حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أجرة العمال

عن عبد الله بن السعدي: أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلي
فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أفراسا وأعبدًا وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ: «خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك».

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٦٣) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد - ابن أخت نمر - أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره .

عن عبد الله بن السعدي: أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلي
فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أفراسا وأعبدًا وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ: «خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن عبد الله بن السعدي: أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلي. فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أفراسا وأعبدًا وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ: «خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك».

شرح المفردات:


● تلي من أعمال الناس أعمالا: أي تتولى وظائف أو أعمالاً للإدارة أو الجباية.
● العمالة: الأجر أو الرزق الذي يعطى للعامل مقابل عمله.
● كرهتها: أي رفضتها أو لم ترغب في أخذها.
● أفراسا: خيولاً.
● أعبدًا: عبيداً أو خدمًا.
● تموله: أي اجعله مالاً لك وتصرف فيه.
● غير مشرف: غير طامع أو متطلع إليه بشره.
● ولا سائل: لا تطلبه بنفسك أو تسأل عنه.
● لا تتبعه نفسك: لا تطلبه أو تتشوق إليه.

شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن السعدي أنه ذهب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة خلافته، فسأله عمر: أبلغني أنك تتولى بعض الأعمال (كالجابي أو العامل)، وعندما يعطونك أجرك ترفضه؟ فأجاب ابن السعدي: نعم. فسأله عمر: لماذا تفعل ذلك؟ فأخبره أنه يملك خيولاً وعبيداً وهو في حالة ميسورة، ويريد أن يجعل أجره صدقة للمسلمين. هنا نصحه عمر بعدم فعل ذلك، وذكر له قصة من حياته: كان عمر يريد نفس ما يريده ابن السعدي (أي التصدق بالأجر)، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيه عطاءً (مثل نصيب من الغنيمة أو مال عام)، فكان عمر يرفض ويقول: أعطه من هو أفقر مني. حتى مرة أعطاه النبي مالاً، فرفضه عمر قائلاً: أعطه أفقر مني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "خذه واجعله ملكاً لك، ثم تصدق به إذا شئت. وما أتاك من هذا المال (الشرعي) وأنت لا تطمع فيه ولا تطلبه، فخذه، وإذا كنت تشتهيه فلا تتبعه نفسك (أي لا تأخذه إذا كان قلبك متعلقاً به)".

الدروس المستفادة:


1- جواز أخذ الأجر من العمل العام: الحديث يدل على مشروعية أخذ الراتب أو العطاء من بيت المال مقابل العمل في خدمة المسلمين، ما دام العمل خالصاً لله.
2- التوازن بين الزهد والكسب الحلال: لا ينبغي للمسلم أن يرفض الرزق الحلال بدعوى الزهد، بل يأخذه ويستعمله في الخير.
3- الأمر بالتصدق من المال الحلال: يشير الحديث إلى فضيلة التصدق من المال المكتسب بطريقة شرعية.
4- نقاء القلب وعدم الشره للمال: يشترط لأخذ العطاء ألا يكون القلب مشرفاً (طامعاً) له، ولا يكون الإنسان سائلاً (طالباً) له بنفسه.
5- حكمة عمر واتباعه للسنة: عمر رضي الله عنه لم يخترع رأياً من عنده، بل نقل تجربته مع النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم ابن السعدي السنة الصحيحة.
6- رفض الإسراف في التنسك: بعض الناس قد يبالغ في الزهد حتى يرفض الحلال، وهذا خلاف الهدي النبوي.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في موضوع "أخذ الأجر على العمل العام"، ويستدل به الفقهاء على جواز أخذ الرواتب من الدولة.
- فيه توجيه نبوي ذكي: بدلاً من رفض المال، خذه ثم تصدق به، فهذا أفضل لأنك تتحكم في توزيعه على المحتاجين.
- العبرة بنقاء القلب وعدم التعلق بالمال، وليس بمجرد رفضه.
- القصة تظهر حرص الصحابة على تطبيق السنة بدقة، وحرصهم على تعليم بعضهم البعض.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧١٦٣) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد - ابن أخت نمر - أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره .. فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٤٥: ١١٢) من طريق ليث، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي المالكي أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة فلما فرغت منها، وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت: إنما عملت الله وأجري على الله فقال: خذ ما أعطيت، فإني عملت على عهد رسول الله ﷺ فعملني، فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله ﷺ: «إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل فكل وتصدق».
ثم رواه من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن ابن السعدي أنه قال: «استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة» بمثل حديث الليث. فقال: «عن ابن السعدي».
قال الحافظ في الفتح (١٣/ ١٥١): «وهو المحفوظ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 120 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

  • 📜 حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب