حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من طلب العلم لغير وجه اللَّه

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من تعلّم علمًا مما يُبتغي به وجه اللَّه عز وجل، لا يتعلّمه إِلَّا ليصيب به عرضًا من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٦٤)، وابن ماجه (٢٥٢) كلاهما من طريق سريج بن النّعمان، قال: حدّثنا فليح بن سليمان، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من تعلّم علمًا مما يُبتغي به وجه اللَّه ﷿، لا يتعلّمه إِلَّا ليصيب به عرضًا من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتعلم العلم لوجهه الكريم.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
(رواه أبو داود وابن ماجه، وهو حسن)


الشرح الوجيز:



# 1. شرح المفردات:


● «علمًا مما يُبتغى به وجه الله»: أي العلم الشرعي الذي يُطلب ويتعلم لأجل التقرب إلى الله تعالى وعبادته، كعلم القرآن، والسنة، والفقه، والعقيدة.
● «عرضًا من الدنيا»: (العَرَض) هو كل شيء من حطام الدنيا الزائل من مال، أو جاه، أو منصب، أو شهرة، أو رياء.
● «لم يجد عرف الجنة»: (العَرَف) هو الرائحة الطيبة. وقيل: هو أطيب ما فيها من النعيم والروائح الزكية. والمعنى أنه يُحرم من دخول الجنة أصلاً، أو يُحرم من أطيب نعيمها.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحذر النبي ﷺ في هذا الحديث من آفة عظيمة وهي إرادة الدنيا بالعلم الشرعي. فمن تعلم العلم الذي من شأنه أن يقرب إلى الله ويوصل إلى رضاه، لكن نيته لم تكن خالصة لله، بل قصد به الحصول على متاع دنيوي زائل، كالمناصب، أو المال، أو الرياسة، أو المدح والثناء من الناس، فإن جزاءه يوم القيامة أن يحرم من رائحة الجنة الطيبة، وهذا وعيد شديد يدل على عظم جرمه.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● وجوب إخلاص النية لله تعالى: هذا الحديث أصل عظيم في وجوب إخلاص النية في كل عبادة، والعلم من أعظم العبادات إذا أخلصت فيه النية لله.
● خطر الرياء وعلم الدنيا: العلم الذي يُطلب للدنيا لا يزيد صاحبه من الله إلا بعداً، وهو من أعمال أهل النار.
● تفاضل الناس بالنيات: قد يعمل اثنان نفس العمل، فيكون لأحدهما ثواب عظيم، وللآخر الوزر والخسران، بسبب اختلاف النية. فالعلم الذي يرفع به صاحبه في الدنيا فقط، يخسره في الآخرة.
● التحذير من طلب الرياسة بالعلم: من تعلم ليتقدم على أقرانه، أو ليجادل، أو ليماري، فقد دخل في هذا الوعيد.
● الثواب الجزيل لمن أخلص: في المقابل، من تعلم العلم لوجه الله، وعمل به، وعلمه الناس، فله أجر عظيم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يندرج تحت باب «الإخلاص» الذي هو شرط لقبول كل عمل.
- العلماء يذكرون أن «عرض الدنيا» يشمل كل ما يطلبه الإنسان لنفسه من الشهوات، حتى لو كان طلب العلم ليكثر سواد المجلس أو ليقال "عالم".
- هناك حديث آخر يؤكد هذا المعنى وهو قوله ﷺ: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» (رواه مسلم).
- العلاج هو محاسبة النفس دائماً وتجديد النية، وأن يستحضر طالب العلم أنه يتعلم ليعبد الله على بصيرة، وليدعو إلى الله، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
نسأل الله تعالى أن يخلص نياتنا، ويصلح أعمالنا، ويجعلنا من أهل العلم النافع والعمل الصالح.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٦٤)، وابن ماجه (٢٥٢) كلاهما من طريق سريج بن النّعمان، قال: حدّثنا فليح بن سليمان، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وصحّحه ابن حبان (٧٨)، والحاكم (١/ ٨٥) وروياه من طريق ابن وهب، قال: أخبرني أبو يحيى فليح بن سليمان، بإسناده مثله.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده ثقات روانه على شرط الشّيخين ولم يخرجاه، وقد أسنده ووصله عن فليح جماعة غير ابن وهب». انتهى.
ورواه أيضًا الخطيب في كتبه»الفقيه والمتفقه (٨١١)، وتاريخ بغداد (٥/ ٣٤٦ - ٣٤٧)، واقتضاء العلم العمل (١٠٢)، والإمام أحمد (٣/ ٣٣٨) كلّهم من طرق عن فليح بن سليمان، بإسناده، مثله.
وفليح بن سليمان مختلف فيه، أكثر أهل العلم على تضعيفه، ولكن قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقال الدّارقطنيّ: يختلفون فيه، وليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثّقات (٧/ ٣٢٤)، وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
قال الأعظمي: هو عندي ضعيف في الأحكام إذا انفرد، ولا بأس به في الفضائل إذا كان له شواهد، وهذا منها، وقد أشار الحاكم كما سيأتي إلى وجود شواهد له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 178 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

  • 📜 حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب