة) بأي أداة حادة يجرح بها ويُسَال الدم، مع شرط أساسي هو ذكر اسم الله عليها عند الذبح (بالتسمية: بسم الله). فإذا تحقق هذان الشرطان: إنهار الدم (أي خروجه) والتسمية، حلَّ أكل ذلك الذبيحة.
ثم استثنى النبي صلى الله عليه وسلم شيئين محددين لا يجوز الذبح بهما:
● السن: مثل أنياب الحيوانات أو غيرها من العظام.
● الظفر: مثل مخالب الطيور أو السباع.
ثم بيَّن الحكمة من التحريم فقال:
● أما السن فعظم: أي لأنه عظم، والذبح بالعظم ممنوع.
● وأما الظفر فمدى الحبشة: أي أن الحبشة كانوا يستعملون الظفور (الأظافر) كسكاكين للذبح، وهذا فعل أهل الجاهلية، فنهى الإسلام عن ذلك.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، ويراعي ظروف الناس، خاصة في السفر والجهاد. فإذا لم توجد السكينة، جاز الذبح بأي أداة حادة تُنهر الدم.
2- شروط الذكاة الشرعية: يشترط لصحة الذبح أمران:
● الآلة: أن تكون مما يقطع ويُسيل الدم (حديدة)، ويحرم ما كان عظمًا أو ظفرًا.
● التسمية: ذكر اسم الله عليها عند الذبح (بسم الله).
3- تحريم التشبه بأهل الجاهلية: النهي عن الذبح بالظفر لأنه كان من عادات الحبشة في الجاهلية، وفيه تشبه بهم.
4- الحكمة من التحريم: الذبح بالعظم أو الظفر يتسبب في تعذيب الحيوان وإيذائه، لأنها ليست حادة كفاية، فجاء النهي عنهما رحمة بالحيوان.
5- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه بالأسلوب الواضح، فيذكر الحكم ثم يبين الحكمة خلف it، كما فعل هنا بقوله: "وسأحدثك...".

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الذبح والأطعمة.
- يستفاد منه أيضًا: جواز أكل الصيد الذي يُصاد في حال الجهاد والسفر إذا ذُكّي التذكية الشرعية.
- الفقهاء يستدلون به على تحريم الذبح بكل ما ليس بحديد، كالعظم والزجاج والحجر، لأنها لا تنهر الدم بشكل سليم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل العلم والعمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٩٨)، ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٠) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج فذكره، والسياق لمسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

📜 حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية