حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حِجاج آدم وموسى ﵉

عن عمر بن الخطّاب، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «التقى آدمُ وموسى، فقال موسى: أنتَ الذي خلق اللَّه بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، وأمرك بأمر فعصيته، فأخرجتنا من الجنّة؟ فقال له آدم: قد أتاك اللَّهُ التّوراة، فهل وجدتَ فيها: كتب عليَّ الذّنب قبل أن أعمله؟ قال: نعم. قال: فحجَّ آدمُ موسى، فحجّ آدم موسى عليهما السلام».

حسن: رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢) عن أحمد بن عبدة الضّبيّ، قال: أخبرنا حمّاد ابن زيد، عن مطر الورّاق، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: «لما تكلّم معبد الجهني في القدر» فذكر الحديث بطوله.

عن عمر بن الخطّاب، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «التقى آدمُ وموسى، فقال موسى: أنتَ الذي خلق اللَّه بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، وأمرك بأمر فعصيته، فأخرجتنا من الجنّة؟ فقال له آدم: قد أتاك اللَّهُ التّوراة، فهل وجدتَ فيها: كتب عليَّ الذّنب قبل أن أعمله؟ قال: نعم. قال: فحجَّ آدمُ موسى، فحجّ آدم موسى ﵉».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الشريف:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «التقى آدمُ وموسى، فقال موسى: أنتَ الذي خلق اللَّه بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، وأمرك بأمر فعصيته، فأخرجتنا من الجنّة؟ فقال له آدم: قد أتاك اللَّهُ التّوراة، فهل وجدتَ فيها: كتب عليَّ الذّنب قبل أن أعمله؟ قال: نعم. قال: فحجَّ آدمُ موسى، فحجّ آدم موسى».


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● خلق الله بيده: أي أن الله تعالى خلق آدم مباشرة بقدرته ومشيئته، من غير واسطة، مما يدل على تكريمه وتعظيمه.
● أسجد لك ملائكته: أمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً وتكريماً له.
● نفخ فيك من روحه: نفخ الله فيه الروح التي هي من خلقه، وإضافة الروح إليه تعالى إضافة تشريف وتكريم، كما يقال "بيت الله" تعظيماً له.
● عصيته: خالفت أمره تعالى بعدم الأكل من الشجرة.
● فحج آدم موسى: الحجّ هنا بمعنى الغلبة في الحجة والمناظرة، أي أن آدم قد غلب موسى بالحجة وأفحمه.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن لقاء حدث بين أبي البشر آدم عليه السلام، ونبي الله موسى عليه السلام، حيث احتج موسى على آدم بأن معصيته وأكله من الشجرة كانت سبباً في إخراج ذريته من الجنة إلى الأرض. فرد عليه آدم بحجة دامغة وهي أن الله قد قدر ذلك وقضاه وكتبه عليه قبل خلقه، وقد وجد موسى هذا مكتوباً في التوراة، فاعترف بذلك. فبهذه الحجة غلب آدم موسى في المحاجة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● إثبات قدرة الله المطلقة ومشيئته النافذة: فكل شيء بقضاء الله وقدره، وقد كتب الله المقادير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
● الحكمة من وقوع المعصية من آدم: فيها بيان لحكمة الله تعالى، وأنها كانت سبباً في هبوط البشرية إلى الأرض لتعميرها وعبادة الله فيها، وليكون فيها الابتلاء والامتحان.
● الأدب مع الأنبياء عليهم السلام: رغم أن موسى عليه السلام كان يعاتب آدم، إلا أن هذا كان في إطار المناظرة والحجة لإظهار الحق، وليس على سبيل الانتقاص أو التقليل من شأنه، فهم جميعاً أنبياء معصومون عن الكبائر.
● قبول الحق والاعتراف به: حيث اعترف موسى عليه السلام بالحجة عندما تبينت له، وهذا من شيمة الأنبياء والعلماء.
● الرد على القدرية: الذين ينكرون القدر، فالحديث حجة دامغة على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، مقدرة منه سبحانه، مع أن العبد له إرادة واختيار، وهو محاسب على عمله.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالإيمان بالقدر.
- المقصود بـ "كتب علي الذنب قبل أن أعمله" أي في اللوح المحفوظ، كما جاء في حديث: «كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ».
- لا تعارض بين ثبوت القدر ومسؤولية العبد عن فعله، فالله خالق أفعال العباد، والعبد هو الفاعل لها حقيقةً بالاختيار، وهو المحاسب عليها.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢) عن أحمد بن عبدة الضّبيّ، قال: أخبرنا حمّاد ابن زيد، عن مطر الورّاق، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: «لما تكلّم معبد الجهني في القدر» فذكر الحديث بطوله.
قال ابن خزيمة: قد أمليته في «كتاب الإيمان» وفي الخبر قال عبد اللَّه بن عمر، حدّثني عمر بن الخطّاب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في مطر الورَّاق غير أنه حسن الحديث.
وهذا الإسناد ساقه مسلم في كتاب الإيمان (٨: ٢) ولم يذكر لفظه، وإنّما أحال على حديث كهمس، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد اللَّه بن عمر، عن عمر بن الخطّاب، قال: «بينا نحن عند رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، إذ طلع علينا رجلُ شديد بياض الثّياب. . .» فذكر حديث جبريل.
قال مسلم: وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف. فلعلَّه يقصد هذه الزّيادة التي ذكرها ابن خزيمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1038 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

  • 📜 حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آدم يحاجج موسى: كتب علي الذنب قبل أن أعمله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب