حديث: هذا لك وهذا لي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في هدايا العمال

عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي ﷺ رجلا من بني أسد يقال له: ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي لي فقام النبي ﷺ على المنبر، قال سفيان أيضًا: فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك، وهذا لي! فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدي له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر»، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، «ألا هل بلغت؟» ثلاثًا.

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٧٤)، ومسلم في الإمارة (١٨٣٢: ٢٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري أنه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال .

عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي ﷺ رجلا من بني أسد يقال له: ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي لي فقام النبي ﷺ على المنبر، قال سفيان أيضًا: فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك، وهذا لي! فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدي له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر»، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، «ألا هل بلغت؟» ثلاثًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل تحذيراً شديداً لأهل المسؤولية والولاية، وخاصة من يتعاملون مع أموال المسلمين.

الحديث بلفظ آخر واضح:


عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الأَسْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللَّتَبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا لِي! فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعِرُ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، يَقُولُ: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ثَلَاثًا.
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● ابن الأتبية: هو الرجل الذي وُلي على جمع الصدقات، وقيل اسمه الحارث بن عمرو، و"الأتبية" لقب لأمه.
● على صدقة: أي ولاه على جمع زكاة المسلمين من منطقة ما.
● هذا لكم: أي هذا المال هو زكاة المسلمين التي جمعتها لبيت المال.
● وهذا أهدي لي: ادعى أن هذا جزء آخر قد أُهدي له شخصياً (وهي حيلة للاستيلاء على المال).
● له رغاء: صوت البعير.
● لها خوار: صوت البقرة.
● تيعر: صوت الشاة (ثغاءها).
● عفرتي إبطيه: بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث الموقف بوضوح:
- قام النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين رجل (ابن الأتبية) ليكون عاملاً له يجمع زكاة المسلمين من إحدى القبائل.
- عند عودته، افترق عن الأمانة، فجعل المال قسمين: قسمًا قال إنه زكاة للمسلمين (هذا لكم)، وقسمًا آخر ادعى أنه هدية شخصية له (وهذا أهدي لي).
- هنا، لم يصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه يعلم أن هذه "الهدية" ما هي إلا رشوة مغلفة بغلاف الهبة، فلو كان عاملاً عادياً لم يكن ليهدى له.
- غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً لله، وصعد المنبر – وهو مكان إعلان الأمور المهمة – وخطب في الناس.
- استنكر عليه هذا الفعل بقوله: «ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لكم، وهذا لي!» أي: ما شأنه وما حجته في هذا التصرف الخائن؟
- ثم بين له ولغيره أن الهدية في هذه الحالة ليست هدية حقيقية، بل هي غلول وخيانة، فقال: «فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدي له أم لا؟» أي: لو كان غير عامل، لكانت الهدية مقبولة، أما وهو في منصبه فهي رشوة محرمة.
- ثم أقسم بالله قسماً مؤكداً على خطورة هذا الفعل وعاقبته في الآخرة، فقال: «والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته».
- وصور هذا المشهد الرهيب يوم القيامة، حيث يحمل هذا الخائن ما أخذه على شكل بهائم تثقل ظهره وتفضحه، سواء كان بعيراً أو بقرة أو شاة، كلها تصيح وتنادي عليه بخيانته.
- ثم رفع يديه الكريمتين إلى السماء – حتى رأى الصحابة بياض إبطيه – دلالة على المبالغة في الاستعطاف والتأكيد على عظمة الموقف، وختم بقوله: «ألا هل بلغت؟» ثلاث مرات، تأكيداً للتبليغ وقطعاً للعذر.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الغلول (خيانة الأمانة):尤其 أموال المسلمين العامة، كالزكاة والفيء وغيرها، فهي أشد تحريماً.
2- الهدايا للعُمَّال والولاة رشوة: إذا كان الدافع لمنحها هو استغلال المنصب أو الحصول على ميزة، فهي محرمة وتعد من السحت.
3- المسؤولية عظيمة: من يتولى منصباً عاماً فهو أمانة، وسيحاسب عليه يوم القيامة أشد الحساب.
4- الوعيد الشديد للخائنين: الحديث يصور عقوبة أخروية مهولة لمن يخون الأمانة، حيث يحمل ما أخذه على رقبته يوم القيامة.
5- غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أموال المسلمين: لم يسكت عن هذه المخالفة،
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧١٧٤)، ومسلم في الإمارة (١٨٣٢: ٢٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري أنه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال .. فذكره. والسياق للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا لك وهذا لي

  • 📜 حديث: هذا لك وهذا لي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا لك وهذا لي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا لك وهذا لي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا لك وهذا لي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب