حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التذكية بكلِّ شيء حادٍّ إذا أنهر الدم غير السن والظُفر وسائر العظام

عن محمد بن صفوان قال: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ، فسألتُ رسول الله ﷺ عنهما، فأمرني بأكلهما».

صحيح: رواه أبو داود (٢٨٢٢)، والنسائي (٤٣١٣)، وابن ماجه (٣١٧٥)، وأحمد (١٥٨٧٠) وصحَّحه ابن حبان (٥٨٨٧) كلهم من طرق عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان فذكره.

عن محمد بن صفوان قال: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ، فسألتُ رسول الله ﷺ عنهما، فأمرني بأكلهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله حكم وشروحات مهمة، وإليك تفصيلها:

1. شرح المفردات:


● أصّدتُ: أي اصطدتُ، والصيد هو اقتناص الحيوان المباح.
● أرنبين: جمع أرنب، وهو حيوان معروف من الصيد المباح.
● بمروةٍ: المروة هي حجر صلب أو صوان حاد، استخدمه الراوي كسكين للذبح.
● فسألتُ رسول الله ﷺ عنهما: استفسر عن حكم أكل ما ذبحه بهذه الطريقة.
● فأمرني بأكلهما: أذن لي رسول الله ﷺ بأكلهما.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يرويه محمد بن صفوان رضي الله عنه، حيث قام باصطياد أرنبين، وذبحهما باستخدام حجر (المروة) بدلاً من السكين المعتادة، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم ذلك، فأمره النبي بأكلهما.
والحديث يدل على عدة أمور:
- جواز الذبح بكل ما أنهر الدم (أي أخرج الدم) من آلة حادة، ولو لم تكن سكيناً، كالحجر أو الخشب أو العظم، ما دامت تقطع وتُسيل الدم. وهذا مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- أن الذكاة الشرعية (الذبح) لا تشترط فيها آلة معينة، بل يشترط أن تكون الآلة حادة تقطع الحلقوم والمريء والودجين، وتُخرج الدم.
- فيه دليل على سعة الشريعة الإسلامية ويسرها، ورفع الحرج عن الناس، خاصة في حالات الصيد أو عدم توفر السكين.
- أن الأرنب من الصيد المباح، كما هو معلوم في الشريعة.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير ورفع الحرج: الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير وعدم التشديد في الأمور المباحة، ما دامت تحقق المقصود الشرعي.
● السؤال عن أمور الدين: ينبغي للمسلم إذا أشكل عليه أمر من أمور دينه أن يسأل أهل العلم، كما فعل الصحابي هنا.
● الأخذ بالرخصة: الرخصة في الدين من نعم الله على العباد، ويجب الأخذ بها عند الحاجة.
● تعلم أحكام الذكاة: على المسلم أن يتعلم أحكام الذبح والصيد؛ لأنها تتعلق بالمأكل الحلال والحرام.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب الذكاة والصيد، واحتج به الفقهاء في جواز الذبح بغير السكين إذا أنهر الدم.
- يشترط في الذكاة أن يكون الذابح مسلماً أو كتابياً، وأن يذكر اسم الله عند الذبح أو الصيد.
- الأرنب حلال عند جمهور العلماء، خلافاً لبعض المذاهب التي كرهتها، ولكن الراجح التحليل؛ لثبوت أحاديث في أكلها، كحديث أنس بن مالك: "أنفجنا أرنباً بمر الظهران، فسعى القوم فلغبوها، فأدركها أبو طلحة فذبحها..." رواه البخاري.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٢٢)، والنسائي (٤٣١٣)، وابن ماجه (٣١٧٥)، وأحمد (١٥٨٧٠) وصحَّحه ابن حبان (٥٨٨٧) كلهم من طرق عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان فذكره. وإسناده صحيح. كذا رواه عاصم الأحول، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان، وتابعه داود بن أبي هند. رواه النسائي (٤٤١١)، وابن ماجه (٣٢٤٤)، وأحمد (١٥٨٧١)، وصححه الحاكم (٤/ ٢٣٥) وقال: على شرط مسلم.
وخالفهما قتادة، فرواه عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله بنحوه.
رواه الترمذي (١٤٧٢)، والبيهقي (٩/ ٣٢١) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به. وقال الترمذي: «واختلف أصحاب الشعبي في رواية هذا الحديث. فروي داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان. وروي عاصم الأحول عن الشعبي، عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان. ومحمد بن صفوان أصح. وروي جابر الجعفي، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله نحو حديث قتادة عن الشعبي، ويحتمل أن يكون الشعبي روى عنهما جميعًا. قال محمد (يعني البخاري) حديث الشعبي، عن جابر بن عبد الله غير محفوظ». اهـ.
وزاد في العلل الكبير (٢/ ٦٣٠) من قول البخاري: «وحديث محمد بن صفوان أصح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

  • 📜 حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب