التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «التقى آدمُ وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشْقيتَ النَّاسَ، وأخرجْتهم من الجنّة؟ قال له آدم: أنت الذي اصطفاك اللَّه برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم. فوجدتها كُتب عليَّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم. فحجّ آدمُ موسى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٣٦) عن الصّلت بن محمد، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ له.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه حوار جرى بين نبيين كريمين من أولي العزم من الرسل، وهما آدم وموسى عليهما السلام. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:

● أشْقيتَ النَّاسَ: أي جعلتهم يشقون ويتعبون بعد أن كانوا في نعيم الجنة.
● أخرجتهم من الجنّة: أي بسبب معصيتك لأمر الله وأكلك من الشجرة المنهي عنها، أخرجك الله من الجنة ومن بعدك ذريتك.
● اصطفاك اللَّه برسالته: أي اختاره الله وجعله رسولا.
● واصطفاك لنفسه: أي خصه بالمناجاة والكلام مباشرة دون واسطة.
● فحجّ آدمُ موسى: أي غلبه آدم في الحجة وأفحمه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن لقاء جرى بين آدم وموسى عليهما السلام، حيث قال موسى لآدم: "أنت الذي بأمرك ومعصيتك لله شقيت ذريتك وأخرجتهم من الجنة إلى دار التعب والشقاء". فرد عليه آدم قائلاً: "يا موسى، أنت الذي أعطاك الله من الفضائل ما لم يعطه غيرك، فاخترت عليّ بذلك، ولكن هل وجدت في التوراة التي أنزلها الله عليك أن الله قد قدّر عليّ المعصية وخروجي من الجنة قبل أن يخلقني؟" فقال موسى: "نعم". فقال آدم: "فلماذا تلومني على شيء قد قدّره الله وقضاه قبل خلقي؟". فبهذه الحجة غلب آدم موسى عليهما السلام.

3. الدروس المستفادة منه:

● إثبات قدرة الله تعالى وعلمه الأزلي: فالله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، كما في الحديث: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ".
● الرد على القدرية: الذين ينكرون القدر ويقولون إن العبد يخلق فعل نفسه، فها هو آدم يحتج بالقدر السابق على موسى.
● التواضع وعدم العتاب على ما قد قضاه الله: فلا ينبغي للمرء أن يلوم غيره على أمر قدّره الله وقضاه.
● الحكمة في المحاجة: فآدم عليه السلام لم ينكر تقصيره، لكنه بين أن هذا قد قدر عليه، فكانت حجته قوية.
● تفاضل الأنبياء: وهم جميعًا أفضل الخلق، ولكن لكل منهم فضائل، وقد يكون لأحدهم فضيلة لا تكون للآخر.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت القدر، وأن الله قد كتب المقادير قبل خلق الخلق.
- فيه دليل على أن الأنبياء أحياء في برزخهم، وقد يجتمع بعضهم ببعض.
- استدل بعض العلماء به على أن آدم أفضل من موسى، لأنه حجه، والأفضل من غيره لا يغلب في الحجة إلا إذا كان أفضل.
- الحديث يدل على أن العبد لا ينبغي له أن يعترض على قدر الله، بل يؤمن به ويستسلم لأمر الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٣٦) عن الصّلت بن محمد، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ له.
ورواه مسلم في القدر (٢٦٥٢: ١٥) من وجه آخر عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، إِلَّا أنّه لم يسق لفظه، وإنّما أحاله على ما سبق. ولعلّه يقصد به حديث يزيد بن هرمز وعبد الرحمن الأعرج كلاهما عن أبي هريرة، كما سيأتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1033 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

📜 حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التقى آدم وموسى فحج آدم موسى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية