حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ قسم في النفل: للفرس سهمين، وللرجل سهما.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٦٣)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٦٢) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن عمر، حدّثنا نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ قسم في النفل: للفرس سهمين، وللرجل سهما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَسَمَ فِي النَّفْلِ: لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا."
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* قَسَمَ: وزع وأعطى.
* النَّفْل: هو الغنيمة التي يغنمها المسلمون من الكفار في ساحة القتال، قبل تقسيم الغنائم الرئيسية (الأنفال). وهو نوع من التشجيع والتحفيز للمقاتلين، ويسمى أيضاً "الصفي".
* الْفَرَس: المقصود به الفرس الذي يُستخدم في الجهاد في سبيل الله، سواء كان للحامل أو للراجل (يحمل عليه المتاع والسلاح).
* سَهْمَانِ... سَهْمًا: السهم هو الحصة أو النصيب من الغنيمة.


2. شرح الحديث:


يبيّن هذا الحديث الشريف حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تشجيع المسلمين على الإعداد للجهاد وإخلاص النية فيه.
* المقصود العام: أن النبي صلى الله عليه وسلم عند توزيع "النفل" (الغنيمة الأولية قبل القسمة العامة)، كان يعطي من يحضر القتال بفرسه (أي بجواده) حصتين من الغنيمة، بينما يعطي المقاتل الراجل (الذي يقاتل على قدميه) حصة واحدة.
* الحكمة من التفضيل: هذا التفضيل ليس لمجرد الحيوان، بل لمن وراءه من تكاليف ومشاقّ وتفانٍ في الإعداد للجهاد. فصاحب الفرس يتحمل:
* تكاليف شراء الفرس وإطعامه والعناية به.
* زيادة الجهد والتضحية في ساحة المعركة، حيث يكون الفرس وسيلة للسرعة والمناورة والصولة على العدو.
* زيادة المخاطرة، فقد يُقتل الفرس ويخسر صاحبه ماله وجهاده.
* الفقه المستنبط: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن هذا الحديث دليل على أن للفارس ثلاثة أسهم: سهمان للفرس وسهم للفارس نفسه، بينما للراجل سهم واحد. وهذا الحكم خاص بـ"النفل" الذي يعطيه الإمام تشجيعاً للمقاتلين، وليس في قسمة غنائم الأنفال الرئيسية التي يقسمها الله في القرآن {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول...} [الأنفال: 41]، فهذه تقسم بالسوية بين المقاتلين سواء كانوا راجلين أو فرساناً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على الإعداد للجهاد: التشريع الإسلامي يحفز على بذل الجهد والمال في إعداد القوة لمواجهة الأعداء، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. وإعداد الخيل من أعظم القوة في زمنهم.
2- العدل والإنصاف: من عدل الإسلام أن يكافئ كل مجاهد حسب جهده وتضحياته، فلا يستوي من أنفق وقته وماله في إعداد عتاد الجهاد مع من لم يفعل.
3- مراعاة المصالح: تشريعات الإسلام تراعي المصالح العامة للأمة وتحقيق المقاصد الكبرى، ومن أعظمها حماية دار الإسلام وردع الأعداء.
4- حكمة القيادة: النبي صلى الله عليه وسلم作为 القائد الأعلى كان حكيماً في توزيع الحوافز، مما يشجع على التنافس في الخير والبذل في سبيل الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* اختلف الفقهاء في حكم "النفل" أو "الصفي"، فمنهم من رأى أنه منسوخ بآية تقسيم الغنائم في سورة الأنفال، والراجح عند المحققين أنه ليس بمنسوخ، وأن للإمام أن يعطي منه ما يشاء لمن يحقق مصلحة للجيش الإسلامي، كالشجعان وأصحاب البلاء الحسن، تشجيعاً لهم.
* هذا الحكم (سهمان للفرس) يشمل كل ما يقوم مقامه في العصر الحديث من معدات عسكرية باهظة الثمن وتحتاج إلى صيانة وجهد، كالدبابات والمدرعات والطائرات المقاتلة، فيجوز للإمام مكافأة من يتولى قيادتها وصيانتها بشكل أكبر تشجيعاً للاختصاص والإتقان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٦٣)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٦٢) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن عمر، حدّثنا نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
والنساء الغازيات لا يضرب لهن بسهم، ولكن يُرضَخن من الغنيمة:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 537 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

  • 📜 حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: للفرس سهمان وللرجل سهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب