حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتّى

عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتي: فمنهم من يولد مؤمنًا، ويحيا مؤمنًا، ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا، ويحيا كافرًا، ويموت كافرًا. ومنهم من يولد مؤمنًا، ويحيى مؤمنًا، ويموت كافرًا. ومنهم من يولد كافرًا، ويحيا كافرًا، ويموت مؤمنًا».

صحيح: رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٩٧ - ٢٩٨) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتي: فمنهم من يولد مؤمنًا، ويحيا مؤمنًا، ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا، ويحيا كافرًا، ويموت كافرًا. ومنهم من يولد مؤمنًا، ويحيى مؤمنًا، ويموت كافرًا. ومنهم من يولد كافرًا، ويحيا كافرًا، ويموت مؤمنًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى: فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَا مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا. وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَى مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا. وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا».


أولاً. شرح المفردات:


● بني آدم: المقصود بهم البشر، أبناء النبي آدم عليه السلام.
● طَبَقَاتٍ شَتَّى: أصنافًا وأحوالاً مختلفة ومتفرقة. (شتى: جمع شتيت، أي متفرق ومختلف).
● يُولَدُ: حالة الإنسان عند ولادته.
● يَحْيَا: حاله خلال حياته.
● يَمُوتُ: حاله عند نهاية عمره ووفاته.


ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن الناس لا يسيرون على نمط واحد في الإيمان والكفر، بل هم أصناف مختلفة في أصل خلقتهم ومصيرهم بحسب علم الله الأزلي وقضائه وقدره، الذي لا يخرج عنه أحد. وهو حديث يوضح أنواع المصائر البشرية من حيث بداية الحياة ونهايتها، مبنيًا على علم الله السابق وإرادته النافذة، مع التأكيد على أن العبد مخيّر ومسؤول عن اختياره ضمن هذه الإرادة الإلهية الشاملة.


ثالثًا. شرح الأصناف الأربعة بالتفصيل:


1- الصنف الأول: «مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَا مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا»
- هذا هو الصنف السعيد، الذي كتب الله له السعادة من الأزل. فهو على الفطرة السليمة، يعيش حياته مطيعًا لله، ويختم له بخاتمة حسنة (الاستقامة). وهذا هو المؤمن الحق.
2- الصنف الثاني: «مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا»
- هذا هو الصنف الشقي، الذي كتبت عليه الشقاوة. يعيش على الكفر والضلال ويموت عليه. وهؤلاء هم الكفار الذين لم تنفع فيهم المواعظ ولم تقبل قلوبهم الهدى.
3- الصنف الثالث: «مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَى مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا»
- هذا هو صنف المرتدين عن دينهم. إنسان كان على الإيمان فترة من حياته، ولكنّه ارتكب ما أزله عن الإيمان (كالردة، أو اليأس من روح الله، أو القنوط) فختم له بسوء الخاتمة - نعوذ بالله من ذلك -. وهذا تحذير شديد من الغرور بالإيمان والاستهانة بالذنوب التي قد تقود إلى الكفر.
4- الصنف الرابع: «مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا»
- هذا هو صنف المهتدين. إنسان نشأ على الكفر معظم حياته، ولكنّ الله منّ عليه بالهداية فأسلم وحسن إسلامه وتوفّي على الإيمان. وهذا باب أمل واسع لكل كافر أن يهديه الله، ولهذا كان إسلام عمر بن الخطاب وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهما من أعظم النماذج على هذا الصنف.


رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات القدر: الحديث من أدلة إثبات قدر الله تعالى السابق، وأنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم.
2- التفاؤل والأمل: الحديث يفتح باب الأمل للكافر في أن يهديه الله ويختم له بالإيمان حتى لو عاش عمره كله في الضلال.
3- التحذير من سوء الخاتمة: الحديث تحذير صريح للمؤمن من الغفلة والاستهانة بالمعاصي، وأنه لا ينبغي لأحد أن يأمن على إيمانه حتى يموت عليه.
4- الحث على الدعاء: يجب على المسلم أن يداوم على الدعاء بـ "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، ويسأل الله حسن الخاتمة.
5- الفطرة السليمة: الأصل في الإنسان أنه يولد على الفطرة (الإسلام)، كما في الحديث الصحيح، وما يحدث بعد ذلك من كفر أو إيمان هو نتيجة التربية والاختيار.


خامسًا. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
● العلاقة مع حديث الفطرة: لا تعارض بين هذا الحديث وحديث «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» (متفق عليه). فحديث الفطرة يبين الأصل والاستعداد الذي خُلق عليه الإنسان، وهو الإسلام. أما حديث أبي سعيد هذا فيبين المقادير التي كتبها الله تعالى والصنف
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٩٧ - ٢٩٨) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
قال البيهقيّ: «إسناده صحيح».
وقال: ورواه أيضًا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في الخطبة».
قال الأعظمي: وهو يشير إلى ما رواه الترمذيّ (٢١٩١)، والإمام أحمد (١١١٤٣)، وأبو يعلى (١١٠١) وغيرهم من طرق عن حمّاد بن زيد، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول اللَّه ﷺ يوما صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيبًا، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إِلَّا أخبرنا به، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، وكان فيما قال: «إنّ الدّنيا خَضِرة حُلوةٌ، وإنَّ اللَّه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدّنيا واتقوا النِّساء». وكان فيما
قال: «ألا لا يمنعن رجلًا هيبة النّاس أن يقول بحق إذا علمه». قال: فبكى أبو سعيد فقال: قد واللَّه رأينا أشياء فهبنا، فكان فيما قال: «ألا إنه ينصب لكل غادر لواءً يوم القيامة بقدر غدرته ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة بركز لواؤه عند استه». وكان فيما حفظنا يومئذ: «ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتّى، فمنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت مؤمنًا، ألا وإن منهم البطيء الغضب سريع الفيئ، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء، فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيئ، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئ، وشرّهم سريع الغضب بطيء الفيئ، ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطّلب، ومنهم سيئ القضاء حسن الطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيء الطلب، ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب، ألا وشرهم سيئ القضاء سيئ الطلب، ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمُرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسَّ بشيء من ذلك فليلصق بالأرض» قال: وجعلنا نلتفت إلى الشّمس هل بقي منها شيء؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها، إِلَّا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه».
قال الترمذيّ: «حديث حسن».
وقال الحاكم (٤/ ٥٠٦): «هذا حديث تفرّد بهذه السّياقة علي بن زيد بن جدعان القرشيّ، عن أبي نضرة. والشيخان لم يحتجّا بعلي بن زيد».
وقال الذّهبيّ: «ابن جدعان صالح الحديث».
قال الأعظمي: حمّاد بن زيد من قدماء أصحاب ابن جدعان، وحديثه عنه حسن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1024 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

  • 📜 حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب