حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله، ووفَّقه للإسلام

عن كُرْز بن علقمة الخزاعيّ، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «أيُّما أهل بيت». وقال في موضع آخر قال: «نعم، أيّما أهل بيت من العرب، أو العجم، أراد اللَّه بهم خيرًا، أدخل عليهم الإسلام». قال: ثم مَهْ؟ قال: «ثم تقع الفتن كأنّها الظُّلَل». قال: كلا واللَّهِ إن شاء اللَّه. قال: «بلى، والذي نفسي بيده، ثم تعودون فيها أساوِدَ صُبًّا يضربُ بعضكم رقاب بعض».

صحيح: رواه أحمد (١٥٩١٧)، والبزّار - كشف الأستار (٣٣٥٣)، والطَّبرانيّ (١٩/ ١٩٨)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٣٧٧) كلّهم من طرق عن سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن كُرْز ابن علقمة الخزاعيّ، فذكره.

عن كُرْز بن علقمة الخزاعيّ، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «أيُّما أهل بيت». وقال في موضع آخر قال: «نعم، أيّما أهل بيت من العرب، أو العجم، أراد اللَّه بهم خيرًا، أدخل عليهم الإسلام». قال: ثم مَهْ؟ قال: «ثم تقع الفتن كأنّها الظُّلَل». قال: كلا واللَّهِ إن شاء اللَّه. قال: «بلى، والذي نفسي بيده، ثم تعودون فيها أساوِدَ صُبًّا يضربُ بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على حرصك على فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث العظيم الذي رواه كُرْز بن علقمة الخزاعي رضي الله عنه، يضع بين أيدينا تصوراً نبويّاً لمستقبل الأمة الإسلامية، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق منهج أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● هل للإسلام من منتهى؟: أي هل هناك نهاية لانتشار الإسلام ودخول الناس فيه؟
● أيُّما أهل بيت: أي أيُّ بيتٍ كان، من أي عائلة أو قبيلة.
● الظُّلَل: جمع ظلة، وهي السحاب أو الشيء الذي يظللك من فوق، وهنا كناية عن كثرة الفتن وانتشارها.
● أساوِدَ صُبًّا: الأسود هو الذئب، و"صُبًّا" يعني في حدة وشراسة وعدد كبير، كأنهم ذئاب متتابعة شرسة.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي يقتل بعضكم بعضاً، إشارة إلى القتال الداخلي والفتن.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بسؤال أحد الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم عن مدى انتشار الإسلام، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام سيصل إلى كل بيت من بيوت العرب والعجم، وأن هذا من علامات الخير الذي يريده الله بهم.
ثم يسأل الرجل عن المرحلة التالية، فيخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ستأتي فتن عظيمة منتشرة كالسحاب تغطي السماء. فيتعجب الصحابي ويقول "كلا والله إن شاء الله" أي يتمنى ألا تحدث، فيؤكد له النبي صلى الله عليه وسلم بقسمه "والذي نفسي بيده" على حتمية وقوع هذه الفتن، وأن الأمة ستعود إلى حالة من الهمجية والوحشية، حيث يقتل المسلم أخاه المسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشارة بانتشار الإسلام: الحديث يعد بانتشار الإسلام في كل بقاع الأرض، وهذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحقق هذا الانتشار عبر التاريخ.
2- تحذير من الفتن: النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من فتن ستأتي، وهي من علامات الساعة الصغرى.
3- الاقتتال الداخلي: من أعظم الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم هي اقتتال المسلمين فيما بينهم، وهذا ما نراه في بعض الأزمنة والأماكن.
4- التسليم لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم: رد الصحابي "كلا والله إن شاء الله" يدل على his hope, but the Prophet's confirmation يعلمنا to believe in all what he tells us, even if it seems hard.
5- الأمل بعد اليأس: رغم قسوة الوصف، إلا أن هذه الأحاديث تذكر دائماً بأن العاقبة للمتقين، وأن هذه الفتن هي امتحان وابتلاء.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الفتن المذكورة في الحديث تشمل الفتن الاعتقادية والسياسية والاجتماعية التي تظهر بين المسلمين.
- من الحكمة من ذكر هذه الفتن: التهيؤ لها، والحذر من الوقوع فيها، والتمسك بالكتاب والسنة عند حدوثها.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٩١٧)، والبزّار - كشف الأستار (٣٣٥٣)، والطَّبرانيّ (١٩/ ١٩٨)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٣٧٧) كلّهم من طرق عن سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن كُرْز ابن علقمة الخزاعيّ، فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه الحاكم (١/ ٣٤) وقال: «ليس له علّة ولم يخرجاه». ثم ذكر قول الدّارقطني في إلزام الشيخين في إخراج هذا الحديث في صحيحيهما.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٣٠٥) وقال: «رواه أحمد والبزّار والطَّبرانيّ بأسانيد، واحدها رجاله رجال الصّحيح».
وقوله: «كلا» لم يقله إنكارًا لذلك؛ وإنّما قاله إظهارًا لمحبّته للإسلام.
وقوله: «أساود» حيّات، جمع أسود.
وقوله: «صُبًّا» بضم وتشديد - أي كأنَّهم حيَّات مصبوبة على النَّاس من السّماء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1028 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

  • 📜 حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما أهل بيت أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب