حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما رُوي في اتباع الصيد
رواه أبو داود (٢٨٥٩)، والترمذي (٢٢٥٦)، والنسائي (٤٣٠٩) وأحمد (٣٣٦٢) كلهم من طريق سفيان الثوري، حدثني أبو موسى، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس فذكره.
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من حديث الثوري».
وفي بعض النسخ: «حسن صحيح غريب».
قال الأعظمي: لعل أبا عيسى الترمذي ظنّه أبا موسى البصري، واسمه إسرائيل بن موسى نزيل الهند وهو ثقة، وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: «لا بأس به» وال
صحيح: أنه غيره مجهول، لا يعرف اسمه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر حديث شريف روي عن صحابي جليل هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حديث يحمل وصايا نبوية مهمة تتعلق بسلوك المسلم وأخلاقه وتنظيم حياته. وإليك الشرح التفصيلي له:
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● سكن البادية: أي أقام في الصحراء أو المناطق النائية بعيداً عن العمران والحضارة.
● جفا: أي صار غليظ الطبع، قاسي القلب، قليل الأدب، بعيداً عن اللين والرفق.
● اتبع الصيد: أي أكثر من التردد على الصيد واهتم به بشكل مفرط.
● غفل: أي صار غافلاً عن ذكر الله، مهملاً للواجبات، ساهياً عن الحقوق.
● أتى السلطان: أي ذهب إلى الحكام والولاة وقصدهم بشكل متكرر.
● افتتن: أي وقع في الفتنة، سواء فتنة المال أو المنصب أو الذل أو المداهنة في الدين.
ثانياً. شرح الحديث:
هذا الحديث النبوي يحذر من ثلاث سلوكيات قد تؤثر سلباً على دين المسلم وأخلاقه:
1- «من سكن البادية جفا»:
- المقصود هنا ليس مجرد السكن في البادية لفترة مؤقتة أو لحاجة، بل الإقامة الدائمة فيها والانعزال عن المجتمع.
- لأن البعيد عن مخالطة الناس يفقد الكثير من الآداب الاجتماعية، ويصبح أقل تعاوناً مع الآخرين، وأقل تعلمًا للعلم الشرعي والأخلاق الحسنة.
- كما أن العزلة قد تقوده إلى الغلظة والجفاء في التعامل، وفقدان اللين والرحمة التي يحث عليها الإسلام.
2- «ومن اتبع الصيد غفل»:
- الصيد المباح في الأصل جائز، لكن الإكثار منه والانشغال به يصد عن ذكر الله ويشغل عن الواجبات.
- لأن من يداوم على الصيد قد يغفل عن الصلوات في وقتها، أو يهمل أهله ومسؤولياته، أو ينشغل باللهو عن الطاعات.
- وفي هذا تحذير من الانغماس في الملذات والشهوات التي تشغل القلب عن الله تعالى.
3- «ومن أتى السلطان افتتن»:
- المقصود بالسلطان: الحكام والولاة وأصحاب السلطة والجاه.
- الذهاب إليهم بشكل متكرر دون ضرورة قد يعرض المسلم للفتنة، كأن يُعجب بالمال أو المنصب، أو يمدحهم بما ليس فيهم، أو يسكت عن المنكر خشيةً منهم، أو يذل نفسه لهم.
- وقد يقع في المحرمات من أجل كسب رضاهم، فيفتتن في دينه.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1. الحث على مخالطة الناس بالمعروف، والابتعاد عن العزلة التي تؤدي إلى سوء الخلق.
2. التحذير من الانشغال باللهو عن الطاعة والذكر، وضرورة الاعتدال في المباحات.
3. التنبيه على خطر الاقتراب من أصحاب السلطة إلا لحاجة مشروعة، كنصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر.
4. التأكيد على أن المسلم يجب أن يحافظ على دينه وأخلاقه، ويبتعد عن كل ما يعرضه للفتنة.
5. أهمية تنظيم الوقت وعدم إضاعته في ما لا فائدة فيه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد، وحسنه الترمذي كما ذكرت.
- وهو من الأحاديث التي يعتبرها العلماء من باب النهي عن السلوكيات التي تؤدي إلى مفاسد، وليس تحريماً مطلقاً، إلا إذا أدت إلى محظور شرعي.
- يستثنى من ذلك من يسكن البادية لحاجة أو دعوة، أو من يصيد لقوتٍ لازم، أو من يأتي السلطان لنصيحة أو دفع ظلم.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين حياته الدنيوية وأخراه، ويحرص على أن لا تشغله الدنيا عن الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الحافظ في التهذيب (١٢/ ٢٥٢): «أبو موسى شيخ يماني روي عن وهب بن منبه عن ابن عباس حديث»من اتبع الصيد غفل». وعنه سفيان الثوري. مجهول قاله ابن القطان. ذكر المزي في ترجمة أبي موسى إسرائيل بن موسى البصري أنه روي عن ابن منبه وعنه الثوري ولم يلحق البصري وهب بن منبه وإنما هذا آخر وقد فرق بينهما ابن حبان في الثقات وابن الجارود في الكنى وجماعة».
قال الأعظمي: ويؤيده أن الطبراني في الكبير (١١٠٣٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١٠١) أخرجاه من طريق أبي نعيم (هو الفضل بن دكين)، عن الثوري، عن أبي موسى اليماني به. فظهر منه أنه أبو موسى اليماني، وهو غير إسرائيل بن موسى.
ورُويَ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ. «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتُتِن، وما ازداد عبدٌ من السلطان قربًا إلا ازداد من الله بُعدًا».
رواه أحمد (٨٨٣٦)، والبزار (٩٧٤٣)، والبيهقي (١٠/ ١٠١) من طريق محمد بن الصباح الدولابي، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه شريك عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن البراء وقال إسماعيل، عن الحسن، عن عدي، عن أبي حازم والحسن فليس بالحافظ».
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٤٦): «لم أجده في نسختي من أبي داود - رواه أحمد، والبزار، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح خلا الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة». اهـ.
قال الأعظمي: وهذا الحكم منه بناء على ظاهر إسناده وإلا فالحديث معلول، فقد اختلف فيه على الحسن بن الحكم، فرواه إسماعيل بن زكريا كما ذكرت.
وقد سئل أبو حاتم الرازي عن رواية إسماعيل هذه فقال: «كذا رواه، ورواه غيره عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ وهو أشبه». علل الحديث (٢٢٣٠). وعليه فالحديث من الوجه المحفوظ ضعيف للرجل المبهم.
وقد رواه أبو داود (٢٨٦٠) من هذا الإسناد مختصرا من غير هذا السياق. ولذا لم يقف عليه الهيثمي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 أكل آنية أهل الكتاب وغسلها، وصيد القوس والكلب المعلم وغير...
- 2 إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل
- 3 إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل
- 4 إذا علمت أن سهمك قتله ولم تر فيه أثر سبع...
- 5 كل مما أمسكت عليك كلابك المكلبة
- 6 إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل
- 7 ما أصاب بحده فكله وما أصاب بعرضه فهو وقيذ
- 8 إذا أرسلت كلبك فخالطته أكلب لم تسم فلا تأكل
- 9 إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك وقتل فكل
- 10 يأكل إن شاء إذا وجد سهمه في الصيد الميت
- 11 إذا رميت بسهمك فغاب عنك فأدركته فكله ما لم ينتن
- 12 إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله
- 13 إذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل
- 14 نهى رسول الله ﷺ عن الخذف
- 15 نهى رسول الله ﷺ أن تصبر البهائم
- 16 من فعل هذا؟ إن النبي ﷺ لعن من فعل هذا
- 17 نهى النبي ﷺ عن صبر البهائم للقتل
- 18 من لعن من مثّل بالبهائم
- 19 لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضًا
- 20 لا تقتلوا شيئًا من الدواب صبرًا
- 21 لا تمثلوا بالبهائم
- 22 من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
- 23 لعن الله من ذبح لغير الله ومن سرق منار الأرض
- 24 إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا...
- 25 لا عقر في الإسلام
- 26 نهى رسول الله ﷺ عن معاقرة الأعراب
- 27 أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل
- 28 ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم أكلتموه
- 29 سموا عليه أنتم وكلوه
- 30 أصبت جرابا من شحم يوم خيبر
- 31 أهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم
- 32 يا عائشة! إني أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر
- 33 دعا يهودي النبي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه
- 34 ذبح الشاة بحجر وأمر النبي بأكلها
- 35 ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل
- 36 أصّدتُ أرنبين فذبحتهما بمروةٍ فأمرني بأكلهما
- 37 أخذ وتدًا فوجأ به في لبّتها حتى أُهريق دمُها
- 38 أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله
- 39 ذكاة الشاة الحامل
- 40 النبي ﷺ يسلخ الشاة ويصلي بلا وضوء
- 41 ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع
معلومات عن حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
📜 حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








