حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر أحاديث القبضتين

عن ابن عمر، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه». قال: فتفرَّق النَّاسُ وهم لا يختلفون في القدر.

صحيح: رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦) عن الحافظ أبي عبد اللَّه، حدّثنا أبو النَّضر الفقيه، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، والحسن بن سفيان، قالا: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن أيوب وإسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه». قال: فتفرَّق النَّاسُ وهم لا يختلفون في القدر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديثٌ له قصةٌ وسببٌ يوضح معناه، وشرحه كالتالي:

1. شرح المفردات:


● «هَؤُلَاءِ»: ضمير يشير إلى جماعة من الناس.
● «لِهَذِهِ»: أي لهذه الطائفة أو لهذا الفريق.
● «فتفرق الناس»: أي انصرفوا بعد المجادلة.
● «وهم لا يختلفون في القدر»: أي أنهم انصرفوا وهم متفقون على عقيدة واحدة في مسألة القدر، لم يحصل بينهم خلاف فيها.

2. سبب ورود الحديث والسياق:


يروى أن هذا الحديث جاء في سياق مناظرة وحوار جرى بين الصحابة رضي الله عنهم في مسألة القدر، وهي من مسائل الغيب والعقيدة المهمة.
فقد اجتمع نفر من الصحابة، منهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وغيرهما، فتذاكروا أمر القدر، فتناقشوا فيه. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبر مناقشتهم، غضب حتى احمرّت وجنتاه، وقال: «أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر!»، ثم قال: «هَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ» أي: كأنه يرشدهم إلى أن المسائل الغيبية يجب أن تُؤخذ كما جاءت، دون تعمقٍ وجدالٍ يفضي إلى الفرقة.

3. المعنى الإجمالي للحديث:


معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «هَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ» هو توجيهٌ للصحابة بعدم الخوض والجدال في مسائل القدر بما يؤدي إلى التفرق والاختلاف. فهو يحذرهم من الانشغال بالجدال العقيم الذي لا طائل تحته، ويوجههم إلى الاتفاق على أصل العقيدة والإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
وقوله: «فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر» يعني أن الصحابة فهموا التوجيه النبوي، فانصرفوا وهم متفقون على الإيمان بالقدر، دون خوض في التفاصيل التي تؤدي إلى الشقاق.

4. الدروس المستفادة والعبر:


● تحذير النبي ﷺ من الخوض في مسائل القدر بالجدال: لأن ذلك مدعاة للفرقة والهلاك، كما حدث للأمم السابقة.
● وجوب الإيمان بالقدر من غير تعمقٍ في كيفيته: فالقدر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت في النصوص، دون محاولة تعليلها أو الخوض في تفاصيلها بما لم يأذن به الله.
● الحفاظ على وحدة الصف وعدم التفرق: فقد وجههم النبي إلى تجنب الجدال الذي يسبب الخلاف، والحفاظ على الاتفاق في أصول العقيدة.
● الأخذ بالدين من غير تشديد ولا غلو: فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشد إلى الاعتدال وعدم التعمق في المسائل التي قد تخرج عن حدود الشرع.

5. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على عقيدة أهل السنة والجماعة في القدر، وهي الإيمان بأن الله تعالى قد قدّر كل شيء وكتبه في اللوح المحفوظ، وأنه لا يجوز الاعتراض على قدره، بل يجب الرضا والتسليم.
- ينبغي للمسلم أن يكون حريصاً على وحدة الكلمة وعدم الخوض في المسائل التي تؤدي إلى الفرقة، خاصة في أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله.
- يستفاد منه أيضاً أن العلماء والصحابة كانوا حريصين على فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم، فانصرفوا بعد توجيهه وهم متفقون، وهذا من أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم دينه والعمل به، وأن يجنبنا الجدال والفرقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦) عن الحافظ أبي عبد اللَّه، حدّثنا أبو النَّضر الفقيه، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، والحسن بن سفيان، قالا: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن أيوب وإسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه أيضًا بإسناده السّابق عن النَّضر بن أحمد البغداديّ الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، فذكره بإسناده إِلَّا أنّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «هؤلاء اللجنّة ولا أُبالي، وهؤلاء للنَّار ولا أبالي».
وذكره الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ١٨٦)، وعزاه إلى البزّار والطّبراني في الصّغير وقال: «رجال البزّار رجال الصّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1013 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

  • 📜 حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب