حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾

عن أبى قتادة بن ربعي قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة. قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت إليه حتى أتيته من ورائه، فضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل عليّ، فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت، قال: فأرسلني، قال: فلقيت عمر بن الخطاب. فقلت: ما بال الناس؟ فقال: أمر اللَّه، ثم إن الناس رجعوا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من قتل قتيلا له عليه بينة، فله سلبه» قال: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: «من قتل قتيلا له عليه بينة، فله سلبه» قال: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت: فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لك، يا أبا قتادة؟» قال: فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق، يا رسول اللَّه! وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه عنه يا رسول اللَّه، فقال أبو بكر: لا هاء اللَّه إذا لا يعمد إلى أسد من أسد اللَّه، يقاتل عن اللَّه ورسوله، فيعطيك سلبه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «صدق، فأعطه إياه»، فأعطانيه، فبعت الدرع، فاشتريت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام.

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٩٩٠)، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة بن ربعي، فذكره.

عن أبى قتادة بن ربعي قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة. قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت إليه حتى أتيته من ورائه، فضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل عليّ، فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت، قال: فأرسلني، قال: فلقيت عمر بن الخطاب. فقلت: ما بال الناس؟ فقال: أمر اللَّه، ثم إن الناس رجعوا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من قتل قتيلا له عليه بينة، فله سلبه» قال: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: «من قتل قتيلا له عليه بينة، فله سلبه» قال: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت: فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لك، يا أبا قتادة؟» قال: فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق، يا رسول اللَّه! وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه عنه يا رسول اللَّه، فقال أبو بكر: لا هاء اللَّه إذا لا يعمد إلى أسد من أسد اللَّه، يقاتل عن اللَّه ورسوله، فيعطيك سلبه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «صدق، فأعطه إياه»، فأعطانيه، فبعت الدرع، فاشتريت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي قتادة رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحكي جانبًا من غزوة حنين، وتوضح فضل الصحابة وجهادهم، كما تبيّن بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالغنائم. وإليك الشرح المفصل للحديث:

1. شرح المفردات:


● حنين: وادٍ قريب من الطائف، وقعت فيه غزوة بين المسلمين والمشركين في السنة الثامنة للهجرة.
● جولة: تراجع وفرار أولي من المسلمين بسبب مباغتة العدو لهم.
● علا رجلاً: غلب عليه وأوشك على قتله.
● حبل عاتقه: موضع اتصال العنق بالكتف، وهو مكان قاتل إذا ضُرب فيه.
● ضمني ضمة: احتضني بشدة.
● ريح الموت: شدة الألم الذي كاد يودي بحياته.
● سلبه: ما يحمله المقتول من سلاح ودرع وغيرها.
● بينة: دليل أو شهادة.
● مخرفًا: بستانًا من النخيل.
● تأثلته: اكتسبته واجتمع لدي.

2. شرح الحديث:


يحدثنا أبو قتادة رضي الله عنه عن مشاركته في غزوة حنين، حيث تعرض المسلمون في البداية لتراجع بسبب مفاجأة المشركين لهم، لكنهم عادوا وانتصروا بإذن الله. وفي خضم المعركة، رأى أبو قتادة مشركًا يهجم على مسلم ليقتله، فتدخل أبو قتادة من الخلف وضرب المشرك على رقبته، لكن المشرك احتضنه بشدة كادت تودي بحياته، ثم مات المشرك فأطلق أبا قتادة.
بعد انتهاء المعركة، سأل أبو قتادة عمر بن الخطاب عن حال الناس، فأخبره أن الأمر لله ثم إن الناس عادوا إلى القتال وانتصروا. ثم أعلن النبي ﷺ أن من قتل قتيلاً وأتى بشاهد على ذلك فله سلب ذلك القتيل (ما كان يحمله من متاع). وقام أبو قتادة ثلاث مرات يطلب شاهدًا، وفي المرة الثالثة سأله النبي ﷺ عن حاله، فقص عليه القصة. فشهد له رجل بأن سلب ذلك المقتول عنده، وطلب من النبي أن يعطيه إياه. لكن أبو بكر الصديق اعترض قائلاً: لا والله، لا نعطي سلب أسد من أسود الله يقاتل في سبيل الله. فأيد النبي ﷺ أبا بكر وأمر بإعطاء السلب لأبي قتادة، فباع الدرع واشترى به بستانًا، وكان أول مال جمعه في الإسلام.

3. الدروس المستفادة:


● ثبات الصحابة وجهادهم: يظهر الحديث شجاعة أبي قتادة وتضحيته في سبيل الله، حيث خاطر بنفسه لإنقاذ أخيه المسلم.
● فضل أبي بكر الصديق: دفاعه عن حق المجاهدين وحرصه على أن لا يظلموا.
● حكمة النبي ﷺ: في تطبيق أحكام الغنائم وتحقيق العدل بين الجنود.
● أهمية الشهادة والبينة: في إثبات الحقوق، حيث طلب النبي ﷺ بينة على دعوى أبي قتادة.
● السلب للقاتل:這是 سنة نبوية في أن من قتل عدوًا في المعركة فله ما كان معه من متاع.
● الاستثمار الحلال: استخدام أبي قتادة للمال في شراء بستان، مما يدل على مشروعية الكسب الحلال والاستثمار في الزراعة.

4. معلومات إضافية:


- غزوة حنين كانت بعد فتح مكة، وحدثت فيها مباغتة من المشركين، لكن الله أنزل السكينة على المسلمين وأنصرهم.
- الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالجهاد والغنائم.
- قول أبي بكر "أسد من أسد الله" فيه تشبيه للمجاهدين بالأسود في شجاعتهم وإقدامهم.
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله وصحابته الكرام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجهاد (٩٩٠)، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة بن ربعي، فذكره.
ورواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤٢)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٥١) كلاهما من طريق مالك به.
وقوله: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 539 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

  • 📜 حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب