حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢)﴾

عن ابن عباس: سمع رسول اللَّه ﷺ بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكبا من قريش تجارا قافلين من الشام، فيهم: مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص، فندب رسول اللَّه ﷺ المسلمين. وقال لهم: «هذا أبو سفيان قافلا بتجارة قريش، فاخرجوا لها، لعل اللَّه عز وجل ينفلكموها»، فخرج رسول اللَّه ﷺ والمسلمون، فخف معه رجال، وأبطأ آخرون، وذلك إنما كانت ندبة لمال يصيبونه، لا يظنون أن يلقوا حربا، فخرج رسول اللَّه ﷺ في ثلاثمائة راكب ونيف، وأكثر أصحابه مشاة، معهم ثمانون بعيرا وفرس. . . الحديث.

حسن: رواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد اللَّه بن أبي بكر، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا، عن ابن عباس، كل قد حدثني بعض هذا الحديث، فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر.

عن ابن عباس: سمع رسول اللَّه ﷺ بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكبا من قريش تجارا قافلين من الشام، فيهم: مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص، فندب رسول اللَّه ﷺ المسلمين. وقال لهم: «هذا أبو سفيان قافلا بتجارة قريش، فاخرجوا لها، لعل اللَّه ﷿ ينفلكموها»، فخرج رسول اللَّه ﷺ والمسلمون، فخف معه رجال، وأبطأ آخرون، وذلك إنما كانت ندبة لمال يصيبونه، لا يظنون أن يلقوا حربا، فخرج رسول اللَّه ﷺ في ثلاثمائة راكب ونيف، وأكثر أصحابه مشاة، معهم ثمانون بعيرا وفرس. . . الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يتعلق بحادثة تاريخية مهمة في السيرة النبوية، وهي غزوة بدر الكبرى، وسأشرحه لكم جزءاً جزءاً بإذن الله:

1. شرح المفردات:


● "ندب رسول اللَّه ﷺ المسلمين": أي دعاهم وحثهم على الخروج.
● "قافلين من الشام": عائدين من تجارة في بلاد الشام.
● "لعل اللَّه عز وجل ينفلكموها": النفل هو الغنيمة، والمعنى: لعل الله يمنحكم هذه التجارة غنيمة دون قتال.
● "خف معه رجال": سارعوا في الخروج معه.
● "وأبطأ آخرون": تأخر بعض الصحابة عن الخروج.
● "ندبة لمال يصيبونه": دعوة للحصول على مال وتجارة، لا للقتال.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث البدايات الأولى لغزوة بدر (سنة 2 هـ). كان أبو سفيان بن حرب - وهو من زعماء قريش - قادماً من الشام بقافلة تجارية كبيرة تحمل أموالاً عظيمة لقريش. بلغ النبي ﷺ خبر هذه القافلة، فدعا المسلمين للخروج لأخذها كغنيمة، إذ كانوا في حاجة ماسة بعد ما تركوا أموالهم في مكة عند الهجرة.
لم يكن المقصود من الخروج في البداية قتالاً، بل الاستيلاء على القافلة لتعويض بعض ما فقدوه. لذلك، خرج عدد كبير من الصحابة مشاة (أي راجلين) بسبب قلة الخيل والإبل، وكانت نيتهم المال لا الحرب.

3. الدروس المستفادة:


● التخطيط الاقتصادي في الإسلام: كان النبي ﷺ يبحث عن مصادر تمويل للدولة الإسلامية الفتية، مما يدل على أهمية الجانب الاقتصادي في بناء المجتمعات.
● النية تتغير بقدر الله: خرج الصحابة لأخذ المال، لكن الله قدّر لهم موقعة عظيمة غيرت تاريخ الإسلام (غزوة بدر).
● الجهاد يحتاج إلى استعداد نفسي ومادي: خرج الصحابة وهم غير مستعدين للقتال، لكن الله نصرهم رغم قلتهم.
● طاعة النبي ﷺ حتى في الأمور الدنيوية: سارع الصحابة للخروج مع النبي ﷺ طاعة له، ولو كان الأمر للغنيمة.

4. معلومات إضافية:


- هذه الغزوة كانت سبباً في نزول آيات كثيرة في سورة الأنفال تتحدث عن الغنائم وأحكامها.
- في نهاية الأمر، علم أبو سفيان بخطر المسلمين، فغير طريق القافلة وأرسل إلى قريش يستنجد بها، فخرجت قريش لقتال المسلمين، فكانت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً عظيماً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد اللَّه بن أبي بكر، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا، عن ابن عباس، كل قد حدثني بعض هذا الحديث، فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر. سيرة ابن هشام (١/ ٦٠٦ - ٦٠٧٩).
ورواه البيهقي في الدلائل (٣/ ٣١ - ٣٢)، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق بإسناده غير أنه لم يذكر ابن عباس في إسناده، واللفظ له.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 542 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

  • 📜 حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب