حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التذكية بكلِّ شيء حادٍّ إذا أنهر الدم غير السن والظُفر وسائر العظام

عن رجل من بني حارثة أنه كان يرعى لِقْحةً بشعبٍ من شعاب أحُدٍ، فأخذها الموتُ، فلم يجد شيئا ينحرها به، فأخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها، ثم جاء إلى النبي ﷺ فأخبره بذلك، فأمره بأكلها.

صحيح: رواه أبو داود (٢٨٢٣) - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٢٨١) - عن قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني حارثة، فذكره.

عن رجل من بني حارثة أنه كان يرعى لِقْحةً بشعبٍ من شعاب أحُدٍ، فأخذها الموتُ، فلم يجد شيئا ينحرها به، فأخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها، ثم جاء إلى النبي ﷺ فأخبره بذلك، فأمره بأكلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى التوفيق والسداد في شرح هذا الحديث النبوي الشريف، الذي يعد من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام ويسره، وتظهر رحمة النبي ﷺ بأمته.

الحديث:


عن رجل من بني حارثة أنه كان يرعى لِقْحةً بشعبٍ من شعاب أحُدٍ، فأخذها الموتُ، فلم يجد شيئا ينحرها به، فأخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها، ثم جاء إلى النبي ﷺ فأخبره بذلك، فأمره بأكلها.

شرح المفردات:


● بني حارثة: قبيلة من الأنصار في المدينة المنورة.
● يرعى لِقْحةً: اللقحة هي الناقة ذات اللبن، أي كان يرعى ناقة حلوبًا.
● بشعبٍ من شعاب أحُدٍ: الشعب هو الوادي بين الجبال، وأحد جبل معروف في المدينة المنورة.
● فأخذها الموتُ: أي أشرفَت على الموت أو حضرها الموت.
● وتدًا: الوتد هو وتد الخيمة أو الخشبة المدببة.
● فوجأ به في لبّتها: الوجء هو الطعن بشدة، واللبة هي الموضع بين الترقوتين في صدر البعير حيث يُذبح.
● أُهريق دمُها: أي سال دمها.

شرح الحديث:


كان رجل من قبيلة بني حارثة من الأنصار يرعى ناقة (لقحة) في أحد أودية جبل أحد، فمرضت الناقة وأشرفت على الموت. خشي الرجل أن تموت الناقة دون ذكاة شرعية فتصير ميتةً يحرم أكلها، ولم يكن معه سكين أو آلة حادة لينحرها بها بشكل صحيح. فاضطر إلى استخدام وتد (قطعة خشب مدببة) فطعن بها في محل الذبح (اللبة) حتى سال دم الناقة، فذكاها بهذه الطريقة.
ثم جاء الرجل إلى النبي ﷺ وأخبره بما فعل، مستفسرًا عن حكم أكل هذه الناقة. فأمره النبي ﷺ بأكلها، معتبرًا أن ما فعله يكفي للذكاة الشرعية في هذه الحالة الاضطرارية.

الدروس المستفادة والعبر:


1- يسر الإسلام ورفع الحرج: الحديث دليل على سماحة الإسلام ومراعاته للضرورات وحالات العذر. فالمشقة تجلب التيسير، والضرورات تبيح المحظورات.
2- مشروعية الذكاة بكل ما أنهر الدم: الأصل في الذكاة أن تكون بآلة حادة (سكين أو ما شابهها)، لكن إذا لم توجد آلة حادة، جاز استخدام أي شيء يحقق المقصود من إهراق الدم، كالحجر أو الخشب المدبب أو غيره، ما دام أنهر الدم (أي أسال الدم بقوة).
3- الأخذ بالرخص عند الحاجة: النبي ﷺ لم يعنف الرجل بل أقر فعله وأمره بأكل اللحم، مما يدل على أن المسلم مأمور بالأخذ بالرخص عند وجود المشقة أو العذر.
4- الحرص على الحلال وتجنب الشبهات: حرص الرجل على ذكاة الناقة خوفًا من أن تموت فتحرم، يدل على حرص الصحابة على تناول الحلال والبعد عن الحرام.
5- التثبت في الأمور الشرعية: لم يكتف الرجل بما فعل بل سأل النبي ﷺ ليتأكد من حكم ما فعل، وهذا دليل على وجوب سؤال أهل العلم في المسائل المشكلة.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الفقهاء استدلوا به على جواز الذكاة بغير الآلة الحادة في حال الضرورة، بشرط أن يكون الشيء المستخدم حادًا enough لإحداث الجرح وإسالة الدم.
- الذكاة الشرعية لها شروط، منها: أن يكون المذكي مسلمًا أو كتابيًا، وأن يذكر اسم الله عند الذبح، وأن يتم قطع الحلقوم والمريء والودجين (أوعية الدم الرئيسية في الرقبة).
- هذا الحديث يندرج تحت القاعدة الفقهية: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فإذا كان الذبح واجبًا لتحليل اللحم، ولم توجد آلة الذبح المعتادة، جاز استخدام أي وسيلة متاحة لتحقيق المقصود.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٢٣) - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٢٨١) - عن قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني حارثة، فذكره.
وإسناده صحيح، ويعقوب هو ابن عبد الرحمن القاري المدني ثم الإسكندراني. وتابعه سفيان الثوري فيما رواه الإمام أحمد (٢٣٦٤٧).
وخالفهما سفيان بن عيينة، فرواه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن غلامًا من بني
حارثة كان يرعى لقحة له بأحد ... «الحديث. رواه ابن أبي شيبة (٥/ ٣٩١)، وعبد الرزاق (٨٦٢٦) كلاهما عن ابن عيينة به.
هكذا رواه مرسلا، وتابعه الإمام مالك في الموطأ في الذبائح (٣).
قال ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ١٣٦): وهكذا رواه جماعة رواة الموطأ مرسلا، ومعناه متصل من وجوه ثابتة عن النبي ﷺ، ولا أعلم أحدا أسنده عن زيد بن أسلم إلا جرير بن حازم، عن أيوب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري».
قلتُ: وهو متعقب بما سبق فقد أسنده أيضًا يعقوب والثوري. وعدم تسمية الصحابي لا يضر كما هو معروف. وأما رواية جرير المشار إليها فرواه النسائي (٤٤٠٢).
ورواه أيضًا ابن الجارود في «المنتقى» (٨٩٦) وفيه: قال جرير - يعني ابن حازم -: كان أيوب يحدثني عن زيد بن أسلم، فلقيتُ زيدًا فسألته فقال: ثني عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. وهذا لون آخر من الاختلاف، لكن ليس بمؤثر، بل يقوي الرواية المسندة، والاختلاف في إبهام الصحابي أو تسميته لا يضر كما أسلفت، فالحديث صحيح على كل حال.
وقد حسّنه ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ١٥٠ - ١٥١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

  • 📜 حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب