حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاجتناب من ذبح الشاة الحلوب

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله ﷺ ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟» قالا: الجوع يا رسول الله. قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا». فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأةُ قالت: مرحبا وأهلا. فقال لها رسول الله ﷺ: «أين فلان؟»، قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله ﷺ وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، قال: فانطلق، فجاءهم بعذقٍ، فيه بُسرٌ وتمرٌ ورطبٌ. فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله ﷺ: «إياك والحلوب». فذبح لهم فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله ﷺ لأبي بكر
وعمر: «والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم».
وفي رواية: «لا تذبحنَّ ذات دُرٍّ».

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٣٨: ١٤٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا خلف بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله ﷺ ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟» قالا: الجوع يا رسول الله. قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا». فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأةُ قالت: مرحبا وأهلا. فقال لها رسول الله ﷺ: «أين فلان؟»، قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله ﷺ وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، قال: فانطلق، فجاءهم بعذقٍ، فيه بُسرٌ وتمرٌ ورطبٌ. فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله ﷺ: «إياك والحلوب». فذبح لهم فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله ﷺ لأبي بكر
وعمر: «والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم».
وفي رواية: «لا تذبحنَّ ذات دُرٍّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره، برقم (2058)، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● يستعذب: يطلب ماء عذبًا طيبًا.
● العذق: الغصن من النخل الذي عليه الثمر.
● البُسر: التمر الذي لم ينضج تمامًا، وهو بين البلحة والرطب.
● المدية: السكين.
● إياك والحلوب: أي احذر أن تذبح شاة حلوبًا (لها لبن).
● ذات دُرّ: التي لها لبن، وهي نفس معنى "الحلوب".

شرح الحديث:


1- خروج النبي ﷺ وأصحابه بسبب الجوع:
- خرج النبي ﷺ ليلًا أو نهارًا فوجد أبا بكر وعمر خارجين من بيوتهما، فسألهما عن سبب خروجهما في هذا الوقت، فأجابا: "الجوع يا رسول الله". وهذا يدل على شدة ما كان يعانيه الصحابة من فقر وحاجة، وصبرهم على ذلك في سبيل الله.
2- كرم الأنصاري وإيثاره:
- ذهب النبي ﷺ مع أبي بكر وعمر إلى بيت رجل من الأنصار، فلم يجده، فاستقبلتهم امرأته بحفاوة وترحيب. ولما جاء الأنصاري فرح بمقدمهم، وشعر بأنه مُكرم بهؤلاء الضيوف، فذهب فجاءهم بعذق فيه أنواع من التمر: بسر ورطب وتمر، ثم أراد أن يذبح لهم شاة.
- هنا نبهه النبي ﷺ قائلًا: "إياك والحلوب"، أي لا تذبح الشاة التي لها لبن، لأن في ذبحها ضررًا على صاحب البيت، إذ يحرمه من لبنها، فالإيثار لا يعني التضرر، بل يكون في حدود المعروف دون إضرار بالنفس أو الأسرة.
3- التحذير من نعيم الدنيا والمسؤولية عنه:
- بعد أن أكلوا وشبعوا، قال النبي ﷺ لأبي بكر وعمر: "والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم". وهذا تحذير من الاغترار بنعيم الدنيا، وأن الإنسان سيسأل عن هذه النعم: من أين حصلها؟ وكيف أنفقها؟ وهل شكر الله عليها؟

الدروس المستفادة:


1- الصبر على الشدة والفقر: الصحابة رضي الله عنهم صبروا على الجوع والفقر في سبيل الله، ولم يشتكوا إلا لله ورسوله.
2- إكرام الضيف: الضيافة من أخلاق الإسلام، والأنصاري ضرب مثالًا رائعًا في الكرم والإيثار.
3- النهي عن الإضرار بالنفس في الإيثار: النهي عن ذبح "الحلوب" يدل على أن الإيثار لا يكون بإضرار النفس أو العيال، بل within الحدود المعقولة.
4- المسؤولية عن النعم: كل نعمة يحصل عليها العبد يجب أن يشكر الله عليها، ويستعملها في طاعته، وسيسأل عنها يوم القيامة.
5- التواضع والنبي ﷺ: خرج النبي ﷺ يجوع كما يجوع أصحابه، وهذا من تواضعه وعدم ترفعه عنهم.

فوائد إضافية:


- في الحديث دليل على جواز زيارة الإخوان بدون موعد مسبق إذا كان ذلك لا يشق عليهم.
- فيه أيضًا فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقربهما من النبي ﷺ.
- وفيه بيان أن نعيم الدنيا زائل، وأن الآخرة هي دار القرار.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يشكر النعم ويستعملها في طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٣٨: ١٤٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا خلف بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الأخرى للترمذي (٢٣٦٩) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: «حسن صحيح غريب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

  • 📜 حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب