حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يجوز للعامل أن يخالف أمر الإمام

وعن عقبة بن مالك قال: بعث النبي ﷺ سرية، فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله ﷺ قال: «أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري».

حسن: رواه أبو داود (٢٦٢٧)، وأحمد (١٧٠٠٧) وصححه ابن حبان (٤٧٤٠)، والحاكم (٢/ ١١٤ - ١١٥) كلهم من طريق سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، عن عقبة بن مالك - وكان من رهطه - قال .

وعن عقبة بن مالك قال: بعث النبي ﷺ سرية، فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله ﷺ قال: «أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه دروس عظيمة في القيادة والإدارة والمسؤولية.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● سرية: جماعة من الجيش يبلغون نحو الخمسة إلى الأربعمائة، تُبعث لأمر خاص من غزو أو استكشاف.
● سلحت رجلاً: أي أعطيته سلاحاً (سيفاً) وجعلته في موقف القيادة أو المسؤولية.
● لم يمض لأمري: لم ينفذ ما أمرته به، تردد أو قصر في التنفيذ.
● أعجزتم: هل عجزتم؟ استفهام توبيخي على صيغة التعجب.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عقبة بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية (فرقة عسكرية) لأداء مهمة معينة. وكان من بين أفراد هذه السرية رجلٌ أعطوه سلاحاً وجعلوه في موقع مسؤولية (ربما جعلوه قائداً أو أميراً عليهم، أو كلفوه بمهمة خاصة تتطلب شجاعة وحزماً).
فلما عادت السرية وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، وبخهم النبي صلى الله عليه وسلم توبيخاً شديداً، وقال لهم معاتباً: «أعجزتم إذ بعثت رجلاً منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري».
ومعنى كلامه صلى الله عليه وسلم: كيف عجزتم وقصرتم في حقي؟! عندما رأيتم أن الرجل الذي عينته لكم (أو الذي اخترتموه من بينكم) قد تردد أو تقاعس عن تنفيذ أمري، كان الواجب عليكم أن تعزلوه فوراً وتستبدلوه برجل آخر جريء وحازم ينفذ الأمر ولا يتردد.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب تنفيذ أوامر القيادة الشرعية: الحديث يؤكد على أهمية طاعة ولي الأمر في المعروف، وأن التردد أو التقاعس في تنفيذ أوامره – خاصة في الأمور المصيرية كالجهاد – أمرٌ غير مقبول.
2- المسؤولية الجماعية: التوبيخ لم يكن موجهاً للرجل المقصر فقط، بل إلى الجميع لأنهم سكتوا عن تقصيره ولم يتخذوا الإجراء المناسب. هذا يعلمنا أن السكوت عن الخطأ مشاركة فيه، وأن على الجميع النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3- الحكمة في القيادة والإدارة: النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أمته أن من أسس القيادة الناجحة: "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". فإذا تبين أن الشخص غير مناسب للمهمة، يجب تغييره فوراً بمن هو أكفأ وأقدر على تنفيذ المهمة، حفظاً للمصلحة العامة وعدم إضاعة الوقت والجهد.
4- الشجاعة في تحمل المسؤولية: المطلوب من القائد أو المسؤول أن يكون حازماً جريئاً، يمتلك روح المبادرة والعزيمة، لا أن يكون متردداً ضعيفاً يفسد المهمة.
5- النقد البناء والتقييم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يوبخهم إلا بعد عودتهم وانتهاء المهمة، وهذا من أدب التقييم، حيث يكون في وقته ومكانه المناسبين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في جملة قصيرة قاعدة عظيمة في الإدارة والقيادة.
- يستدل به العلماء على وجوب نصح ولاة الأمور، وعزل من يظهر منه incompetence (عدم الكفاءة) أو تقصير يضر بالمصلحة العامة.
- فيه إشارة إلى أن الأمة يجب ألا تكون عاجزة عن إيجاد البديل الكفء عند الحاجة.
أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٢٧)، وأحمد (١٧٠٠٧) وصححه ابن حبان (٤٧٤٠)، والحاكم (٢/ ١١٤ - ١١٥) كلهم من طريق سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، عن عقبة بن مالك - وكان من رهطه - قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشر بن عاصم الليثي؛ فإنه حسن الحديث. روى عنه جمع وقد ذكر المزي في ترجمته أن النسائي وثقه، وتبعه الذهبي في الميزان.
وصحّح حديثه هذا ابن حزم في المحلي (٩/ ٣٦٢).
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: بشر بن عاصم لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي.
وقوله: «سلحته» أي أعطيته سلاحا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 118 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

  • 📜 حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب