العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

عن ابن مسعود، عن النّبيّ ﷺ، قال: «العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرِّجْلان تزنيان، والفرْجُ يزني».

حسن: رواه الإمام أحمد (٣٩١٢)، وأبو يعلى (٥٣٦٤)، والبزّار -كشف الأستار (١٥٥٠) - كلّهم من طريق همّام بن يحيى العوذيّ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن مسعود، عن النّبيّ ﷺ، قال: «العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرِّجْلان تزنيان، والفرْجُ يزني».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، حديث عظيم الشأن، عميق المعنى، يحمل في طياته دروساً بليغة في تهذيب النفس ومراقبة الله في جميع الأحوال.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● تَزْنِيَانِ: الزنى في الأصل: هو الجماع المحرم. وهنا استعير المعنى ليشمل كل معصية تقع بها الجوارح مخالفةً لحدود الله.
● العَيْنَانِ: هما جارحتا البصر.
● اليَدَانِ: هما جارحتا البطش والعمل.
● الرِّجْلَانِ: هما جارحتا المشي والذهاب.
● الفَرْجُ: هو العضو الخاص بالجماع.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الزنى ليس مقصوراً على فعل الفرج فقط، بل إن الجوارح الأخرى قد تقع في أنواع من الزنى المعنوي، الذي هو في حقيقته خيانة لحدود الله واعتداء على حرماته.
● فزنى العينين: هو النظر المحرم إلى ما حرم الله، من النظر إلى عورات الناس، أو إلى النساء الأجنبيات بشهوة، أو مشاهدة الأفلام والصور الخليعة.
● وزنى اليدين: هو البطش المحرم، كالضرب بغير حق، أو السرقة، أو الكتابة فيما يغضب الله، أو لمس ما حرم الله.
● وزنى الرجلين: هو السير إلى المعاصي، كالمشي إلى أماكن الفسق، أو حضور المجالس التي فيها منكرات.
● وزنى الفرج: هو الجماع المحرم بشتى صوره، وهو أشدها إثماً.
3. الدروس المستفادة والعبر:
● اتساع مفهوم المعصية: يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المعصية ليست في الفعل المحرم فحسب، بل في كل جارحة تساهم في الوقوع فيها أو تؤدي إليها.
● مراقبة الله في جميع الجوارح: يجب على المسلم أن يستشعر مراقبة الله تعالى في كل حركة وسكنة، وفي كل نظرة وخطوة، فلا يستعمل جوارحه إلا في طاعة الله.
● خطورة التهاون بذنوب الجوارح: كثير من الناس يستهينون بذنوب الجوارح كالنظر المحرم أو سماع الغيبة، وهذا الحديث يذكرنا بأن هذه الجوارح ستشهد علينا يوم القيامة بما عملت {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24].
● التربية على الاستقامة الشاملة: الإسلام يريد من المسلم أن يكون مستقيماً في كل أحواله، ظاهراً وباطناً، فلا يغتر بإيمانه إذا كان بعض جوارحه تعصي الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث جزء من حديث أطول رواه البخاري ومسلم، وفيه: (... وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ). أي أن الفرج هو الذي يتحقق به الفعل أو لا، فإما أن يصدق ما فعلته الجوارح من تطلع وشهوة بالوقوع في الفاحشة، أو يكذبها بالامتناع والعفة.
- يستفاد من الحديث الحث على غض البصر، وكف الأذى، وحفظ الخطى، فإن هذه الجوارح قد تقود إلى الفاحشة الكبرى.
- من أعظم ما يعين على حفظ الجوارح: ذكر الله تعالى، ودعاؤه بأن يحفظها، قال تعالى: {وَقل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31].
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٣٩١٢)، وأبو يعلى (٥٣٦٤)، والبزّار -كشف الأستار (١٥٥٠) - كلّهم من طريق همّام بن يحيى العوذيّ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ٢٥٦) وقال: «رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزّار، والطّبراني، وإسنادهما جيِّد».
وفي الباب عن أنس في حديث طويل رواه أبو داود (٤٩٠٤) عن أحمد بن صالح، حدّثنا عبد اللَّه بن وهب، حدّثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عمياء، أنّ سهل بن أبي أمامة، حدّثه أنّه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، فذكر القصّة وفيها: «والعين تزني، والكفّ والقدم واليد واللسان والفرْج يصدِّق ذلك أو يكذّبه».
ورواه أبو يعلى (٣٦٩٤) من طريق عبد اللَّه بن وهب به، وفيه بعض الزّيادات.
وفي الإسناد سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عمياء روى عنه اثنان، ولم يوثقه إلّا ابن حبان، ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» أي عند المتابعة، وإلّا فلين الحديث. ولم أجد له متابعًا.
واعتمد الحافظ الهيثمي على توثيق ابن حبان له فقال في «المجمع» (٦/ ٢٥٦): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصّحيح غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عمياء وهو ثقة». ولم يُشر كعادته إلى رواية أبي داود وإلّا فليس على شرطه.
ثم إنّ لفظ الحديث ليس بمرفوع، إلّا أن يقال: إنّه في حكم الرّفع؛ لأنّ مثل هذا لا يقال بالرّأي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1049 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

📜 حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية