حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)﴾

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب، لم يشربها في الآخرة».

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٣) من طرق عن حماد بن زيد، حدّثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب، لم يشربها في الآخرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ».

أولاً. شرح المفردات:


● مسكر: كل ما غطى العقل وأذهبه، سواء كان من العنب أو غيره من المواد.
● خمر: في الأصل ما خامر العقل وستره، وهي تشمل كل ما أسكر من الأشربة.
● يدمنها: يداوم على شربها ويعتاد عليها.
● لم يتب: لم يقلع عنها ويندم على فعلها ويستغفر الله تعالى.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على ثلاثة أحكام عظيمة:
1- «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ»:
هذا حكم عام يشمل كل ما أسكر من المشروبات، سواء كانت مصنوعة من العنب أو التمر أو الشعير أو غيرها. فلفظ "خمر" هنا يعم كل مسكر، وليس مقصورًا على ما خمر من العنب فقط. وهذا تأكيد على أن العبرة بالإسكار، فما أسكر كثيره فقليله حرام.
2- «وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»:
هذا تأكيد على تحريم كل ما يسكر، سواء كان قليلاً أو كثيرًا، لأنه يؤدي إلى فقدان العقل، وهو من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان. وقد جاءت النصوص الكثيرة في تحريم الخمر وتحريم كل مسكر، ومن ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
3- «وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ»:
هذا وعيد شديد لمن مات على إدمان الخمر ولم يتب منها. ومعناه أنه يحرم من نعيم الجنة، حيث إن في الجنة أنهارًا من خمر لا تسكر ولا تذهب العقل، كما قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد: 15]. فمن أدمن شرب الخمر في الدنيا ومات على ذلك، حرم من شرب هذه الأنهار الطيبة في الآخرة عقابًا له على معصيته.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1. تحريم كل ما يسكر العقل ويغيبيه، سواء كان مشروبًا أو طعامًا أو دواءً، إذا كان يؤدي إلى الإسكار.
2. وجوب التوبة من جميع الذنوب، ومنها شرب الخمر، قبل فوات الأوان.
3. التحذير من الاستمرار في المعاصي والإدمان عليها، لأن ذلك قد يؤدي إلى الحرمان من نعيم الجنة.
4. بيان عدل الله تعالى، حيث إن الذي حرم نفسه من الطاعات في الدنيا بالمعاصي، يحرم من النعيم في الآخرة.
5. أهمية المحافظة على نعمة العقل، الذي هو من أعظم النعم، وعدم تعريضه للإفساد بالمسكرات.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الخمر من الكبائر، وقد توعد الله شاربها بالعذاب في الآخرة إذا لم يتب.
- التوبة من شرب الخمر تكون بالإقلاع عنها فورًا، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليها.
- من تاب من شرب الخمر تاب الله عليه، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، ويبعدنا عن معصيته، ويجعلنا من المتقين الذين ينالون رضاه وجنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٣) من طرق عن حماد بن زيد، حدّثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾.
ومعنى العفو هنا ما كان زائدا على حاجته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

  • 📜 حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب