حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)﴾

عن عبد اللَّه بن عباس قال: «افترض اللَّه عليهم أن يقاتل الواحد عشرة، فثقل ذلك عليهم، وشق ذلك عليهم، فوُضِع ذلك عنهم إلى أن يقاتل الواحد رجلين، فأنزل اللَّه في ذلك: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ إلى آخر الآية، ثم قال: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٨] يعني غنائم بدر، لولا أني لا أعذب
من عصاني حتى أتقدم إليه.

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٢٦٣)، والطبراني (١١/ ١٧١)، وابن حبان (٤٧٧٣) -واللفظ له- كلهم من طريق محمد بن إسحاق، حدّثنا عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس قال: «افترض اللَّه عليهم أن يقاتل الواحد عشرة، فثقل ذلك عليهم، وشق ذلك عليهم، فوُضِع ذلك عنهم إلى أن يقاتل الواحد رجلين، فأنزل اللَّه في ذلك: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ إلى آخر الآية، ثم قال: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٨] يعني غنائم بدر، لولا أني لا أعذب
من عصاني حتى أتقدم إليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد اللَّه بن عباس قال: «افترض اللَّه عليهم أن يقاتل الواحد عشرة، فثقل ذلك عليهم، وشق ذلك عليهم، فوُضِع ذلك عنهم إلى أن يقاتل الواحد رجلين، فأنزل اللَّه في ذلك: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ إلى آخر الآية، ثم قال: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٨] يعني غنائم بدر، لولا أني لا أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه».


1. شرح المفردات:


● افترض: أوجب وألزم.
● ثقل ذلك عليهم: صعب عليهم وشق أداؤه.
● وُضِع عنهم: خُفف عنهم ورُفع الحكم الأول.
● غنائم بدر: الأموال التي أخذها المسلمون من الكفار في غزوة بدر.
● كتاب من الله سبق: قضاء سابق وحكمة إلهية قدَّرها الله تعالى.
● أتقدم إليه: أبعث إليه رسولاً أو أنزل عليه حكمًا.


2. شرح الحديث:


هذا الأثر يرويه ابن عباس رضي الله عنهما ليبيّن كيف أن الله تعالى قد خفف عن المسلمين في تشريع الجهاد، وبيان رحمة الله بهم وتيسيره عليهم.
● أولاً: التخفيف في عدد المقاتلين:
كان الأصل أن الله تعالى أوجب على المسلم الواحد أن يقاتل عشرة من الكفار، لكن هذا الحكم شق على الصحابة، فخفف الله عنهم إلى أن يقاتل الواحد اثنين فقط. وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، وهو دليل على أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتدرج في التشريع ومراعاة ظروف الناس.
● ثانيًا: الاستدلال بالآية الكريمة:
يشير ابن عباس إلى قوله تعالى:
{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65].
ثم خفف الله عنهم فنزل قوله:
{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 66].
فصار الواحد يقاتل اثنين بدلاً من عشرة.
● ثالثًا: بيان حكمة الله في الغنائم:
ثم ذكر ابن عباس قوله تعالى:
{لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68].
والمقصود أن المسلمين في غزوة بدر أخذوا الغنائم قبل أن يُشرع لهم أخذها، وكان ذلك منهيًا عنه في أول الإسلام، فأنزل الله هذه الآية مبينًا أنهم كانوا معرضين للعذاب لولا أن الله سبق في علمه وقضائه أن يشرع لهم الغنائم لاحقًا، فكان هذا من لطف الله ورحمته.
● رابعًا: تفسير "لولا أني لا أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه":
هذا تعليق من ابن عباس رضي الله عنهما على الآية، يوضح أن الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد إبلاغ الحكم وإرسال الرسل، فلم يكن أخذ الغنائم معصيةً مستحقة للعذاب لأن التشريع لم يكن قد نزل بعد بتحريمها، بل كان الأمر في طور التدرج.


3. الدروس المستفادة:


1- رحمة الله تعالى وتيسيره على العباد: فالله يشرع الأحكام بما يتناسب مع حال الناس وقدرتهم.
2- التدرج في التشريع: من حكمة الله أن ينزل الأحكام شيئًا فشيئًا ليكون الناس أقرب إلى القبول والامتثال.
3- العذر بعدم البلاغ: لا عذاب على أحد إلا بعد وصول الحكم إليه، وهذا من عدل الله تعالى.
4- الصبر والثبات في الجهاد: رغم التخفيف في العدد، إلا أن النصر مرتبط بالصبر والإيمان وتأييد الله.
5- الحكمة من تشريع الغنائم: كانت الغنائم محرمة في أول الإسلام ليتجهز المسلمون للجهاد ابتغاء وجه الله فقط، ثم أبيحت فيما بعد تكريمًا للمسلمين وتطييبًا لنفوسهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في سننه، وهو موقوف على ابن عباس، لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي.
- الغنائم أبيحت بعد غزوة بدر بنزول قوله تعالى: **{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٢٦٣)، والطبراني (١١/ ١٧١)، وابن حبان (٤٧٧٣) -واللفظ له- كلهم من طريق محمد بن إسحاق، حدّثنا عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالتحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 558 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

  • 📜 حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب