حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حِجاج آدم وموسى ﵉

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «تحاجَّ آدمُ وموسى، فحجَّ آدمُ موسى. قال له موسى: أنت آدم الذي أغويتَ النَّاسَ وأخرجتهم من الجنّة؟ ! فقال له آدمُ: أنت موسى الذي أعطاك اللَّه علمَ كلِّ شيء، واصطفاك على النّاس برسالته؟ قال: نعم. قال: أفتلومني على أمر قد قدِّر عليَّ قبل أن أُخلق».

صحيح: رواه مالك في القدر (١) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «تحاجَّ آدمُ وموسى، فحجَّ آدمُ موسى. قال له موسى: أنت آدم الذي أغويتَ النَّاسَ وأخرجتهم من الجنّة؟ ! فقال له آدمُ: أنت موسى الذي أعطاك اللَّه علمَ كلِّ شيء، واصطفاك على النّاس برسالته؟ قال: نعم. قال: أفتلومني على أمر قد قدِّر عليَّ قبل أن أُخلق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نعلم. هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● تحاجَّ: أي تخاصم وتناظر واحتج كل منهما على الآخر.
● حجَّ آدمُ موسى: أي غلبه آدم في الحجة والمناظرة.
● أغويتَ النَّاسَ: أي بسبب معصيتك وسقوطك في المعصية خرج ذريتك من الجنة.
● قدِّر عليَّ: أي كتبه الله وقضاه عليَّ في الأزل.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك محاورة جرت بين نبيين كريمين من أولي العزم من الرسل، هما آدم وموسى عليهما السلام. فبدأ موسى عليه السلام باللوم لآدم عليه السلام على أنه بسبب معصيته لأمر الله وأكله من الشجرة، أخرج ذريته من الجنة. فرد عليه آدم عليه السلام بحجة قوية غلبه بها، وهي أن الله تعالى قد قدر ذلك عليه وقضاه في الأزل قبل أن يخلقه، فكيف يلومه على أمر قد سبق في علم الله وقدره؟

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات قدرة الله تعالى وعلمه الأزلي: فالأمور تجري بقضاء الله وقدره، وعلمه سبحانه محيط بكل شيء قبل وقوعه.
2- الرد على من أنكر القدر: فالحجة التي احتج بها آدم على موسى هي حجة واضحة في إثبات القدر، وأن الله قد كتب المقادير قبل خلق الخلق.
3- عدم لوم الإنسان على ما قُدر عليه: فلا ينبغي للمرء أن يلوم غيره على أمر قد قدره الله عليه، وإنما يتفهم أن كل شيء بقدر الله.
4- الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله: فآدم عليه السلام لم يحتج بالقدر ليتخلى عن المسؤولية، بل احتج به ليدفع اللوم عن نفسه في أمر قد قضاه الله.
5- أدب الحوار بين الأنبياء: فقد دار الحوار بأدب وهدوء، وانتهى باعتراف موسى عليه السلام بحجة آدم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها أهل السنة على إثبات القدر، وأن الله قد قدر المقادير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
- فيه دليل على أن آدم عليه السلام غلب موسى في الحجة، مما يدل على فضله ومكانته.
- يستفاد منه أن الاعتراف بالحق فضيلة، فقد اعترف موسى عليه السلام بحجة آدم ولم يستمر في الجدال.
- القضاء والقدر لا ينافي المسؤولية الشخصية، فآدم عليه السلام لم يحتج بالقدر إلا بعد أن اعترف بذنبه واستغفر ربه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في القدر (١) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلمٌ في القدر (٢٦٥٢: ١٤) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، بإسناده، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1032 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

  • 📜 حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آدم وموسى يتحاجان فحج آدم موسى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب