حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حِجاج آدم وموسى ﵉

عن أبي هريرة أو أبي سعيد، عن النّبيّ ﷺ قال: «احتجّ آدم وموسى صلى اللَّه عليهما، فقال موسى لآدم: أنت آدم الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه -أحسبه قال: وأمر الملائكة فسجدوا لك- أخرجت ذريَّتَك من الجنّة؟ قال: فتجده عليَّ مكتوبًا؟ قال: نعم، فحجّ آدمُ موسى».

صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٤٨) - عن عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة أو أبي سعيد، عن النّبيّ ﷺ قال: «احتجّ آدم وموسى صلى اللَّه عليهما، فقال موسى لآدم: أنت آدم الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه -أحسبه قال: وأمر الملائكة فسجدوا لك- أخرجت ذريَّتَك من الجنّة؟ قال: فتجده عليَّ مكتوبًا؟ قال: نعم، فحجّ آدمُ موسى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.

نص الحديث:


عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى -صلى اللَّهُ عليهما- فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ -أَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ- أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَتَجِدُهُ عَلَيَّ مَكْتُوبًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».


1. شرح المفردات:


● احْتَجَّ: أي جادل وتناظر وخاصم، والاحتجاج هو إقامة الحجة والبرهان في المناظرة.
● خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ: هذه من صفات الله تعالى كما يليق بجلاله، نؤمن بها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل.
● وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ: أي أن الله تعالى نفخ في جسد آدم من الروح التي هي من خلقه، وإضافة الروح إلى الله إضافة تشريف وتكريم، كما في قوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}.
● أَحْسِبُهُ قَالَ: هذه جملة من الراوي (أبي هريرة) يشك فيها هل ذكر هذا الجزء من الحديث أم لا، وهو من أدب الرواة في نقل ما يتيقنون.
● فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى: أي غلبه آدم في الحجة وانتصر عليه في المناظرة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن مناظرة حدثت بين نبيين كريمين من أولي العزم من الرسل، هما آدم وموسى عليهما السلام. وفي هذه المناظرة، لام موسى عليه السلام أباه آدم على ما حدث منه من الأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، مما نتج عنه خروجه من الجنة وخروج ذريته منها، معترضًا على ذلك بما حباه الله به من التكريم والتشريف (الخلق بيد الله، والنفخ من روحه، وسجود الملائكة له).
فرد عليه آدم عليه السلام بحجة قاطعة، وهي أن هذا الأمر (خطيئته وخروجه من الجنة) كان مقدرًا عليه ومكتوبًا في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق، فلم يكن له مناص من الوقوع فيه. فبهذه الحجة انتصر آدم على موسى في المناظرة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات صفة اليد لله تعالى: الحديث من الأدلة على إثبات صفة اليد لله تعالى كما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تعطيل، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
2- عظمة قدرة الله وبديع صنعه: في خلق آدم بيده ونفخ الروح فيه، مما يدل على تكريم الله للإنسان وتفضيله.
3- الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو أصل من أصول الإيمان الستة. فالحجة الفاصلة التي حج بها آدم كانت بالإيمان بالقدر السابق، وأن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا بد أن يقع.
4- الرد على القدرية (منكري القدر): الحديث حجة قاطعة على بطلان قول من ينكر القدر، أو يقول إن العبد يخلق فعل نفسه، فإن آدم احتج بالقدر السابق.
5- الأدب في الحوار والمناظرة: رغم أن موسى كان يعاتب آدم، إلا أن الحوار تم بأدب وبدون تجريح، وهذا أدب الأنبياء في حوارهم.
6- الاعتراف بالحق والانصياع له: حيث انتهت المناظرة باعتراف موسى بحجة آدم وانتظامها، وهذا من شيم الكبار.
7- أن المعصية لا تنقص من مكانة النبي: فآدم عليه السلام قد أذنب ولكن تاب فتاب الله عليه، ولم تنقص معصيته من منزلته كنبى، بل هي عبرة لذريته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث في الصحيحين: هذا الحديث رواه الإمام البخاري (رقم 6614) ومسلم (رقم 2652) في صحيحيهما، مما يدل على صحته وعلو درجته.
● معنى "حج آدم موسى": أي غلبه بالحجة، فآدم عليه السلام لم يرد على لوم موسى بالإنكار، بل بسؤال استنكاري يفيد أن هذا كان مقدرًا عليه، فسكت موسى لأنه يعلم أن القدر حجة قاطعة.
● العبرة من المناظرة: ليست لإثبات تفاضل بين النبيين، فكلاهما في أعلى مراتب الأنبياء، ولكن للعبرة والعظة في إثبات حقيقة القدر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٤٨) - عن عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد، فذكر الحديث.
هكذا شكّ فيه أبو معاوية، ورواه غيره عن الأعمش، عن أبي صالح بدون شكّ بأنه من مسند أبي هريرة.
كما رواه الفضل بن موسى، عن الأعمش بدون شك بأنه من مسند أبي سعيد، كما سيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1036 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

  • 📜 حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجت ذريتك من الجنة فتجده علي مكتوبا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب