أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

عن عبد الله بن مغفل قال: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال: فالتزمته فقلت: لا أعطي اليوم أحدًا من هذا شيئا.
قال: فالتفتُّ فإذا رسول الله ﷺ مبتسمًا.

متفق عليه: رواه مسلم في الجهاد (١٧٧٢) عن شيبان بن فرّوخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من المواقف التربوية العظيمة التي تظهر رحمة النبي ﷺ وحكمته في تعليم أصحابه.

أولاً. شرح المفردات:

● عبد الله بن مغفل: صحابي جليل، من الأنصار، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ.
● جرابًا: الوعاء الذي يُصنع من الجلد، كالكيس أو الشنطة.
● شحم: الدهن الذي يُستخرج من الحيوان، وكان من الغنائم القيمة في ذلك الوقت.
● خيبر: الغزوة المشهورة التي وقعت في السنة السابعة للهجرة، وانتصر فيها المسلمون على يهود خيبر.
● التزمته: احتضنته وضممته إليّ بشدة.
● مبتسمًا: ضاحكًا أو متبسمًا برفق ولطف، مما يدل على عدم الغضب.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن مغفل رضي الله عنه عن موقف حصل معه أثناء غزوة خيبر، حيث وجد كيسًا (جرابًا) مملوءًا بالشحم، وهو من الغنائم التي حصل عليها المسلمون. فحمله وضمه إليه بشدة، وقال في نفسه: "لن أعطي أحدًا اليوم من هذا الشحم شيئًا"، ظنًا منه أن له الحق في التصرف فيه بمفرده كغنيمة شخصية.
وبينما هو على هذه الحال، التفت فإذا برسول الله ﷺ ينظر إليه وهو يبتسم. لم يزجره النبي ﷺ ولا انتهره، بل اكتفى بالتبسم، وهذا التبسم يحمل في طياته معاني كثيرة؛ فهو توجيه لطيف، وعتاب رقيق، وتذكير بأن الغنائم ليست ملكًا للفرد، بل هي قسمة تُقسّم وفق ما شرعه الله تعالى.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- رحمة النبي ﷺ ورفقه بأمته: فلم يعنف ابن مغفل، بل اكتفى بالتبسم، مما يدل على حلمه وحكمته في التعليم والتربية.
2- التوجيه غير المباشر: أحيانًا يكون التوجيه بالإشارة والموقف أبلغ من التوجيه بالقول، خاصة مع من يخطئ عن جهل أو سهو.
3- حرمة أكل المال الحرام: الغنائم لها أحكامها في الإسلام، ولا يجوز لأحد أن يأخذ منها دون حق.
4- الاعتراف بالخطأ: فعبد الله بن مغفل روى هذا الحديث على نفسه، مع أنه قد يظهر منه شيء من البخل أو الحرص، مما يدل على شجاعته في الاعتراف بالخطأ ونقله للأمة لتتعلم منه.
5- التنبيه على آداب الغنائم: وأنها تقسم حسب ما جاء في القرآن والسنة، ولا يجوز الاستئثار بها.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الموقف يدل على أن الصحابة رضوان الله عليهم بشر، قد يقع منهم ما يقع من الهفوات، ولكنهم سرعان ما يرجعون إلى الحق.
- تبسم النبي ﷺ هنا من دلائل نبوته؛ حيث كان يعلم أن هذا التصرف غير صحيح، ولكنه لم يظهر غضبه، بل استخدم التبسم كوسيلة للتعليم.
- يُستفاد من الحديث أيضًا أن الإنسان قد يخطئ وهو لا يشعر، فلا بد من التواضع وقبول التوجيه.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد (١٧٧٢) عن شيبان بن فرّوخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل فذكره.
وأخرجه الشيخان: البخاري في المغازي (٤٢١٤)، ومسلم كلاهما من وجه آخر عن شعبة، عن حميد بن هلال بإسنادهما. وفيه يقول عبد الله بن مغفل: «رُمِيَ إلينا جراب فيه طعامٌ وشحم يوم خيبر، فوثبتُ لآخذه قال: فالتفتُّ فإذا رسول الله ﷺ فاستحييتُ منه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

📜 حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية