دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

عن أنس بن مالك أن يهوديا دعا النبي ﷺ إلى خبز شعير، وإهالة سَنِخَة فأجابه.

صحيح: رواه أحمد (١٣٢٠١) عن عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك أن يهوديا دعا النبي ﷺ إلى خبز شعير، وإهالة سَنِخَة فأجابه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دروس وعبر جليلة، سأشرحه لكم بإذن الله تعالى وفق الخطوات المطلوبة:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن يهوديًا دعا النبي ﷺ إلى خبز شعير، وإهالة سنخة فأجابه.

1. شرح المفردات:

● يهودي: من أتباع الديانة اليهودية، وكانوا يسكنون المدينة المنورة.
● خبز شعير: خبز مصنوع من دقيق الشعير، وهو من الطعام الخشن الذي كان يأكله عامة الناس، وليس من الطعام الفاخر.
● إهالة سنخة:
● الإهالة: هي الشحم أو الدهن الذي يؤكل مع الخبز.
● سنخة: متغيرة الرائحة، منتنة، قديمة.
● فأجابه: قبل دعوته، وذهب إلى طعامه.

2. شرح الحديث:

يدور هذا الحديث حول موقف حدث مع النبي ﷺ عندما دعاه يهودي من أهل المدينة إلى طعام متواضع بل ورديء، وهو خبز الشعير الخشن مع شحم متغير الرائحة (منتن)، فقبل النبي ﷺ الدعوة ولم يتردد، ولم يستنكف من هذا الطعام، بل أجاب الدعوة وأكل منه تكرمًا لصاحب الدعوة وتواضعًا منه ﷺ.

3. الدروس المستفادة منه:

● التواضع الجم للنبي ﷺ: فقد كان ﷺ متواضعًا لا يتكبر على طعام، ولا يرد دعوة مهما كان الطعام بسيطًا أو رديئًا.
● قبول دعوة غير المسلم: فالنبي ﷺ قبل دعوة اليهودي، وهذا يدل على جواز إجابة دعوة غير المسلم إذا كان فيها مصلحة، كالدعوة إلى الإسلام أو كسب قلبه.
● التأليف وكسب القلوب: بإجابته ﷺ هذه الدعوة، يكون قد كسب قلب هذا اليهودي، وربما يكون هذا سببًا في هدايته أو هداية غيره.
● عدم التكلف في الطعام والشراب: فالنبي ﷺ لم يطلب الطعام الفاخر، بل رضي بما قُدّم له، وهذا درس في الزهد وعدم الترف.
● التأدب مع الناس: فالنبي ﷺ لم يظهر اشمئزازًا أو استياءً من رداءة الطعام، بل قبله وأكله تأدبًا مع صاحب الدعوة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن.
- كان النبي ﷺ يعامل غير المسلمين بالبر والعدل، ويقبل دعوتهم إذا لم يكن فيها محذور شرعي.
- في هذا الحديث بيان لخلق النبي ﷺ العظيم في تواضعه وحلمه وحسن تعامله مع جميع الناس.
- يُستفاد منه أيضًا أن المسلم ينبغي أن يكون متواضعًا في مطعمه ومشربه وملبسه، ولا يتعالى على الناس.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل أحوالنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٣٢٠١) عن عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن البخاري في البيوع (٢٠٦٩) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، أنه مشى إلى رسول الله ﷺ بخبز شعير، وإهالة سنخة. ولقد رهن النبي ﷺ درعًا له بالمدينة عند يهودي، وأخذ منه شعيرًا لأهله.
فلعل أبان وهو ابن يزيد العطار اختصر الحديث والقصة هي كما ذكرها هشام، فنسب بأن يهوديًا دعا النبي ﷺ إلى الطعام، بينما كان أنس أحضر هذا الطعام من اليهودي بالرهن، وليس فيه
ذكر السنخة، وهي ما أذيب من الإلية والشحم، وقد تكون المتغيرة الريح لطول المدة.
وفي الباب عن قبيصة بن هُلْب عن أبيه قال: سألت النبي ﷺ عن طعام النصارى فقال: «لا يتخلجنَّ في صدرك طعامٌ ضارعت فيه النصرانية».
رواه أبو داود (٣٧٨٤)، والترمذي (١٥٦٥)، وابن ماجه (٢٨٣٠) وأحمد (٢١٩٦٥، ٢١٩٦٦) من طرق عن سماك بن حرب، حدثني قبيصة بن هلب، عن أبيه فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن».
ولكن في إسناده قبيصة بن هُلب تفرد عنه سماك بن حرب، قال علي بن المديني والنسائي: «مجهول» وذكره ابن حبان على عادته في الثقات بل قال العجلي: «تابعي ثقة».
ولم يعتد الحافظ بتوثيقه؛ لذا قال: «مقبول» يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولم أجد من تابعه على هذا الإسناد.
وفي معناه حديث عدي بن حاتم قال: يا رسول الله، طعاما لا أدعه إلا تحرجا؟ قال: «فلا تدعن طعاما ضارعت فيه النصرانية». وهو جزء من حديث طويل.
رواه أبو داود الطيالسي (١١٢٩)، وأحمد (١٨٢٦٢، ١٩٢٧٤) وابن حبان (٣٣٢)، والبيهقي (٧/ ٢٧٩) من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مُري بن قطري، قال: سمعت عدي بن حاتم، قال: فذكره.
وفي إسناده مري بن قطري لم يوثقه غير ابن حبان في الثقات (٥/ ٤٥٩) وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٩٥): «لا يعرف تفرد عنه سماك بن حرب».
وقوله: في حديث هلب: «يتخجلنَّ» وفي رواية: «يختلجن» أي لا تشكن.
وقوله: «ضارعت» أي شابهت من المضارعة وهي المشابهة والمقاربة والمعنى: لا يتحركن في قلبك شكٌّ أن ما شابهت فيه النصاري حرام أو خبيث أو مكروه. انظر: النهاية في غريب الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

📜 حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية