من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)﴾

عن حكيم بن حزام، عن النبي ﷺ قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفّه اللَّه، ومن يستغن يغنه اللَّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٢٧) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث حكيم بن حزام رضي الله عنه من الأحاديث الجامعة التي وضع النبي ﷺ فيها قواعد عظيمة في التعامل المالي والاجتماعي، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله:

أولاً. شرح المفردات:

● اليد العليا: هي اليد المعطية المنفقة.
● اليد السفلى: هي اليد الآخذة السائلة.
● عن ظهر غنى: أي من مالٍ فاضل عن الحاجة، لا من مال الضرورة.
● يستعفف: يطلب العفة ويتحرّج من سؤال الناس.
● يستغن: يطلب الغنى بالاعتماد على الله وترك سؤال الخلق.

ثانيًا. شرح الحديث:

1- «اليد العليا خير من اليد السفلى»:
- هذا تشجيعٌ على البذل والعطاء، وبيان أن المنفق خير من الآخذ، لأن المعطي يتصف بصفة الكرم والقوة والاستغناء عن الناس، بينما الآخذ قد يكون في موضع ضعف وحاجة. وقد جاء في رواية أخرى: «اليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي الآخذة».
2- «وابدأ بمن تعول»:
- توجيهٌ إلى أولوية الصرف على النفس والأقربين من الزوجة والأولاد والوالدين قبل التصدق على الآخرين، فلا يجوز للإنسان أن يتصدق ويُضيع حق من تجب عليه نفقته.
3- «وخير الصدقة عن ظهر غنى»:
- أي أن أفضل الصدقة ما كانت من مالٍ زائد عن الحاجة، فلا يُنفق الإنسان كل ماله في الصدقة فيصير عالةً على الناس، بل يتصدق من فضول ماله بعد قضاء حوائجه وحاجات عياله.
4- «ومن يستعفف يعِفَّه الله»:
- أي من يطلب العفة ويترفع عن سؤال الناس وطلب المعونة منهم، فإن الله تعالى سيعطيه العفة والغنى، إما بالرزق من حيث لا يحتسب، أو بالقناعة بما عنده.
5- «ومن يستغن يغنه الله»:
- أي من يتصف بالاستغناء عن الخلق ويثق برزق الله ويطلب الغنى منه سبحانه، فإن الله سيرزقه الغنى الحقيقي في قلبه ودنياه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

- الحث على الكرم والبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين.
- التأكيد على ترتيب الأولويات في النفقة، بدءًا بالذات ثم الأقربين.
- بيان أن أفضل الصدقة ما كانت من مالٍ زائد لا يضر بصاحبه.
- الحث على العفة والكرامة وترك униженية السؤال.
- الثقة برزق الله وأن الاستغناء عنه سبحانه سببٌ للغنى الحقيقي.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- حكيم بن حزام رضي الله عنه كان من أكرم الناس في الجاهلية والإسلام، وقد شهد له النبي ﷺ بالخير.
- الحديث يجمع بين التوجيه المادي والأخلاقي، فيربط بين التعامل مع المال والتحلي بالصفات النبيلة.
أسأل الله أن يجعلنا من المعطين المعفين المستغنين به عن خلقه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٢٧) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣٤) من وجه آخر عن حكيم بن حزام مختصرا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

📜 حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية