حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧)﴾
قوله ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ قال: فلقي النبي ﷺ عمر، قال: «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء».
حسن: رواه الحاكم (٢/ ٣٢٩)، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدّثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد اللَّه بن موسى، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن عمر قال: استشار رسول اللَّه ﷺ في الأسارى أبا بكر، فقال: قومك وعشيرتك، فخل سبيلهم. فاستشار عمر، فقال: اقتلهم. قال: ففداهم رسول اللَّه ﷺ، فأنزل اللَّه عز وجل ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ إلى قوله ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ قال: فلقي النبي ﷺ عمر، قال: «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء».
1. شرح المفردات:
● استشار: طلب المشورة والرأي.
● الأسارى: جمع أسير، وهم المقاتلون الذين أُخذوا في الحرب.
● أبا بكر: الصديق رضي الله عنه، الخليفة الأول.
● فخل سبيلهم: أطلق سراحهم.
● عمر: الفاروق رضي الله عنه، الخليفة الثاني.
● فاقتلهم: اقتلهم.
● ففداهم: أخذ الفدية مقابل إطلاق سراحهم.
● حتى يُثْخِنَ في الأرض: حتى يقوي ويشتد في القتال ويظهر العلو.
● فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً: فأكلوا مما أخذتم في الحرب حلالاً طيباً.
2. شرح الحديث:
وقع هذا الحديث بعد غزوة بدر الكبرى، حيث انتصر المسلمون على كفار قريش، وأسروا عدداً منهم. فاستشار النبي ﷺ أصحابه في شأن هؤلاء الأسرى، فكانت آراؤهم مختلفة:
● رأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه: نَصَحَ بالإفراج عن الأسرى مقابل فدية مالية، وقال: "قومك وعشيرتك"، أي أنهم من قبيلتك وأهلك، والإحسان إليهم قد يكون سبباً في هدايتهم ودخولهم في الإسلام.
● رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نَصَحَ بقتلهم، لأنهم رؤوس الكفر وسبب الأذى للمسلمين، وقتلهم يُضعف قريشاً ويرهب الأعداء.
● قرار النبي ﷺ: اختار أخذ الفدية منهم وإطلاق سراحهم، وذلك رجاء أن يهتدي بعضهم.
فنزل القرآن الكريم بتصويب رأي عمر وتخطئة أخذ الفدية في تلك المرحلة، حيث قال الله تعالى:
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: 67-69].
ثم لقي النبي ﷺ عمر وقال له: «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء»، أي كاد أن ينزل بنا العذاب بسبب مخالفتنا لرأيك.
3. الدروس المستفادة:
1- مشورة النبي ﷺ لأصحابه: وهذا من تواضعه وحكمته، مع أنه موحى إليه، إلا أنه أراد أن يعلم الأمة أهمية الشورى.
2- تفاوت الآراء بحسب المواقف: لكل رأي حكمته، فكان رأي أبي بكر رضي الله عنه قائماً على الرحمة وترجي الهداية، ورأي عمر قائماً على القوة والرهبة.
3- تصويب القرآن للرأي الصائب: القرآن صحح الموقف، وبين أن الأولى في تلك المرحلة هو التشديد على الأعداء وعدم أخذ الفدية حتى تعلو كلمة الله.
4- التعليم النبوي بالأسلوب الحكيم: قول النبي ﷺ لعمر: «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء» فيه تواضع واعتراف بالفضل، وتثبيت لعمر رضي الله عنه.
5- الحلال والحرام في الغنائم: بيان أن الغنائم الحربية حلال للمسلمين إذا أخذت وفق شرع الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الآيات نزلت بعد غزوة بدر، وكانت درساً للمسلمين في أول غزوة كبرى يخوضونها.
- استفاد العلماء من هذا الحديث أن الشورى من أصول الإسلام، ولكن القرار النهائي يجب أن يكون موافقاً للشرع.
- كان هذا الموقف سبباً في ظهور فضل عمر رضي الله عنه وفقهه العميق في أمور الجهاد.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إبراهيم بن مهاجر البجلي وإن كان من رجال مسلم، إلا أنه مختلف فيه، فقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كثير الخطأ، ومشّاه الآخرون. وبه صار الإسناد حسنا.
ورواه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ أنه قال: «ذلك يوم بدر، والمسلمون يومئذ قليل، فلما كثروا واشتدّ سلطانهم، أنزل اللَّه تبارك وتعالى بعد هذا في الأسارى: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [سورة محمد: ٤].
فجعل اللَّه النبي ﷺ والمؤمنين في أمر الأسارى بالخيار، وإن شاؤوا قتلوهم، وإن شاؤوا استعبدوهم».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 560 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 535 كان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس
- 536 النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 537 للفرس سهمان وللرجل سهم
- 538 هل كان رسول الله يغزو بالنساء؟
- 539 من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه
- 540 عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما...
- 541 خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله...
- 542 خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان
- 543 أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة
- 544 اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
- 545 لا تتمنوا لقاء العدو واصبروا عند اللقاء
- 546 رمى رسول الله التراب في وجوه المشركين يوم بدر
- 547 يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما...
- 548 لا يحج بعد العام مشرك
- 549 من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة
- 550 معنى ألا إن القوة الرمي
- 551 الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
- 552 الخيل معقود في نواصيها الخير والاجر والمغنم
- 553 فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة
- 554 من خير معاش الناس رجل ممسك عنان فرسه في سبيل...
- 555 ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي
- 556 الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا
- 557 لا يفرّ واحد من اثنين ومائة من المائتين
- 558 افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة
- 559 ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في...
- 560 استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
- 561 لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم
- 562 مهلا عن أصحاب رسول الله ﷺ
- 563 استشارة النبي في الأسارى يوم بدر وأخذ الفداء منهم
- 564 غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد...
- 565 العنوان: أني أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية ذهبا
- 566 اللَّه أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فاللَّه يجزيك
- 567 لا تدعون منها درهما
- 568 المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة
- 569 لا هجرة اليوم ولكن جهاد ونية
- 570 اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا
- 571 عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض
- 572 الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
- 573 لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة
- 574 آخر آية نزلت: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾
- 575 تحريم الحج على المشركين والطواف عريانا
- 576 يوم النحر هو يوم الحج الأكبر
- 577 بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة
- 578 ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة
- 579 من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له...
- 580 من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في...
- 581 ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن...
- 582 أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله
- 583 اسقني فإنهم يجعلون أيديهم فيه
- 584 ابن عباس: لا نريد تغيير ما أمر به رسول الله...
معلومات عن حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
📜 حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








