اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

عن أبي موسى الأشعري، قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا جاءه السّائل، أو طُلبتْ إليه حاجة قال: «اشْفعوا توجرُوا، ويقضي اللَّه على لسان رسوله ﷺ ما شاء».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٣٢)، ومسلم في كتاب البر والصلة (٢٦٢٧) كلاهما من حديث بريد بن عبد اللَّه بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعريّ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله. هذا حديث عظيم فيه معان جليلة في باب التعاون والشفاعة والحث على الخير.

شرح الحديث:

الراوي: هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، عبد الله بن قيس رضي الله عنه، من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
متن الحديث: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السّائل، أو طُلبتْ إليه حاجة قال: «اشْفعوا تُؤجَرُوا، ويقضي اللَّه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ما شاء».

1. شرح المفردات:

● السائل: الشخص المحتاج الذي يطلب العون أو المساعدة المالية أو المعنوية.
● طُلبت إليه حاجة: أي قدم إليه شخص يطلب قضاء حاجته، سواء كانت شفاعة عند آخر، أو مساعدة في أمر من الأمور.
● اشفعوا: اطلبوا الشفاعة، وساعدوا الآخرين في قضاء حوائجهم، وتوسطوا لهم في الخير.
● تؤجروا: تنالوا الأجر والثواب من الله تعالى على هذه الشفاعة والمساعدة.
● يقضي الله على لسان رسوله ما شاء: أي أن الله تعالى هو الذي ينطق رسوله صلى الله عليه وسلم بالحكم أو القول المناسب الذي يقضي به الحاجة، أو يرد الطلب بما فيه الخير، حسب مشيئته تعالى وحكمته.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما يأتيه شخص محتاج يطلب مساعدة، أو يطلب منه أحد أن يتوسط له في قضاء حاجة (كأن يطلب من شخص آخر مالاً أو عفوًا أو غير ذلك)، كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه ويشجعهم على أن يتوسطوا لهذا المحتاج ويساعدوه في قضاء حاجته. وكان يبين لهم أن في هذه الشفاعة والخُلق الكريم أجرًا عظيمًا عند الله.
ثم بعد ذلك، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم في أمر هذه الحاجة، فيقضيها أو يردها، ولكن كلامه في ذلك ليس نابعًا من هواه، بل هو وحي من الله تعالى يوحيه إليه، فيقضي الله على لسانه ما يشاء من الخير والحكمة، إما بإجابة السائل أو بغير ذلك، حسب ما تقتضيه حكمته سبحانه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- الحث على السعي في قضاء حوائج الناس: الحديث يحض على التعاون والتكافل الاجتماعي، ويبين فضل الشفاعة الحسنة (التوسط في الخير) وأنها سبب لنيل الأجر والثواب.
2- إكرام السائل والمحتاج: كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عدم صدّ السائل أو إهانته، بل كان يستقبله ويحث من حوله على مساعدته.
3- ربط القلب بالله تعالى في جميع الأمور: النبي صلى الله عليه وسلم يوجه الأمة إلى فعل الأسباب (الشفاعة) مع التوكل على الله والاستعانة به، واليقين بأن القضاء والقدر بيده سبحانه.
4- بيان مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: قوله: «ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء» دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وأن ما يصدر منه من أقوال وأفعال في أمور الدين والشفاعات هي بوحي من الله تعالى، مما يوجب الاطمئنان إلى كل ما جاء به.
5- التيسير على الناس وتفريج كربهم: من أعظم الأعمال التي يحبها الله تعالى إدخال السرور على قلب مسلم، وقضاء حاجته، وتفريج همه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- الشفاعة المقبولة هي التي تكون في أمر مباح أو مستحب، أما الشفاعة في الحرام أو الإعانة على الإثم فهي محرمة.
- ينبغي للمسلم أن يكون ساعيًا للخير، معينًا للضعفاء، مقضيًا لحوائج إخوانه، متذكرًا الأجر العظيم الذي أعده الله للشفعاء المخلصين.
- من فضل الله تعالى أن جعل قضاء الحوائج من أبواب الخير المتعددة، التي يمكن للجميع المشاركة فيها حسب استطاعتهم، بالمال، أو بالجهد، أو بالكلمة الطيبة، أو بالتوجيه الصحيح.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته ومساعدة خلقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٣٢)، ومسلم في كتاب البر والصلة (٢٦٢٧) كلاهما من حديث بريد بن عبد اللَّه بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعريّ، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1074 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

📜 حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية