حديث: ابدأ بمن تعول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)﴾

عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٣٦) من طرق عن عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا شدّاد قال: سمعت أبا أمامة قال: فذكره.

عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بتوضيح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يجمع بين التوجيه الاقتصادي والتربوي والأخلاقي في كلمات جامعة. وهذا شرحه على النحو التالي:

الحديث:


عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».

1. شرح المفردات:


● تبذل الفضل: تعطي ما زاد عن حاجتك الأساسية.
● تمسكه: تحبسه وتحتجزه ولا تنفقه في الخير.
● شر لك: ضرر ومفسدة عليك في الدنيا والآخرة.
● لا تلام على كفاف: لا يُعيب عليك أحد إذا اقتصرت على ما يكفيك ويقيم أودك دون زيادة.
● ابدأ بمن تعول: قدّم النفقة والرعاية لأهل بيتك ومن تجب عليك نفقته.
● اليد العليا: هي يد المعطي المنفق.
● اليد السفلى: هي يد الآخذ السائل.

2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ خطابه للإنسان بعبارة "يا ابن آدم" ليشمل كل إنسان، ويضمّن كلامه حكماً بالغاً في شأن المال وإنفاقه:
● "إنك أن تبذل الفضل خير لك": أي أن إنفاق ما زاد عن حاجتك في وجوه البر والإحسان خيرٌ لك في الدنيا والآخرة، حيث يزيد المال بركته وتنميه الصدقة، ويكون سبباً في نيل الأجر وتكفير السيئات.
● "وأن تمسكه شر لك": لأن حبس الزائد عن الحاجة يؤدي إلى الشح والبخل، وقد يكون سبباً في حرمان البركة، أو يكون عقبة في طاعة الله، وقد يعرض صاحبه للمساءلة يوم القيامة عن حق الفقراء في ماله.
● "ولا تلام على كفاف": فلا لوم على المسلم إذا لم يتصدق وكان ما عنده لا يزيد عن كفايته وكفاية من يعولهم؛ لأن الواجب begins بالنفس ثم بالعيال، والكفاف هو القوت الذي لا فضل فيه ولا نقص.
● "وابدأ بمن تعول": وهذا تأكيد على أولوية النفقة على الأقربين، كالزوجة والأولاد والوالدين، فهم أحق بالبر والمعونة، وإعطاؤهم مقدّم على غيرهم.
● "واليد العليا خير من اليد السفلى": اليد العليا هي يد المنفق المعطي، وهي أفضل لأنها يد العطاء والبذل، وهي صفة الكرماء والأتقياء. أما اليد السفلى فهي يد الآخذ، وإن كان أخذها لحاجةٍ لا حرج فيه، لكن الأفضل للمسلم أن يكون معطياً لا سائلاً.

3. الدروس المستفادة:


- الحث على الصدقة وإنفاق الفضل من المال، وبيان أن ذلك من أسباب الخير والبركة.
- التحذير من البخل والإمساك، وأنه يؤدي إلى الشر والندامة.
- تنظيم الأولويات في النفقة؛ بحيث يبدأ المسلم بمن تجب عليه نفقتهم.
- بيان فضل العطاء والاستغناء عن الناس، وأن يد المعطي هي الأعلى مكانةً عند الله وعند الناس.
- التوسط في الإنفاق؛ فلا إسراف ولا تقتير، والاقتصاد في المعيشة من السنة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي، وهو حسن.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين واجباته المالية؛ فيؤدي الزكاة الواجبة، ثم ينفق في السبل الخيرية، مع عدم إهمال حقّ أهل بيته.
- الحديث يدعو إلى الكرم والسخاء، ويذم البخل والشح، وهو من الأخلاق التي حث عليها الإسلام.
أسأل الله أن يرزقنا القناعة والكرم، وأن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، إنه سميع مجيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٣٦) من طرق عن عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا شدّاد قال: سمعت أبا أمامة قال: فذكره.
وقوله: «وأن تمسكه شر لك» أي: إذا أدى ما عليه من الحقوق مثل الزكاة وغيرها، وأمسك الباقي فهو شر له في الآخرة لنقص أجره، وأما في الدنيا فهو مباح له، والمباح ليس بشر.
وقوله: «ولا تلام على كفاف» أي: إن أبقى بعد الزكاة ما يكفيه فلا يلام، وكذلك إن نقص بعد أداء الزكاة فله أن يأخذ الزكاة والصدقات من الآخرين للكفاف وسداد حاجته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابدأ بمن تعول

  • 📜 حديث: ابدأ بمن تعول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابدأ بمن تعول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابدأ بمن تعول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابدأ بمن تعول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب