حديث: الطير تجري بقدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كلّ شيء بقدر

عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلت: يا أمّتاه، حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول اللَّه ﷺ، فقالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «الطّير تجري بقدر». وكان يعجبُه الفأل الحسن.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٥٩٧٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث
حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.

عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلت: يا أمّتاه، حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول اللَّه ﷺ، فقالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «الطّير تجري بقدر». وكان يعجبُه الفأل الحسن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النموذجي الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن أبي بردة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي بردة قال: أتيتُ عائشة، فقلت: يا أمّتاه، حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول اللَّه ﷺ، فقالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «الطّير تجري بقدر». وكان يعجبُه الفأل الحسن.


1. شرح المفردات:


● الطير: هنا يُقصد به الطيور التي كانت العرب تتشاءم بها، حيث كانوا في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر مهم ينظر إلى طير يطير، فإن طار يمينًا تفاءل، وإن طار شمالًا تشاءم.
● تجري بقدر: أي تسير وتطير بمشيئة الله تعالى وتقديره، وليست مستقلة بنفسها أو مؤثرة بذاتها.
● الفأل الحسن: هو الكلمة الطيبة أو الاسم الحسن أو ما يُسمعه الإنسان فيتفاءل به خيرًا، وهو ضد التطير (التشاؤم).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن الطيور وغيرها من المخلوقات لا تأثير لها في جلب النفع أو الضرر، بل هي مسخرة بقدر الله ومشيئته. فالتشاؤم بالطير أو بغيره من الأمور هو من أفعال الجاهلية التي جاء الإسلام لمحوه. وفي المقابل، كان النبي ﷺ يحب الفأل الحسن، وهو التفاؤل بالكلمات الطيبة والأمور الحسنة، لأن ذلك يعكس ثقة المسلم بربه وتوكله عليه.


3. الدروس المستفادة:


● إبطال الشرك والخُرافة: الحديث ينهى عن الاعتقاد في تأثير الطيور أو غيرها في القدر، وهو إبطال لما كان عليه أهل الجاهلية من التطير والتشاؤم.
● التفاؤل والثقة بالله: حب النبي ﷺ للفأل الحسن يدل على استحباب التفاؤل وطلب الخير، مع اليقين بأن كل شيء بقدر الله.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: المسلم يتفاءل ويأخذ بالأسباب، لكن قلبه معلق بالله وحده، لا بالمخلوقات أو الظواهر.
● الفرق بين الفأل والتطير: الفأل من الثقة بالله والتفاؤل بخيره، أما التطير فهو سوء ظن بالله واعتقاد في تأثير غير الله.


4. معلومات إضافية:


- رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حديث صحيح بشواهده.
- الفأل الحسن يكون بكلمة طيبة يسمعها المسلم، أو اسم حسن، أو منظر يعجبه، فيتفاءل به دون أن يعتقد أنه سبب مستقل، بل يذكر الله ويستخيره.
- كان النبي ﷺ يعجبه الفأل في الأمور كلها، كما في الحديث الآخر: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة».
- هذا الحديث يدخل في باب التوحيد والإيمان بالقدر، حيث أن كل شيء بقضاء الله وقدره.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الظن به والتفاؤل بدينه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥٩٧٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث
حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.
قال البزّار: «لا نعلم رواه إلَّا عائشة، ولا له إلّا هذا الإسناد».
وصحّحه ابنُ حبان (٥٨٢٤)، والحاكم (١/ ٣٢) وقال: «قد احتجّ الشّيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة، والذي عندي أنّهما لم يهملاه بجرح ولا بضعف، بل لقلّة حديثه، فإنّه عزيز الحديث جدًّا».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإنّ يوسف هذا روى له اثنان، وذكره ابنُ حبان في «الثقات» (٧/ ٦٣٨)، ووثّقه العجليّ، وصحّح حديثه ابنُ خزيمة، وقال الذّهبي في «الكاشف»: «ثقة». فمن المحتمل أن يكون حسن الحديث.
وأمّا قول البزّار: «ولا له إلّا هذا الإسناد».
فهو متعقّب؛ لأنّ الطّحاويّ رواه في «مشكله» (٢/ ٣٤٢) بإسناد آخر عن الرّبيع بن سليمان الأزديّ، ثنا يحيى بن مسلمة بن قعنب، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سعد بن إبراهيم، عن سفيان الثوريّ، عن أبي بردة، قال: «سئلت عائشة: ما كان رسول اللَّه ﷺ يقول في القدر؟ فقالت: كان يقول: «كلّ شيء بقدر». وكان يعجبه الفأل».
وهذا رجال إسناده ثقات غير يحيى بن مسلمة، فقال فيه العقيليّ (٢٠٦٠): «لا يتابع على حديثه، وقد حدَّث بمناكير».
قال الأعظمي: وليس الأمر كما قال، فقد تُوبع يحيى بن مسلمة في الإسناد الأوّل.
تنبيه: إسناد الطّحاويّ اختلف تمامًا في النّسخة المحقّقة (٥/ ١٠١) والأمر يحتاج إلى التأكّد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1046 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الطير تجري بقدر

  • 📜 حديث: الطير تجري بقدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الطير تجري بقدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الطير تجري بقدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الطير تجري بقدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب