عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾

عن ابن عباس في قوله عز وجل: ﴿إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ
الْفُرْقَانِ﴾ يعني بالفرقان يوم بدر يوم فرّق اللَّه بين الحق والباطل.

حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٢٠٠ - ٢٠١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٠٦)، والحاكم (٣/ ٢٣)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ١٢٠) كلهم من طريق أبي صالح عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس في قوله ﷿: ﴿إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ
الْفُرْقَانِ﴾ يعني بالفرقان يوم بدر يوم فرّق اللَّه بين الحق والباطل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه هو تفسيرٌ من الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لقول الله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ [الأنفال: 41]، حيث فسّر ابن عباس "يوم الفرقان" بأنه يوم بدر، وهو اليوم الذي فرّق الله فيه بين الحق والباطل. وفيما يلي شرحٌ وافٍ للحديث وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:

● "يوم الفرقان": الفرقان من الفعل "فَرَقَ" أي ميّز وفصل. والمراد هنا اليوم الذي فَرّق الله فيه بين الحق والباطل، وجعل الغلبة للإيمان على الكفر.
● "بدر": هو موقع غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية للهجرة بين المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش.

2. شرح الحديث:

هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما ليس حديثًا نبوياً، بل هو تفسيرٌ للآية الكريمة من قِبَل أحد أعلم الصحابة بالتفسير. والآية جزء من سورة الأنفال التي نزلت في أعقاب غزوة بدر، وتتحدث عن تقسيم الغنائم وبيان فضل الله على المسلمين في ذلك اليوم.
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ يشير إلى ما أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من النصر والتأييد في يوم بدر، كما يشمل الوحي الذي نزل بخصوص هذه الغزوة.
وتسمية يوم بدر بيوم الفرقان لأن الله تعالى فرّق فيه بين الحق والباطل، حيث انتصر المسلمون رغم قلة عددهم وعتادهم، وهُزم المشركون رغم كثرتهم وتجبرهم، فكان ذلك دليلاً على تأييد الله للمؤمنين وتمييزًا للحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عن الباطل الذي عليه الكفار.

3. الدروس المستفادة:

● عظمة نصر الله للمؤمنين: يوم بدر كان تحولاً تاريخيًا أظهر فيه الله قوة الإيمان وضعف الكفر، وهو درسٌ في أن النصر من عند الله وليس بالعدد والعدة.
● معنى الفرقان: ليس فقط الانتصار العسكري، بل تمييز الحق من الباطل في العقيدة والمنهج، فبعد بدر أصبح للإسلام هيبة ووضوح.
● فضل الصحابة: استشهاد ابن عباس بهذا التفسير يذكرنا بعلم الصحابة وفهمهم العميق للقرآن، فهم lived الأحداث وكانوا أعلم بمعاني النصوص.
● التوكل على الله: الغزوة علمت المسلمين أن التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب هو سبيل النصر.

4. معلومات إضافية:

● غزوة بدر وقعت في 17 رمضان سنة 2 هـ، وسُميت "بدر الكبرى" تمييزًا عن مواقف أخرى.
- الآية الكريمة هي جزء من سياق يتناول أحكام الغنائم، حيث بيّن الله أن الخمس منها لله والرسول وذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
● الفرقان يُطلق أيضًا على القرآن الكريم (كما في قوله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ [الفرقان: 1]) لأنه يفرق بين الحق والباطل، ويوم بدر كان تجسيدًا عمليًا لهذا الفرق.

أسأل الله أن يجعلنا من أهل الحق العاملين به، وأن يوفقنا لفهم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٢٠٠ - ٢٠١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٠٦)، والحاكم (٣/ ٢٣)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ١٢٠) كلهم من طريق أبي صالح عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده حسن من أجل علي ابن أبي طلحة، وهو وإن كان يرسل عن ابن عباس، ولكن الواسطة معروفة وهو صدوق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 540 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

📜 حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية