حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التذكية بكلِّ شيء حادٍّ إذا أنهر الدم غير السن والظُفر وسائر العظام

عن رافع بن خديج أنه قال: يا رسول الله! ليس لنا مدى؟ فقال: «ما أنهر الدمَ وذُكرَ اسم الله فكل، ليس الظفر والسن، أما الظفر فمدى الحبشة، وأما السن فعظم». الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٥٠٣) ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٣) كلاهما من طريق شعبة، عن سعيد بن مسروق، عن عَباية بن رفاعة بن رافع، عن جده، فذكره.

عن رافع بن خديج أنه قال: يا رسول الله! ليس لنا مدى؟ فقال: «ما أنهر الدمَ وذُكرَ اسم الله فكل، ليس الظفر والسن، أما الظفر فمدى الحبشة، وأما السن فعظم». الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن أحكام الذكاة والشروط التي تجعل الذبيحة حلالاً لأكلها.

أولاً. شرح المفردات:


● رافع بن خديج: صحابي جليل من الأنصار، كان ممن شهد بيعة العقبة وغزوة بدر.
● ليس لنا مدى: "المدى" هو السكين أو الآلة الحادة التي يُذبح بها. أي يقول: ليس معنا سكين.
● ما أنهر الدم: أي أساله وأجراه.
● وذُكر اسم الله: أي قول "بسم الله" عند الذبح.
● فكل: أي فكلوا تلك الذبيحة فهي حلال.
● ليس الظفر والسن: أي لا تجوز الذكاة بالظفر (مخلب الطائر) أو بالسن (ناب الحيوان أو عظم حاد).
● مدى الحبشة: إشارة إلى أن الحبشة كانوا يستعملون الظفر في الذبح، وهذا فعلٌ غير مشروع.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل رافع بن خديج رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أو غزوة، ولم يكن معهم سكين للذبح، فسأل النبي: كيف نذبح إذا لم نجد السكين؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أي شيء يُمكنه أن يُسيل الدم ويُخرجّه من الحيوان مع التسمية (قول بسم الله) عند الذبح، فإنه يجوز ويحل أكل تلك الذبيحة.
ثم استثنى النبي صلى الله عليه وسلم شيئين لا تجوز بهما الذكاة:
1- الظفر: وهو مخلب الطير أو ما يشبهه من الأشياء الحادة غير المعدنية.
2- السن: وهو العظم أو ناب الحيوان، ويدخل في ذلك أي عظم حاد.
وعلل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن الظفر هو أداة الذبح عند الحبشة (وهم كانوا يعبدون الأصنام في ذلك الوقت، فكأنه يشير إلى أن هذا من فعل أهل الجاهلية)، وأما السن فهو عظم، والعظم له حكم خاص، وقد ورد في أحاديث أخرى النهي عن استخدام العظم في الذبح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز الذبح بكل ما أنهر الدم: سواء كان حجراً حاداً، أو زجاجاً، أو خشبةً حادة، إذا لم يتوفر السكين، بشرط أن يكون الشيء حاداً قاطعاً يُسيل الدم.
2- اشتراط التسمية: فلا بد من قول "بسم الله" عند الذبح، وإلا كانت الذبيحة حراماً، وهذا من أعظم شروط الذكاة.
3- تحريم الذبح بالظفر أو السن: وهذا يشمل أي شيء غير حاد مصنوع للقطع كالسكين، مثل استخدام الأظافر أو الأنياب أو العظام.
4- التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، وهذا الحديث من أعظم الأدلة على ذلك، حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود هو إخراج الدم مع التسمية، وليس شكل الأداة المستخدمة.
5- التشريع مرتبط بالمقاصد: فالمقصود من الذكاة إخراج الدماء التي تضر بالإنسان، وإزالة الحياة بطريقة رحمة، وليس التعنت في شكل الأداة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب الذكاة، ويعمل به جمهور العلماء.
- ذهب العلماء إلى أن الآلة يجب أن تكون حادة حتى لا تُعذب الذبيحة.
- إذا ذبح المسلم بغير السكين بسبب عدم توفرها، ثم وجدها بعد الذبح، فذبيحته حلال ولا إثم عليه.
- الحديث يدل على أن الذكاة لا تصح بما له نفس، كالسن والظفر، لأنه جزء من حيوان، وفيه أيضاً إشارة إلى النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٥٠٣) ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٣) كلاهما من طريق شعبة، عن سعيد بن مسروق، عن عَباية بن رفاعة بن رافع، عن جده، فذكره.
والسياق للبخاري ولم يذكر مسلم لفظه كاملًا وإنما أحاله على اللفظ الذي قبله.
ووقع في مطبوعة سنن أبي داود (٢٨٢١) بعد قوله: «ليس معنا مدي» زيادة: «أفنذبح بالمروة
وشقة العصا؟ «، والظاهر أنها مدرجة من بعض النساخ ولذلك لم يذكرها المنذري في تهذيبه (٢٧٠٣) ولا البيهقي الذي أخرجه من طريق أبي داود.
قال النووي: «وفي هذا الحديث تصريح بجواز الذبح بكل محدَّدٍ يقطع إلا الظفر، والسنَّ، وسائر العظام، فيدخل في ذلك السيف، والسكين، والسنان، والحجر، والخشب، والزجاج، والقصب، والخزف، والنحاس، وسائر الأشياء المحدَّدة، فكلها تحصل بها الذكاة». شرح صحيح مسلم (١٣/ ١٢٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

  • 📜 حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب